مارفيلا 1.. لعنة جوتمان المتسببة في حرمان بنفيكا من الفوز بدوري الأبطال لـ100 عام
في عالم كرة القدم قد تسمع مصطلحات فريدة من نوعها يتم ترديدها بين الجماهير، مثل: "الريمونتادا" والـ "come back" وهي عبارات مستوحاة من اللغة الإسبانية والإنجليزية على الترتيب لمجاراة لغة التواصل الكروي بين الجماهير وعشاق كرة القدم.
ومن بين تلك الكلمات وقع الاختيار على عبارة "Maravillas del futbol" أو "مارفيلا دي فوتبول" من اللغة الإسبانية، لسرد مجموعة قصص من عجائب وطرائف كرة القدم حول العالم منذ قديم الأزل وحتى الآن.
قصة بيلا جوتمان الذي أبهر "القارة العجوز" رفقة مجموعة لاعبين من الشباب
بيلا جوتمان هو لاعب كرة قدم ومدرب مجري عملاق، كان لاعبًا في وسط الميدان وارتدى قميص العديد من الفرق المجرية، وفي عام 1926 قرر الانتقال إلى الولايات المتحدة الامريكية ليستقر هناك عمليًا ويبدأ مسيرة حافلة كـ مدرب حتى انهيار الدوري الأمريكي لكرة القدم عام 1932 ليقرر العودة مُجددًا إلى أوروبا.
تَنقل "جوتمان" بين فرق أوروبا حتى نجح في تدريب 17 ناديًا وحقق نجاح مبهر للغاية مع كافة تلك الفرق، إلى أن سطر أسمه بأحرف من ذهب وسط أعظم المدربين المخضرمين في تلك الحقبة.
وفي ربيع عام 1959، وقع "جوتمان" عقدًا مع نادي بنفيكا البرتغالي ليصبح مدربًا للفريق الأول، وفي أول قرار له بعد توليه القيادة الفنية، قرر "بيلا" إقالة 20 لاعبًا من اللاعبين الأساسيين في الفريق الأول، ولم يتوقف عند ذلك لكن أيضًا قام بتصعيد 20 لاعبًا من فريق الشباب ليكتسح أوروبا في فترة الستينيات بهم.
كان لـ"جوتمان" أسلوبه الخاص من حيث التكتيك والتخطيط ووضع جدول زمني يسير عليه في تحقيق البطولات والألقاب، كان "بيلا" يتمتع بثقة عالية في النفس وشخصية فريدة من نوعها ساهمت في اكتساح القارة العجوز بفريق شبابي خالص.
ففي أول موسم لـ"بيلا" رفقة بنفيكا، نجح في قيادة الفريق البرتغالي للتتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا عام 1961 أو المعروفة وقتها باسم "الكأس الأوروبية"، بعدما هزم فريق برشلونة في نهائي البطولة.
لم يتوقف "جوتمان" عند هذا فحسب، بل واصل تقديم المفاجآت بالعودة لبطولة دوري أبطال أوروبا في النسخة التالية، ليكتسح كافة الفرق في الأدوار التمهيدية والاقصائية وصولًا إلى المباراة النهائية أمام ريال مدريد ويُطيح به ليُتوّج بنفيكا بطلًا لدوري الأبطال.
في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات كان فريق ريال مدريد هو المسيطر الوحيد على بطولة الكأس الأوروبية، فكان الفريق الذي لا يُقهر بفوزه خمس مرات متتالية ببطولة دوري الأبطال منذ انطلاقها، ليأتي بنفيكا رفقة "جوتمان" ويسحب اللقب من بين يديه.
الأمر الذي استدعى نادي بنفيكا لإقامة تمثال عملاق لـ بيلا جوتمان داخل أسوار النادي، لتكريمه على إنجازاته الفريدة.
الفتيل الذي أشعل شرارة بداية اللعنة..
بعد الإنجازات التي حققها "جوتمان" رفقة بنفيكا، طالب "بيلا" بعقد اجتماع مع رئيس النادي البرتغالي في ذلك الوقت ليطالبه بالحصول على مكافأة أو زيادة راتبه مقابل مجهوده الذي بذله مع الفريق مؤخرًا.. لكن الصاعقة أن رئيس نادي بنفيكا رفض طلبه رفضًا قطعيًا!.
تسبب رد رئيس نادي بنفيكا في إثارة غضب "بيلا" كثيرًا، الأمر الذي جعل المدرب المخضرم يصرخ في وجه رئيس النادي البرتغالي ليقول نصًا: "لن يفوز فريق بنفيكا بدوري أبطال أوروبا بعد 100 عام من الآن"، لم تكن مجرد كلمات في وقت غاضب خرجت من مدرب مخضرم مثل "جوتمان" لكن ما حدث لـ بنفيكا فيما بعد جعل الجماهير يستشعر أن كلمات جوتمان كانت بمثابة اللعنة التي حَطت على النادي!.
ماذا حدث؟..
قرر جوتمان الرحيل عن بنفيكا تمامًا بعد اجتماعه مع رئيس النادي، ومن هنا مرت عاصفة مُدوية بالنادي البرتغالي الذي وصل إلى 5 نهائيات في بطولة دوري أبطال أوروبا وخسرها جميعًا بطريقة مثيرة للغرابة!، فكان بنفيكا يقدم مباراة ولا أروع لكن يخسر البطولة في النهاية بسيناريو دراماتيكي فريد!.
كما وصل بنفيكا إلى نهائي بطولة كأس الاتحاد الأوروبي 3 أعوام 1983 و2013 و2014 وقدم أداء مميزًا للغاية في المباراة النهائية لكن الفريق خسرهم جميعًا أيضًا!.
المدرب المجري المخضرم توفي عام 1981 وتم دفنه في فيينا، لكن الفريق مازال يتعرض للعنة الغريبة في النهائيات.
تلك اللعنة تسببت في مرور فريق التسعينيات بأزمة نفسية كبيرة، الأمر الذي اضطر بعض اللاعبين في فريق بنفيكا يقرر إسقاط تمثال "جوتمان" في محاولة منهم لطرد اللعنة عن النادي!.
فيما قام عدد من اللاعبين الآخرين بزيارة قبر "جوتمان" والتوسل إليه لكسر اللعنة قبل خوض مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1990، لكنهم خسروا مجددًا! وحتى عامنا هذا 2021 لم ينجح بنفيكا في العودة لبطولة دوري الأبطال كالسابق! وأمامهم حوالي 41 عامًا آخرين لانتهاء تاريخ اللعنة!.