رحلة سقوط انشراح موسى وإبراهيم سعيد.. هل خانت الجاسوسة المصرية زوجها مع ضابط الموساد وكيف سافرت إلى إسرائيل؟ (تقرير)
6 سنوات من الجاسوسية قضتها انشراح موسى أو دينا بن ديفيد، كما أطلق عليها في إسرائيل، هي وزوجها إبراهيم سعيد شاهين وابنهما نبيل، بعد أن باعوا الوطن مقابل حفنة دولارات في وقت كانت مصر تنزف فيه ألم الحرب والهزيمة.
انشراح موسى الفتاة الصعيدية التي ولدت في محافظة المنيا، وكبرت وترعرت من خير مصر، لم تصن الجميل، وراحت تلهث وراء المال الحرام هي وزوجها، في الوقت الذي كان كل بيت مصري يقدم شهيدًا للوطن.
بدأت قصة الجاسوسة انشراح موسى في عام 1967 بعد زواجها من إبراهيم سعيد شاهين الذي كان يعمل فى مديرية العمل بالعريش، وانتقلت للعيش معه، وخلال تلك الفترة اتهم زوجها إبراهيم سعيد بالرشوة وألقي القبض عليه، وتم حبسه عدة أشهر، وبعد الإفراج عنه فقد عمله وأصبح عاطلًا لا يمتلك قوت يومه، وبعد الاحتلال الإسرائيلي لأرض سيناء بدأت رحلة السقوط والخيانة لـ انشراح موسى وزوجها إبراهيم سعيد.
تعرف الزوج المتهم على ضباط بالموساد الإسرائيلي، والذي أغراه بالأموال والهدايا حتى أصبح فى وقت قصير من أهم الجواسيس.
وقعت انشراح موسى وزوجها لـ إغراءات مالية من الإسرائيليين، وكان أول مبلغ تحصل عليه الجاسوس 1000 دولار مقابل الإبلاغ عن الفدائيين على الجبهة بعد هزيمة 67، سافرت انشراح موسى وزوجها عدة مرات لإسرائيل، وتم تسليم جهاز تجسس لإرسال الشفرات والرسائل للموساد، وفي أحد الأيام تعطل الجهاز وتوقفت الرسائل، وقررت انشراح موسى السفر لإسرائيل لتصليح الجهاز، وبعد وصولها إلى تل أبيب فوجئ ضباط الموساد بجرأة الجاسوسة، وتم منحها مكافأة مالية 2500 دولارًا.
وقبل عودة انشراح موسى إلى مصر؛ كان زوجها إبراهيم سعيد يحاول إرسال بعض الأخبار عن مصر للموساد، وفي الوقت ذاته رصدت المخابرات المصرية ذبذبات وموجات الجهاز، وتم حصر المنازل التي صدرت منها الموجات حتى ألقي القبض على الزوج المتهم في 5 أغسطس 1974، داخل منزله، وبحوزته جهاز اللاسلكي والشفرات المستخدمة في الإرسال.
وبعد عدة أيام عادت انشراح موسى على متن الرحلة 791 القادمة من إيطاليا في 24 أغسطس 1974 إلى مطار القاهرة الدولي، وفور وصولها إلى منزلها فوجئت بقوة من ضباط المخابرات المصرية داخل منزلها، وتم اقتيادها إلى جهات التحقيق واعترفت بجميع وقائع الجاسوسية، وفي يوم 25 نوفمبر 1974 صدر حكم ضدها هي وزوجها بالإعدام شنقًا والسجن 5 سنوات للابن نبيل، وتحويل الأبناء محمد وعادل لمحكمة الأحداث.
انشراح موسى وزوجها إبراهيم سعيد ورحلة الخيانة
وقعت انشراح موسى في خيانة الوطن وخيانة زوجها، حيث ضاجعت ضابط الموساد أبو يعقوب بعد أن التقته في روما لتطلب منه التوقف عن العمل، بعد أن شعرت بالخوف من سقوطها هي وزوجها في قبضة رجال المخابرات، لكن ضابط الموساد طلب منها الهدوء والعمل في صمت دون خوف، واصطحبها إلى ملهى ليلي وتناولا الخمور وقاما بالرقص معًا وتوجها إلى إحدى غرف الفندق، ومارسا الرذيلة، وهي في حالة سكر، وفي صباح اليوم التالى وجدت نفسها عارية، ومارست الجنس معه مرة أخرى فى كامل وعيها، وتكررت اللقاءات بينهما على مدار السنوات التي عملت فيها.
انشراح موسى في إسرائيل
سافرت انشراح موسى هي وأسرتها إلى تركيا، ومن هناك سافر زوجها إبراهيم شاهين إلى إسرائيل، وتم تسليمه جهاز إرسال لاسلكي لإرسال الشفرات والمعلومات، وتم تدريب الزوج على كيفية استخدام الجهاز، وخوفًا من السقوط في قبضة الأمن طلب إبراهيم شاهين من الموساد إرسال الجهاز إلى مصر، وتسلمه من أي مكان، وبالفعل تم الاتفاق على تسلمه بطريق القاهرة السويس بعد أن تم تحديد مكان بالصحراء بجوار سيارة نقل قديمة، تم وضع الجهاز في حفرة بجوارها، وبعد أن وصلت انشراح موسى وزوجها إلى الجهاز، عاد به إلى المنزل، وأثناء قيامهما بإرسال أول رسالة؛ تبين وجود عطل في المفاتيح، وحتى لا تفشل المهمة وتضيع عليهم الأموال؛ قررت انشراح موسى السفر إلى إسرائيل لتصليح الجهاز، وبالفعل اتخذت الجاسوسة القرار وسافرت إلى إسرائيل لأمرين: الأول تصليح جهاز اللاسلكي والثاني رؤية عشيقها أبو يعقوب ضابط الموساد، وحصلت في تلك الرحلة على 2500 دولارًا.
انشراح موسى وخيانة زوجها إبراهيم شاهين
خلال رحلة انشراح موسى إلى إسرائيل؛ قام زوجها إبراهيم شاهين بتجربة جهاز اللاسكلي فى محاولة فاشلة منه لإرسال ي معلومات للموساد الإسرائيلي، لكنه فشل، في ذات الوقت كان جهاز المخابرات المصرية يرصد الإشارات الصادرة من الأجهزة خاصة في تلك الفترة الحرجة نظرًا لاستقطاب إسرائيل العديد من الجواسيس داخل مصر لرصد المعلومات، وعقب ذلك تم رصده وإلقاء القبض عليه، بينما عادت انشراح موسى إلى القاهرة، وكان في انتظارها ضباط المخابرات المصرية، وألقي القبض عليها، وتم إصدار الحكم عليهما بالإعدام، وطلبت إسرائيل من الرئيس السادات استبدالها بأسرى، فصدر عفو رئاسي عنها وسافرت انشراح موسى أو كما أطلقت على نفسها دينا بن ديفيد إلى إسرائيل.
