الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أول حوار مع نجل الجاسوسة انشراح موسى: "مدير أبي حاول إقامة علاقة جنسية مع أمي.. وصوّرت المطار الحربي" (الحلقة الأولى)

نجل الجاسوسة الإسرائيلية
سياسة
نجل الجاسوسة الإسرائيلية انشراح موسي
الثلاثاء 23/مارس/2021 - 10:54 م

بعد عقود من الصمت، ظن المصريون أن قضية الجاسوسة الإسرائيلية انشراح موسى، التي ألقي عليها هي وزوجها إبراهيم سعيد وأولادها أغسطس عام 1974 قد أوصدت ملفاتها، وأن قضيتها طُويت صفحاتها كاملة داخل أدراج المخابرات المصرية؛ إلا أنَّ الحقيقة الثابتة تقول إنَّ لكل حكاية مخابراتية كواليس تصلحُ لنسْجِها وإعادة طرحها مجددا بل وتقصيها ومتابعة شخوصها في كل زمان. 

قصة الجاسوسة انشراح موسى 

 حكاية الجاسوسة انشراح موسى وزوجها إبراهيم سعيد شاهين وأبنائهما الثلاثة تحمل بين سطورها أسرارًا وتفاصيل تاريخية، نحاول كشفها استكمالًا لدور المخابرات المصرية  منذ إنشائها عام 1952، والتي دائمًا ما تكشف عديدًا من قضايا التجسس، التي تركت أثرًا ملموسًا في تاريخ مصر.

ما دفعنا للتنقيب في الموضوع مرة أخرى، واستقصاء مصير عائلة انشراح علي موسى شهوة المعرفة ودأب الصحافة دومًا عما يبحث عنه القارئ، لاسيما إن كسى القصة غموض وغياب مصير أفرادها، وكذلك تسارع وتيرة أحداثها حينها، وما أحدثته من زخم، كل ذلك أسباب كفيلة بإحياء القصة مرة أخرى.

كانت المخابرات العامة المصرية ألقت القبض عليها وصدر الحكم على الزوجين بالإعدام شنقًا، إلا أن الحكم لم ينفذ إلا على إبراهيم شاهين فقط وانتشرت أنباء تفيد بخروج انشراح موسى وأولادها في صفقة تبادلية مع الكيان الإسرائيلي.

بدورنا القاهرة 24 استطعنا الوصول إلى الابن عادل شاهين، الذي تحول اسمه بالعبرية إلى رفائيل بن دافيد، وأجرينا حوارًا مطولًا عبر حلقات متواصلة متتالية، لكشف أسرار الأسرة، لا سيما أن الابن وهو في الثانية عشرة من عمره خاض تجربة التجسس.

تساؤلات كثيرة حاولنا تقديم إجاباتها للقارئ في السطور التالية، منها:

كيف بدأت علاقة انشراح موسى وزوجها بالموساد الإسرائيلي؟

وهل لهما يد في استشهاد الفريق عبد المنعم رياض على الجبهة؟

سر شقة مدينة نصر التي تحولت إلى مركز معلومات للموساد الإسرائيلي؟

وماذا عن خروجهما من مصر وتغيير ديانتهما إلى اليهودية؟

وهل استُغلت انشراح موسي جنسيًا من قبل الموساد للوصول إلى معلومات؟

وتفاصيل حصول إسرائيل على 72 فيلمًا لبعض المواقع العسكرية المهمة بعد نكسة 67

وإليكم نصّ الحوار.. 

بدايةً.. انتشرت أسماء كثيرة لأفراد الأسرة، نريد معرفة ما الأسماء الحقيقية لكم جميعًا؟

الجاسوسة دينا بن دافيد

أولا هناك من ينطق اسم والدتي خطأ، فهي اسمها انشراح علي مرسي وليس موسى، ومن مواليد عام 1937 بمحافظة المنيا، أما الوالد فيدعى إبرهيم شاهين، ونحن ثلاثة أبناء “عادل ونبيل ومحمد”.

وماذا عن أسمائكم العبرية بعد خروجكم من مصر والاستقرار في دولة الاحتلال الإسرائيلي واعتناقكم اليهودية؟ 

والدي كان يُدعى بن ديفيد، وهو الاسم المستعار له قبل إعدامه، أما الاسم الحركي داخل الموساد فكان موسى، ووالدتي اختارت اسم دينا بن ديفيد، أما أنا فتحول اسمي من عادل إلى "رافي" ونبيل أخي إلى "يوسي"، وشقيقي الثالث محمد إلى "حاييم".

