"حلمي مساعدة الغلابة".. "ناصر" طالب طب بجنوب الوادي وعامل كسر قصب في الإجازة (صور)
اعتاد على العمل الشاق مُنذ طفولته لمساعدة أسرته، دون الاكتراث بحديث الآخرين، أو سخريتهم عن عمله المتمثل في كسر القصب، ولكن شجاعة ناصر حسين عبد الحكم، الطالب في الفرقة الأولى بكلية طب جامعة جنوب الوادي، دفعته لرفع رأسه عاليًا مُفتخرًا بمهنته التي ساعدته على الوصول إلى تلك المكانة الدراسية.
أصل الحكاية
بداية رحلة ناصر، ابن قرية الحسينات بمركز أبوتشت شمالي محافظة قنا، في العمل بكسر القصب، كانت في مرحلة الإعدادية، لمساعده والده موظف الأمن بالتربية والتعليم، لتوفير مستلزمات أسرته، ومصروفات دراسته، وما تحتاجه خاصةً المرحلة الثانوية.
حصل ناصر على منحة دراسية من جامعة جنوب الوادي عقب تفوقه بالثانوية العامة العام الماضي، إلا أنه بعد الانتهاء من امتحانات منتصف العام عاد لعمله في كسر القصب مرة أخرى، قائلا لـ"القاهرة 24": "الحمد لله مُنذ صغري وأنا أسعى لتحقيق حلمي، في دخول كلية الطب وتمكنت من الحصول على 404 درجات، أهلتني للالتحاق بكلية الطب جامعة جنوب الوادي، وأسرتي مكونة من 7 أفراد، ووالدي يعمل مسئول أمن بالإدارة التعليمية في أبو تشت، ووالدتى ربة منزل، ومعي أشقاء آخرون مازالوا أيضًا في التعليم".
وتابع عبدالحكم، أنه بعد انتهاء امتحانات الترم الأول عاد إلى قريته لمساعده والده، في كسر القصب، مؤكدًا أن التفوق ليس في تحصيل العلم فقط، وإنما في مساعدة أسرته وتأدية واجبه نحوهم أيضًا، خاصة وأن لديه أشقاءه في مراحل التعليم المختلفة ويحتاجون إلى مصروفات دراسية، لا يستطيع والده توفيرها بمفرده.
وأضاف ابن قنا، أنه يتمنى أن يقدم لأهله وإخوته "الدنيا وما فيها" كشكر على ما يقومون بفعله معه، لأنهم يشجعونه دائمًا، منوهًا إلى أن أصدقاءه في الكلية يدعمونه، مردفًا: "عمري ما خوفت أقول مهنتي، وأسرتي والقريبين مني دايما بيدعموني على شغلي خصوًصا إني متفوق في دراستي".
وكشف حلمه الأكبر وهو أن يُعين مُعيدًا في كلية الطب، وأن يساعد "الغلابة، مضيفا: "أنا أفتخر أنني واحدًا منهم، ونفسي أساعدهم لأنهم كتير".