كيف تخرج مصر من أزمة مفاوضات سد النهضة؟.. سياسي أمريكي يجيب
تساؤلات كثيرة تسببت فيها الممارسات الإثيوبية الأخيرة، بإصرارها على الملء الثاني لسد النهضة، دون اتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان، أهمها الخطوات المُتاحة أمام القاهرة والخرطوم لمواجهة تحدي إيقاف قرار أديس أبابا الخاص بالملء والتوصل لاتفاق قانوني ملزم.
وفي ظل التعنت الإثيوبي لفرض سياسة الأمر الواقع على القاهرة والخرطوم، تكثف بلدا المصب من إجراءاتهما للخروج من الأزمة بحلول سياسية، تضمن حفظ سلامة مواطنيها، مع الحفاظ على حقوق الشعب الإثيوبي في التنمية، إلا إن حكومة آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا، تريد الانفراد بقرار التحكم في مياه النيل.
مصر تشارك المجتمع الدولي في أزمة سد النهضة
وفي ذات السياق، يقول مهدي عفيفي، المحلل السياسي، وعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، إن مصر تمتلك حقائق مصرية تاريخية وبيئية لنهر النيل، الذي يمثل شريان الحياة لـ 98% من المصرين.
وأضاف في تصريحات لـ "القاهرة 24"، أن مساعي مصر والسودان لإشراك المجتمع الدولي في مفاوضات سد النهضة، يمثل واحدًا من الحلول التي يمكن من خلالها الخروج من الأزمة بزيادة تعاون الدول الأخرى لحل هذه القضية، على أن يكون الاتحاد الإفريقي هو ملجأ جميع الأطراف لحل هذه المشكلة.
ضغط دولي على إثيوبيا
واستطرد عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، أن كلمة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس الخميس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول المياه، حثت المجتمع الدولي على المشاركة في المفاوضات المصرية السودانية الإثيوبية، والضغط على إثيوبيا للدخول في مفاوضات جادة.
وأشار إلى أن الإجراءات المتبعة من أديس أبابا، بتحديد موعد للملء الثاني لسد النهضة من شأنه أن يزيد التوتر في القاهرة والخرطوم، خاصة أنه في حال البدء في الملء سيؤثر ذلك على الحياة في كلا البلدين.
وأردف أن مطالبة مصر والسودان، للمجتمع الدولي بالتدخل في أزمة سد النهضة، يؤدي إلى تعاون دول مختلفة لحل الأزمة، واستخدام جميع الوسائل كمجلس الأمن والأمم المتحدة، مؤكدًا أن أفضل الطرق لإنهاء الأزمة يتمثل في المشاركة الدولية للمفاوضات.
حلول مصر لمواجهة الأزمة
وفي تصريحات سابقة لـ"القاهرة 24" قال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الريّ الأسبق، إن الخطوات التي تتبعها مصر في عمليات الريّ باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ومحطات تحلية وتنقية مياه الشرب، لن تكون كافية لسداد العجز في مياه النيل، حال ملء السد في ظل الزيادة السكانية التي تشهدها مصر.
وأشار إلى أن الخطورة الأكبر لا تتمثل في تنفيذ إثيوبيا قرارها، وإنما في طريقة تنفيذه، ما يُعد تعديًا غير مقبول على حقوق مصر والسودان.
السودان تطالب بوساطة دولية
وتقدمت الحكومة السودانية بطلب رسمي، الاثنين الماضي، لوساطة رباعية دولية، لحل أزمة مفاوضات سد النهضة بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، إذ بعث رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، بطلب للحكومة الأمريكية، و الأمم المتحدة والاتحادين الإفريقي والأوروبي، للعب دور الوسيط في مفاوضات سد النهضة.
إثيوبيا تستفز دولتي المصب
وفي وقت سابق، أكد وزيرا الخارجية والري الإثيوبيان، عزم أديس أبابا على استكمال ملء سد النهضة "حتى لو لم يتم التوصل لاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد"، لتواصل إثيوبيا التأكيد على نواياها ورغبتها في فرض الأمر الواقع على دولتي المصب، ما يمثل تهديد لمصالح الشعبين المصري والسوداني.