في ذكرى ميلاده.. منزل سيد درويش بالإسكندرية يعاني الإهمال.. وسكان كوم الدكة يطالبون بتحويله لمتحف (صور فيديو)

داخل ممر صغير يتقاطع مع عدد من الشوارع الضيقة التي يحوي كُل منها صورة أو اسم الفنان الراحل سيد درويش، يقع منزله الذي بمجرد أن تسأل أيًّا من أهالي منطقة كوم الدكة عنه يجيبك عن مكانه، إلا إنك حينما تصل أمامه تعاود طرح السؤال من جديد: "أين يقع منزل سيد درويش؟"، فقد لا تصدق أن ما تراه أمام عينك هو بالفعل المكان الذي ولد فيه واحد من أعرق فناني الموسيقى العربية.

أرض فضاء تحولت إلى مقلب للقمامة، يحوطها سور يبلغ طوله قرابة ثلاثة أمتار، ومن الخارج قطع خشبية وبقايا مخلفات، وطريق غير مُمهد تعبره بصعوبة، هذا هو الحال الذي بقي عليه مسقط رأس الفنان سيد درويش، بعد أن تم هدمه منذ قرابة 30 عامًا، والذي رصدته عدسة "القاهرة 24" خلال زيارته اليوم، في ذكرى ميلاده.

منطقة كوم الدكة بالإسكندرية، هي واحدة من أقدم مناطق الإسكندرية وأعرقها، وبالرغم من أنها منطقة شعبية من الدرجة الأولى، فإنها تتمتع بشهرة واسعة لعدة أسباب أهمها أنها مسقط رأس الفنان شيد درويش، والذي ولد في منزل صغير في أحد شوارعها في عام 1892م.

هذا المنزل الذي شهد طفولة "درويش"، ومنه بدأ أولى خطواته الفنية، يعاني الآن من جاهل كبير من رغم تعدد مطالب المُسنين من أهالي المنطقة بتحويله إلى متحف يحمل مقتنيات الراحل، وذلك لأنهم بحسب ما رواه آخر جيل يعتز بذكرياته الطيبة وقصصه الفريدة مع كل شبر في المنطقة، وهو ما يفتقده الجيل الحالي، الذي قد لا يعرف بعضهم أن في هذه الحارة البسيطة وصلت شهرة أحد أبنائها إلي العالمية وكان سبب في تغيير ملامح الموسيقي العربية.

وقال أحمد الهوا، 71 عامًا؛ أحد أهالي منطقة كوم الدكة، أن منزل الفنان سيد درويش هو أحد علامات منطقة كوم الدكة التي كان يأتي إليها أشهر الفنانين والمثقفين من مختلف أنحاء مصر، إلا إن صورته على أرض الواقع بعد ما آل إليه؛ تجعل من يدخله يخرج في حالة حزن، نظرًا لما وصل إليه من أنه أصبح فقط قطعة أرض دون مبني، يحاوطها سور يستخدمه الجيران لتربية الدواجن ونشر الملابس ووضع خردوات.

وأوضح "الهوا" أن هذا المنزل لم يكن بهذه الحالة من قبل، حيث كان الفنان عبد الرحمن البحر درويش نجل الفنان الراحل يزوره كل فترة ويهتم بأمره، مشيرًا إلى أن جميع أبناء "درويش" اشتروا منزلًا آخر على بعد خطوات من منزل والدهم القديم وظلوا يعيشون فيه مع والدتهم زوجة الفنان الراحل، حتى وافتها المنية.

وأشار إلى أن المنزل طاله الإهمال بعد أن رحل أبناء "درويش"، مؤكدًا أن أهالي المنطقة حاولوا التدخل لحماية المنزل من الانهيار، وطالبوا من قبل الجهات المسئولة بالدولة لإعادة إحياء المنزل الذي لا يليق بتاريخ هذا الفنان العظيم، وتحويله لمتحف، وقد وعد بالفعل وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، بتحقيق هذا الحلم ولكن لم يدخل حيز التنفيذ.

ولفت "الهوا" إلى أن منطقة كوم الدكة بالكامل تعتبر من المناطق التراثية التي يجب أن يتم وضعها ضمن مناطق الإسكندرية السياحية، والاهتمام بحالتها.

محافظ الإسكندرية يشارك اجتماع "محلية النواب" لمناقشة طلبات الإحاطة واستعراض المشروعات