كيف تم تجنيد العائلة من الأساس ولِمَ وقع الاختيار عليهم من قبل إسرائيل؟ 

أبي أبلغ أبو نعيم، الضابط بالمخابرات الإسرائيلية، بكل التفاصيل الخاصة بالكبينة العسكرية أسفل منزلنا بالعريش، وكنا وقتها أنا وإخوتي نعيش في القاهرة، ولم نعلم عن أمي وأبي شيئًا لمدة عام ونصف العام، حتى وصلا إلى القاهرة من طريق الأردن، عن طريق الصليب الأحمر، بعد تجنيدهما من قبل الموساد الإسرائيلي لتجميع المعلومات الكافية من العاصمة، خاصة أسعار السلع الأساسية والخضروات، حتى يعلم حسن نيتهما وإمكانية تعاونهم معا.

وهل سافر الوالدان إلى إسرائيل خلال تلك المدة القصيرة؟

نعم أخذهما أبو نعيم إلى مدينة بئر السبع الإسرائيلية لتأهيلهما وتجنيدهما، وتطوير أدائهما بعدما علم علم اليقين أنهما تحت سيطرته تمامًا، ويريدان التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي.

ماذا فعلتَ عندما علمْت أن والديك يعملان لصالح إسرائيل؟

دعني أحكي لك منذ البداية، فعندما كنت في المرحلة الإعدادية، وكان عمري وقتها 11 عامًا، ونسكن في حي الأميرية وهي منطقة كانت تمتاز بالفقر في وقتها، وكان أبي يمتلك سيارة فيات موديل 1100 قام بشرائها من مدينة روما بإيطاليا في إحدى الزيارات، وفي أحد الأيام وتحديدًا في مطار قويسنا بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي، سمعت أبي يقول لأمي وهو يقود السيارة "يلا يا حبيبتي يا شوشو طلعي الكاميرا وصوري المطار الحربي"، وطالبها بتصوير جميع المناطق العسكرية بالإسكندرية بطول الطريق.

هذا عن الإسكندرية.. هل صورا أماكن أخرى في مصر؟

بالفعل صورا مصر من شرقها إلى غربها؛ من أجل إرسالها إلى إسرائيل، للحصول على المقابل المادي.

وماذا قالا لك عندما رأيتهما أنت وأشقاؤك يصوران تلك المواقع المهمة؟

عندما علما أنهما من الممكن أن ينكشفا بطريقة أو أخرى، طلبت أمي من أبي أن يكشف لنا عما يفعلانه حتى لا يفضح أمرهما بين أصدقائنا داخل المدرسة بطريقة غير مقصودة، وذلك في عام 1967 وتحديدًا بعد النكسة مباشرة حيث تم تجنيدهما.

برأيك.. ما السبب الرئيسي في اتجاه الأسرة نحو الجاسوسية؟

أبي ظُلم في وقت ما، حيث أقدم مديره في العمل بمحافظة السويس على تلفيق قضية رشوة له للحصول على زوجته "انشراح"، وسجن على إثر ذلك 3 أشهر، ولكن بعد ذلك استطاعت والدتي الإيقاع بالمدير، حيث أتت به إلى منزلنا واستطاعت بطريقة أو أخرى الحصول منه على اعتراف بأنه من لفّق القضية لزوجها، ومن هنا أحس بالظلم داخل وطنه "حسب تعبيره"، وتحول بعدها إلى جاسوس.

كيف برر والداك عملهما لصالح إسرائيل، خاصة في ذلك التوقيت الحرج الذي كانت تمر به البلاد؟

قالا لنا إنهما يعملان مع أصدقاء لهما في إسرائيل، وهما يساعدوننا على المعيشة التي نعيشها بعد تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد بعد الحرب، فأبي كان دائما يقول لنا إن إسرائيل تجلب لنا العيش وكل ما نحتاجه.

ما رد فعلك تجاه حديث والديك؟ 

عارضتهما بشدة، وصُدمت عندما علمت أن والدي يعمل جاسوسًا، لكن محمد ونبيل كانا سعيدين جدًا، فأنا عاشق لمصر ولا يصح أن أخون أهلي وناسي، وما حدث من أبي وأمي "إجرام"، وقلت لأبي إذا استمررت في العمل مع إسرائيل سأبلغ الجهات المصرية بذلك.

تابع مواقعنا