منعها زوجها من ابنها.. كواليس مشاكل زوجية دفعت فتاة ثلاثينية للانتحار بالإسكندرية
المشاكل الزوجية التي تنتهي نهايات مأساوية، غالبا ما يكون الضحية الأولي فيها هم الأبناء، إلا أن هذا الحادث كانت ضحيته الأم المكلومة التي رفضت أن تعيش دون ابنها وسعت جاهدة في رؤيته بعد أن خطفه والده منها، وبعد محاولات باتت بالفشل قررت التخلي عن رغبة الحياة ولجأت للانتحار وأصرت على التنفيذ رغم محاولة والدتها منعها من التنفيذ في المرة الأولي، إلا أنها غافلتها ونفذت.
صاحبة هذه الواقعة هي "آية" الفتاة الثلاثينية، وهي أم لطفل يبلغ من العمر عام ونصف، وبدأت قصتها بدخولها في زواج مع طبيب لن يدوم أكثر من ثلاث سنوات، وكان يشوبه خلافات كثيرة وظلت الزوجة طوال هذه الفترة علي قناعة عدم الرغبة في هدم المنزل الذي بنوه سوياً، حتي زادت حدة الخلاف وقررت الانفصال عنه وترك المنزل.
وبعد رجوع "آية" لمنزل الزوجية، خرج الزوج ليقيم مع أسرته، ثم عاد من قرابة شهر وأخذ ابنها بالقوة، ومنذ هذا الحين منعها من رؤيته، وطبقاً لرواية أسرة الضحية عن الواقعة، فإنه على مدار شهر مضى منع الزوج الطبيب ابنتهم من رؤية ابنها، فحاولت أكثر من مرة إقناعه برجوعه إليها إلا أنه ساومها على أن يتم هذا مقابل تناولها عن بعض الأوراق.
وبعد أن باتت محاولات رجوع ابن الضحية إليها بالفشل، اضطربت حالتها النفسية بشكل كبير، وبدأت في تناول أقراص مهدئة، وعكفت عن تناول الطعام، وتدهورت صحتها، وأخذت قرار التخلي عن الحياة وبدأت في توزيع ملابسها وأشيائها علي أقاربها، دون أن تخبر أحد بقرارها.
وفي يوم الحادث وفي الساعة العاشرة من مساء ليلة الحادث، حاولت "آية" الانتحار ولكن اكتشفت والدتها فعلتها قبل تنفيذه بلحظات ومنعتها بالقوة وحاولت تهدئتها، وكانت تظن أنها لن تكرر الفعل مرة أخري، إلا أنها غافلت والدتها ودخلت لغرفتها وبعد ساعات قليلة نفذت قرار الانتحار ورمت نفسها من الدور الثالث عشر من العقار.
ولم تكتشف الأسرة الواقعة في لحظتها، إلا عندما سمع الجيران صوت سقوط الجثمان في منور العقار، فدخلوا مسرعين ليكتشفوا وجود جثة "آية"، التي فارقت الحياة في الحال.
المحاولة الأخيرة للأسرة في إرجاع الطفل كانت بإخبار أسرة الزوج الطبيب بالحادث وطلب إحضار الطفل لحضن جدته لوالدته التي تعتبر الحاضنة الأولي له بعد وفاة الأم، إلا أنهم أخبروهم أنهم لا يعرفون عنه شئ، وهو نفس موقفهم قبل الحادث عندما حاولت الأم الضحية سؤالهم عن طفلها.
وكان تلقى اللواء محمود أبوعمرة، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، إخطارا من قسم شرطة المنتزه ثان يفيد سقوط سيدة من أعلى عقار بشارع 26 المتفرع من الإصلاح بمنطقة الفلكي.
وانتقل ضباط وحدة مباحث القسم رفقة سيارة الإسعاف إلى موقع البلاغ، وتبين من الفحص وجود جثة «آ.ع» 35 عاما، ربة منزل، مسجاة في منور العقار، وبها إصابات وكسور بمختلف أنحاء الجسم، وجرى نقل الجثة إلى مشرحة الاسعاف وتحرر المحضر اللازم وأحيل للنيابة العامة
وبسؤال والدتها، قالت في التحقيقات أن ابنتها كانت تمر بحالة نفسية سيئة في الفترة الأخيرة، بسبب حدوث مشاكل مع زوجها الذي غادر منزل الزوجية وأقام لدى أسرته، ثم عاد منذ أسبوعين وأخذ طفلها البالغ من العمر سنتين فقط ومنعها من رؤيته.
وأضافت والدة المتوفية في تحقيقات النيابة العامة، التي أشرف عليها المستشار أشرف المغربى المحامى العام الأول لنيابات المنتزة، أنها حاولت الانتحار ليلا بإلقاء نفسها ونجحت في إنقاذها، إلا أنها عاودت المحاولة في اليوم التالى مستغلة انشغالها في المطبخ وألقت نفسها من شرفة الشقة سكنهم بالطابق الـ 13 .
وبالعرض على المستشار أشرف المغربي، المحامي العام لنيابات المنتزه، أمر بتشريح الجثة، واستدعاء زوج ووالدة المتوفاة لسؤالهما، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة.