كان أول أبطال متلازمة داون في لعبة الباتيناج.. رحلة كفاح أم مع ابنها من ذوي الهمم (صور)
متلازمة داون مشكلة صحية يولد بها الأطفال، تمنعهم بعض الشيء من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، لأن الطفل في هذه الحالة يحتاج على رعاية من نوع خاص، وطرق محددة ومنسقة من قبل الوالدين طوال فترة تربيته وتعليمه، وأكثر فرد يقع على عاتقيه مجهوده ورعاية طفل متلازمة داون هو أمه، لأنها هي من تتحمل المسؤولية بشكل كامل منذ سماع خبر أن المولد سيكون من أصحاب متلازمة داون، وهذا يحدث في الأغلب قبل الولادة، ومن هذه اللحظة تبدأ رحلة كفاحها الحقيقي مع طفلها، وهذا ما فعلته الأم رانيا محمود، مع طفلها مصطفى حسام الدين، منذ ولادته حتى أصبح رجلًا ذو قيمة وفائدة تعود عليها وعلى المجتمع، ليكون نموذج ناجح ومشرف ليها.
تبدأ رانيا بسرد حكايتها مع مصطفى لـ"القاهرة 24" قائلة "بدأت رحلتي عندما ولد مصطفى، لم أكن أعرف من قبل الولادة، فقد عرفت بعد إجراء الفحوصات والتحاليل، وتم التأكد من أن ابني مصاب بـ"متلازمة داون"، وكانت مفاجأة كبيرة لي وصدمة لأني لم أكن أعرف كيفية التواصل والتعامل معه بشكل صحيح، واجهت الكثير من الصعوبات في إيجاد طريقة للتعامل سويًا في البداية، وكانت هناك فترة طويلة لحين تقبلت الوضع وتأقلمت عليه، وأكون شاكرة على هذه النعمة.
واستكملت منار، "بدأت في عملية البحث والتعلم وأخذ الكثير من الكورسات والدورات وورش العمل التي تجعلني أنجح في التعامل مع مصطفى وجعله شخصًا طبيعيًّا وناجحًا في حياته بشكل كبير".
تقول رانيا إنها كانت قد وقعت في حيرة هل تنجب مرة أخرى أم تكتفي بنصيبها مع مصطفى؟ إلا أنها تشجعت وأنجبت طفلًا آخر وقالت إن هذا الطفل الجديد هو الذي سيكون سندًا لمصطفى في حياته المقبلة.
أضافت رانيا: "رحلة مصطفى كانت صعبة بشكل نسبي، فقد كان غير قادر بشكل كبير على الدراسة والكتابة والقراءة، لكن كان دوري هو تقديم الدعم الكامل له ومساعدته حتى أصبح ناجحًا ومتفوقًا في الدراسة التعليم، ليس هذا فقط بل قمت بإدخاله في المجال الرياضي مثل السباحة والفروسية، ولم يخيب ظنه به كل مرة أضعه في اختبار.
بدأ رحلة الفروسية عندما كان في سن 14 عامًا، ودخل الكثير من البطولات، فقد مثل مصر في البطولة العربية فى عام 2014 وحصل على 3 ميداليات، وكان أول الأشخاص المصابين بمتلازمة داون الذين بدأوا في هذا المجال، أيضًا مصطفى أول الأشخاص الذين يقومون بلعب" الباتيناج" في مصر.
وأشارت رانيا إلى أنها بعد كل بطولة وبعد كل تحقيق لإنجاز كبير يأتي سريعًا لها ويحضنها ويقبل يدها تعبيرًا عن سعادته والشكر والامتنان لها، وتعبر أيضًا عن مدى سعادتها بنجاح ابنها فى هذه المجالات وتفوقه في حياته الرياضية والدراسية فهي تشعر بأنها استطاعت على التغلب على هذه الصعاب مع مصطفى وجعلت منه شخص ذو كيان وقيمة مفيدة في المجتمع تعود بالنفع عليه.
وعن رسالتها لجميع الأمهات، تقول الأم "رانيا": لا تجعلي ابنك يشعر بأنه أقل من أي شخص آخر، لا بد لك أن تعطيه الثقة والامان، قومي بالمحاولة معه آلاف المرات، ووفري له الكثير من الدعم والحب والأمان، سيكون هناك الكثير من الصعوبات والأزمات التي سوف تواجهينها خلال رحلتك، لكن سعادتك بنجاح ابنك في النهاية هو الحافز لأن تكملي هذا الطريق".