قرآن يُتلى آناء الليل وأطراف النهار
الساعة كانتْ تدقُ السادسة، صباحَ يومِ الأربعاءِ 11 منْ ذي القعدةِ لسنةِ 1383 ه، 25 مارسَ لسنةِ 1964 م، حينما صدحَ صوتُ الشيخِ محمودْ خليلْ الحصري، منْ داخلِ الراديو مرتلاً لتوثيقِ القرآنِ الكريمِ كاملاً بتسلسلِ السورِ والآياتِ . تعدّ إذاعةُ القرآنِ الكريمِ، أولُ إذاعةٍ منْ نوعها والأقدمَ على مستوى العالمِ بينَ إذاعاتِ القرآنِ الكريمِ ، حيثُ حافظتْ على كيانها منذُ تأسيسها وحتى هذهِ اللحظةِ، فهيَ تقومُ ببثِ القرآنِ الكريمِ على مدارِ اليومِ، فضلاً عنْ بعضِ البرامجِ الدينيةِ والاجتماعيةِ والفقهيةِ والتعليميةِ، بثراءٍ وتنوعٍ يضيفُ للمستمعِ.
في الوقتِ الذي تتضاعفُ فيهِ حالاتُ وإنجازاتُ الإنترنت في عالمِ الصورةِ ، وتتصاعدَ وتيرةُ البثِ الفضائيِ، يصدحَ الصوتُ منْ داخلِ إذاعةِ القرآنِ الكريمِ مؤثرا بكلِ صفاتهِ وملامحهِ على قاعدةِ "الأذنِ تعشقُ قبلَ العينِ أحيانا"، فلا يغمضُ المستمعُ الذواقُ عينيهِ عندما يكونُ في حضرةِ صوتٍ يألفهُ، فعبرَ برامجَ براعمِ الإيمانِ، وموسوعةُ الفقهِ الإسلاميِ، وفقهَ المرأةِ، ومسلماتٌ حولَ الرسولِ وفي ملكوتِ اللهِ يتلقى المستمعُ ما يريدُ ويتعلمُ ما لا يعرفهُ.
تأسستْ إذاعةَ القرآنِ الكريمِ ، للردِ على نسخةٍ محرفةٍ ظهرتْ آنذاكَ للقرآنِ الكريمِ ، وبدأتْ في توثيقِ القرآنِ الكريمِ بروايةِ حفصْ عنْ عاصمْ، كما أنزلها أمينْ الوحيْ جبريلْ عليهِ السلامُ على قلبٍ سيدٍ المرسلينَ سيدنا محمدْ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، في أولِ إذاعةٍ متخصصةٍ للقرآنِ الكريم، بصوتِ 3 منْ كبارِ القراءِ على فترتينِ لمدةَ 14 ساعةٍ يوميا، ثمَ أضيفتْ إليها برامجُ دينيةٌ متنوعةٌ أثرتْ الأسرةُ والمجتمعُ الإسلاميُ.
أمنتْ إذاعةَ القرآنِ الكريمِ مناخا لطالما ملأَ فراغا معينا أعانَ مستمعيها على معرفةِ أمورِ دينهمْ وفقهمْ وأدبهمْ بأخلاق الإسلام وعبرَ فتاوى يسيرةً أتاحتْ لهمْ المعرفةُ والعلمُ والإبحارُ في بحرِ الإيمانِ .