قبل رمضان بأيام
واجهة جديدة للمستثمرين.. المولات التجارية بدمياط تنافس الأسواق الشعبية ومحلات السوبر ماركت
على الرغم من أن الهدف الأساسي لأصحاب المولات التجارية جذب عميل الطبقة الغنية، إلا أن البسطاء وأبناء الطبقة المتوسطة في دمياط، يتقدمون صفوف رواد تلك المولات التي باتت تشكل خطرا على الأسواق الشعبية ومحلات السوبر ماركت خاصة في ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة لمجابهة فيروس كورونا.
وتسبب انتشار المولات التجارية بدمياط، في جذب طبقة كبيرة من الأغنياء، وسحب البساط من المحال التجارية والأسواق الشعبية الشهيرة، التي سيطرت على حركة التجارة والاقتصاد بالمحافظة لعقود طويلة.
يقول هشام الديب، موظف، إن وجود جميع السلع والمنتجات في مكان واحد وبأسعار تنافسية تكاد تصل لسعر الجملة، أصبح يجذب العملاء بشكل كبير، “يكفيني الذهاب لمرة واحدة في الأسبوع للمول الذي أقوم بشراء كافة احتياجاتي منه”، مضيفا أن أغلب المواطنين بدمياط خاصة الميسورين أو الذين يحبون التقليد أصبحوا يفضلون الشراء من المولات التجارية.
بينما أكد علي جوهر أنه مع وجود أماكن ترفيهية وأماكن انتظار للسيارات مع وجود مخاوف من العدوى بفيروس كورونا وقيام الأجهزة التنفيذية بغلق وفض كافة الأسواق الشعبية الأسبوعية، أصبح على المواطن الذهاب لمكان واحد تتوافر فيه الإجراءات الاحترازية وكافة السلع والمنتجات بأسعار تنافسية.
واجهة جديدة للمستثمرين
على مدار عقود طويلة ظلت محافظة دمياط تشتهر بالصناعات التقليدية كالأثاث والحلويات ومنتجات الألبان وقديما كانت صناعة الجلود والنسيج، ومع ركود صناعة وتجارة الأثاث وارتفاع أسعار خامات الاخشاب بأنواعها توجه بعض المستثمرين لتنويع استثماراتهم بما يخلق أنشطة جديدة على السوق الدمياطي.
يأتي هذا بعد أن أثبتت المشاريع الترفيهية والمراكز التجارية التسويقية نجاحًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة، خاصة «بيزنس المولات»، فتعتبر المولات أحد أكبر المشروعات الاستثمارية التي تستقطب رجال الأعمال وباستثمارات ضخمة وأن هذه المشاريع لها عوائد استثمارية أفضل من المشروعات الصناعية والعقارية.
واتجه المستثمرون لاستثمار أموالهم في أنشطة تجارية وخدمية من خلال إنشاء مراكز تجارية وخدمية وترفيهية، تقدم المنتجات والخدمات بأعلى جودة وأقل سعر من خلال تقديم عروض تنافسية أقل من سعر السوق، حيث يتعاقد المستثمرون مع أصحاب المصانع على خطوط انتاج بعض المنتجات الأساسية كالزيت والسكر وغيرها بأسعار أقل من سعر الجملة بالأسواق؛ ما يجعل الإقبال عليها كبيرا من المواطنين.
وأصبحت المراكز التجارية «المولات» عنصرا من عناصر الجذب أمام المستثمرين لتنويع استثماراتهم، خاصة بعد أزمة كورونا التي ضربت كافة الأنشطة الاستثمارية صناعية أو عقارية أو تجارية.
وأثار افتتاح مول كبير مؤخرا، الذي يعد من أكبر مركز التسوق في الدلتا، جدلًا حول وجهة رجال الأعمال الاستثمارية بدمياط، خاصة بعد قيام أكبر مستورد لأخشاب الأبلاكاش بافتتاح مول تجارى على مساحة 5 أفدنة باستثمارات ضخمة جعلته الأكبر في منطقة الدلتا بل الأكبر خارج محافظتي القاهرة والإسكندرية.
ودخل وليد غالي، أكبر مستورد لأخشاب الأبلاكاش في استثمار المراكز التجارية، وذلك في ظل تردي أوضاع صناعة الأثاث والركود الذى ضرب تلك الصناعة العتيقة بدمياط وهو ما ينذر بتساؤلات عن مستقبل تلك الصناعة في ظل الارتفاع الكبير لأسعار خامات الأخشاب وتوجه المستوردين لأنشطة تجارية أخرى.
وبدأ المول نشاطه في الأسبوع الأول لافتتاحه بتحطيم كافة أسعار المنتجات الغذائية والملابس والمفروشات بأقل من مثيلاتها بالأسواق لدرجة أن أغلب الزبائن كانوا أصحاب محلات اشتروا كافة متطلباتهم لأن أسعارها أقل من سعر الجملة بالأسواق.
وقال رجل الأعمال وليد غالي، لـ"القاهرة 24"، إنه حان الوقت للاستثمار بعيدا عن مجال تجارة الأخشاب المستخدمة في صناعة الأثاث فعلى الرغم من افتتاح مشروع مدينة دمياط للأثاث إلا أن صناعة وتجارة الأثاث بدأت تخرج من المحافظة بعد احتكارها لتلك المهنة قرابة قرن من الزمان.
وأكد غالي أن فلسفته في اختيار مشروعه هو إنشاء أكبر مركز تجاري خارج محافظتي القاهرة والإسكندرية، حيث يعد هذا المركز الأكبر في الدلتا، وتتوافر فيه كافة السلع والمنتجات والأنشطة الترفيهية ليكون بديلا عن مولات القاهرة والإسكندرية خاصة أن هناك فئة كبيرة من أبناء المحافظة تتوجه للمولات التجارية الكبرى للتسويق والترفيه.
وأوضح غالي أن هناك مراحل أخرى لهذا المركز التجاري الأكبر بالدلتا، مشيرا إلى أنه يستهدف تقديم منتجات بأعلى جودة وأقل سعر وأن الأسعار والجودة العالية خارج المنافسة.
وقال غالي إن طبيعة السوق تحتاج إلى مزيد من الاستثمارات الترفيهية والتسويقية، لافتًا إلى أن دمياط متأخرة في إنشاء المولات التجارية الكبرى بخلاف القاهرة والإسكندرية.
وأضاف أن الاستثمارات في المشروعات التسويقية «المولات» أصبح يحقق عائدات وأرباحا كبيرة ومضمونة، بعيدًا عن طبيعة النشاط الصناعي والمشاكل التي يتعرض لها بسبب التغيرات الاقتصادية، وتوقع اتجاه بعض التجار والمستوردين لهذا النوع من الاستثمارات.