"مش مصدقة عينيا انتهى عصر المرأة المنكسرة".. أول رد فعل من الأم المثالية على مستوى الجمهورية
أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي حصول فاطمة أحمد سيد، من محافظة الإسماعيلية، على لقب الأم المثالية الأولى على مستوى الجمهورية.
وفي أول رد فعل للأم المثالية على مستوى الجمهورية، وهي الحاجة فاطمة، ابنة مدينة ومركزأبو صوير، قالت: “مش مصدقة عينيا، ما كنتش متوقعة إني أفوز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية، ولكني سعيدة بالتكريم، الذي يأتي بعد رحلة شقاء وكفاح امتدت لأكثر من 40 عاما، في خدمة بناتي وأبناء قريتي".
وأكدت الحاجة فاطمة أن التكريم جاء رسالة لكل امرأة وأم بعدم الاستسلام للحظات اليأس التي قد تمر بها، خلال مشوارها، مؤكدة أن الله لا يضيع الأجر والثواب.
وعن تكريم رئيس الجمهورية لها، خلال حفل غد الأحد، أكدت الحاجة فاطمة أنه تكريم من رجل كريم، وقائد في ظروف صعبة، داعم للمرأة ونصير لها، مؤكدا أنه لم يعد هناك مجال للمرأة الضعيفة المنكسرة.
واختتمت موجهة رسالة للمرأة المصرية بالتحلي بالصبر والحكمة والقوة، والتقرب إلى الله، طلبا في المعونة والفطنة، لاستكمال رحلات عطاء وكفاح، أهلها لها، خالقها.
ولقبت الحاجة فاطمة 62 عاما بالمرأة الحديدية بمحافظة الإسماعيلية، وأصبحت كلمتها كالسيف على رقاب أبناء منطقتها، الذين اعتبروها عمدتهم الشرعية، بعد أن دفعتها الظروف القهرية إلى أن تتخلى عن أمومتها وأحلامها، وأن تتخلى عن روب المحاماة وتستبدله بجلباب الرجال وتناطحهم في مجال البناء.
قصة كفاح حقيقية تسطرها الست فاطمة ابنة مركز ومدينة أبو صوير بمحافظة الإسماعيلية التى تعمل فى مجال البناء والتشييد منذ 45 عاما لمواجهة أعباء الحياة خاصة بعد انفصالها عن زوجها، تاركا لها طفلتين.
وتقول فاطمة: "رغم رسوبي فى الثانوية العامة لعامين لوفاة أخواتي، استكملت دراستي وحصلت على الثانوية منازل، والتحقت بالمعهد الفنى التجاري بالزقازيق ولم يتوقف طموحي عن هذا الحد، فاستكملت دراستي وحصلت على ليسانس الحقوق من جامعة الزقازيق وفضلت العمل فى مهنة المعمار التى توارثتها عن والدي، ظنا بأن الوظيفة لن تحقق الدخل الذى يمكن تحقيقه من المعمار، كما عملت بهز الحجارة واستخراج الزلط".
ولم تتوقف قصة كفاح الست فاطمة عند هذا الحد بل امتدت ليصل إلى ما هو أعمق وأجدر بالتحية والاحترام، خاصة بعدما أيقنت أن لديها دور مجتمعي وخدمي لا يقل أهمية عن دورها كأم، مستغلة مقومات المرأة الشقيانة القوية المعيلة، لتسير قاضيا عرفيا، تحل المشكلات بين الناس وتقيم الجلسات العرفية وتؤخذ كلمتها بعين الاعتبار.
وساعدت فاطمة، أبناء منطقتها، فأقامت مدرسة ذات الفصل الواحد لتعليم الأطفال وتبرعت بأرض لبناء مسجد، وأنشأت مصنعا لتدوير القمامة، ونجحت في توفير فرص عمل لأبناء قريتها.
وكانت وزارة التضامن، قد أعلنت فتح باب التقدم للاشتراك بمسابقة الأم المثالية لعام 2021م من 27 يناير حتى الأحد 14 فبراير الماضيين، في مديريات التضامن الاجتماعي على مستوى كافة محافظات الجمهورية.
ومن الشروط الأساسية للاختيار هذا العام هي: "ألا يقل سن الأم عن 50 عامًا، مع الإلمام بالقراءة والكتابة على الأقل، وألا يزيد عدد الأبناء على 3 أبناء ويستثنى من هذا الشرط محافظات الحدود (شمال سيناء وجنوب سيناء – الوادي الجديد – مطروح – البحر الأحمر – أسوان) بحد أقصى 5 أبناء، وأن يكون جميع الأبناء حاصلين على مؤهل عال أو في الفرق النهائية بالكليات أو ابن حاصل على مؤهل فني متوسط ومتميز في إحدى المهن، ويستثنى الابن المعاق ذهنيًا غير القابل للتعلم.
وتأتي أهم الشروط الخاصة باختيار الأمهات المثاليات لعام 2021، التأكيد على معيار عطاء الأم وإعلاء القيم الإنسانية وترسيخ معنى الأسرة وقدرتها على الحفاظ على تماسكها وترابطها وإيجاد التوازن بين المتعددة للأم واحتضان ورعاية الأبناء واحتوائهم بالعطف والحنان وتعزيز القيم الإيجابية وكفاح الأم والقدرة على مواجهة التحديات والحفاظ على كيان الأسرة.
كما تتضمن الشروط إعلاء قيمة الأسرة البديلة وتفعيل دورها باعتبارها خط الدفاع الأول لمواجهة ظاهرة أطفال بلا مأوى وتعظيم دور هذه الأسر، خاصة الأسر التي لديها أطفال طبيعيون وتشجيعها على كفالة الأيتام والأطفال بلا مأوى، بهدف توفير المناخ الأسري الجيد وحمايتهم من المشكلات التي قد يتعرضون لها في مؤسسات الرعاية.