طفلة 6 سنوات تطلق مشروعها بـ "كرسي وكرتونة وحصالة" لمساعدة أهلها في بورسعيد (صور)
فكرة المشروع كانت مفاجأة للأم "سحر عبد الله"، حينما طلبة منها أبنتها بسملة أن تصنع لها فانوس بالخرز الهاند ميد، وبعد نجاح صناعة الفانوس طالبتها بتعليمها صناعة " الفانوس الهاند ميد"، وقدمت لها "دراسة جدوي" بفطرة الأطفال.
"بسملة أحمد سعد" طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات وتقيم في أحد الأحياء الشعبية مع والدتها ربة المنزل، ووالدها موظف بمحكمة بورسعيد، وأخيها يبلغ من العمر 10 سنوات.
تقول "بسملة" أن والدتها كانت تُصنع الميداليات والاكسسوار الخرز، وتشير إلي أنها طلبت منها صناعة الفانوس وبعد نجاح الفكرة طلبت منها أن تقوم بصناعة عدداً من الفوانيس، وعرضت عليها اختيار مكان بالقرب من منزل جدتها للأم لتسويق الفوانيس، بالقرب من حديقة فريال بحي الشرق ببورسعيد، وأعدت لذلك "كرتونة وكرسي وحصالة".
تمتلك "بسملة" شخصية قوية، فهي قادرة علي حماية نفسها من محاولات مداعبتها كطفلة، وكذلك تكون حريصة علي عدم الذهاب الي سيارات الزبائن حفاظاً علي نفسها، وتستطيع "بسملة" تسويق البضائع للزبائن والتعامل بلغة السوق للوصل لأعلي نسبة تسويق.
تجلس الطفلة "بسملة" علي كرسي من الخشب وأمامها كرتونة من الورق وبجانبها حصالة من الحديد، وتتواجد والدتها بجانبها في بعض الأوقات، الا أن مهمتها الوالدة الرئيسية هي صناعة هيكل الفانوس، لتقوم الطفلة بسملة باستكماله عندما تعود للمنزل.
ترفض "بسملة" أي محاولات لمساعدتها بمبالغ مالية بالرغم من أن الزبائن يعرضون ذلك، الا أنها تأخذ ثمن البضاعة فقط ولا تقبل أي مساعدات، وتقوم بجمع حصيلة البيع لشراء خرز جديد لتصنيع المزيد من المنتجات لتوسيع مشروعها.
عاوز أطلع ضابط علشان انا بحب الضباط
الطفلة بسملة طالبة مجتهدة ومتفوقة في دراستها، وتقول أن هدفها أن تكون ضابط وذلك لحبها في الضباط، وتقول أن تجارتها لمساعدة الأسرة ولن تتخلي عنها بالرغم من حلمها.
واحد بموتسيكل قالي هحبسك وانا مش بعمل حاجة غلط
بعلامات الخوف تحكي الطفلة بسلمة أنها أثناء قيامها ببيع منتجاتها علي رصيف حديقة فريال، قام أحد الأشخاص من علي "موتسيكل" بتحذيرها مع التواجد، وقال لها "هحبسك لو شوفتك هنا".
الطفلة الصغيرة أصيبت بالزعر، وترقبت قدومه مرة أخري خوفاً علي بضاعتها، الا أنه ذهب ولم يعد، وطالبت بأن لا يتعرض اليها أحداً، وأكدت أنها تحب المكان وتقوم من خلاله بتسويق منتجات الأسرة لمساعدة والدها ووالدتها في مصاريف المنزل.
من جانبها أكدت" سحر عبد الله" والدة الطفلة، أنها لم تكن تتخيل أن أبنتها قادرة علي تحمل مسئولية المشروع، وذلك لصغر سنها، ولكنها أكدت أنها نجحت في فكرتها، وتعمل علي تطويرها وتتحمل المسئولية بشكل جعل الأم تراقبها فقط من بعيد.
"بسملة" بالرغم من ضعف امكانياتها إلا أنها استطاعت أن تضرب أروع الأمثال في الإرادة والنجاح، وقهرت بإرادتها اليأس والبطالة والعوز، وتمكنت من بناء مشروع بات مصدراً رئيسياً لدخل الأسرة.
رصد "القاهرة 24" قيام أحد العملاء بشراء عدد 2 فانوس من الطفلة بقيمة 100 جنيهاً، وطلب منها أن ترشح له "فانوس بناتي وأخر ولادي"، وبالفعل أقنعت العميل بالفانوس، وحصلت علي ثمن البضاعة ووضعته بالحصالة لشراء خامات جديدة لتطوير مشروعها.
