السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أحمد كامل يدوس على جرح "إهمال الأهل" ويبعثر غبار "العاهات النفسية" بأغنية

أحمد كامل
فن
أحمد كامل
الخميس 25/مارس/2021 - 11:04 م

عزف المطرب أحمد كامل على وتر "حساس بزيادة" في المجتمع المصري خلال تقديمه أجدد أعماله الغنائية "مين في دول".

كليب صادم في فكرته غير المعتاد تسليط الضوء عليها، داس خلال كلماتها على جرح "إهمال الأهل" وكونهم السبب الرئيسي في "ضياع مستقبل أبنائهم"، والسبب الأهم في مآسيهم النفسية طوال حياتهم بسبب "التربية المهملة" في صغرهم، وحرمان طفولتهم من حنان الأب والأم واهتمامهم.

انشغال الأهل عنهم في أهم مراحل حياتهم وعدم وجود "السند" المطلوب في أكثر سنوات الطفولة حرجًا مع انعدام الاهتمام بالأساس بطموحاتهم، يقذف بنفوس الابن لأعمق دهاليز الاكتئاب والوحدة منذ الصغر، لتتحول بساتين براعم الطفولة الجميلة لوادي شوك عميق في سنوات المراهقة، فيجد في أصدقاء السوء والمخدرات ملاذًا من وحدته، لتضيع أحلام طفولته هباءً برياح سوداوية ذكرياته عن أهم شخصين في حياته، ليكبر منكسرًا وحيدًا تجعدت داخله تجاعيد العجز في أبكر سنوات عمره.

أغنية أحمد كامل

 

أغنية جديدة دشن خلالها أحمد كامل انطلاقة فنية مختلفة تمامًا في مشواره الفني، وظهر خلالها بكلمات معبرة عن "حالة إنسانية" ربما لم يلتفت إليها الوسط الغنائي كثيرًا من هذه الزاوية المؤلمة والواقعية، وظهر فيها بشكل موسيقي مميز جدًا في إيقاعات وتوزيع الموسيقى نفسها التي تخطف الآذان لسماعها عدة مرات رغم "عنفوان" كلماتها، أما الكليب نفسه فيبقى تحفة فنية تذرف لها أعين من شهد في طفولته "مأساة أهلية" بدموع حقيقية لفكرة مشاهده التي جسدت حياة طفل تحطمت بسبب إهمال والدته وغياب والده.

 

وتمكنت المخرجة منة الديابي من تحويل العمل من مجرد كليب غنائي لما يشبه الفيلم القصير، مفعم بالدرامية والمشاعر المختلطة بين التعاطف والوجع والذكريات المؤلمة، حيث تلمس قصتها مشاعر كل من يشاهدها من منظور مختلف، ويوقع روحه مكان "بطل" القصة، طفل يتعرض لظلم واضح من والديه، وإهمال مطلق في طفولته، فتضيع أجمل سنوات عمره في دهاليز الوحدة والاكتئاب، ليعيش مراهقته بين السكر والدخان والرفقة الزائفة حتى يتفاجأ بنفسه عجوزًا ضيع حياته "ع الفاضي" ليس بذنبه وحده وإنما بذنب من "ضيعوا طفولته وشغفه بالحياة"، وهم أهله.

ومن جانبها، أوضحت منة الديابي في حوارها لـ"القاهرة 24" أن فكرة الكليب نفسه استوحتها بشكل مباشر من خيالها رغم قرب مشاهدها من قصص واقعية حقيقية، حيث خلقت عالم الكليب بالكامل فور سماعها الأغنية لأول مرة، تقول: "لقيت نفسي بتخيل كل كوبليه حكاية منفصلة، وكل الأغنية حكاية عالم واحد مترابط بثلاث قصص، بين طفل ومراهق وعجوز، والرابط بينهم هو أحمد كامل".

 

وقررت منة خلق عالمها المتكامل خلال الكليب، عبر اختيار جميع تفاصيله من الديكور والإضاءة والملابس وحتى التيمة نفسها لكل الشخصيات المشاركة في "الفيلم" واختيار "لوكيشن" التصوير الواقعي جدًا داخل أحد "الفنادق" في المعادي ليظهر للمشاهد وكأنه لوكيشن في فيلم أجنبي أو إحدى أعمال نتفليكس، نظرًا لاحترافية الكادرات نفسها والإخراج، وتمكنت من الانتهاء من تصوير العمل في يوم واحد فقط، بعدما بدأت العمل عليه منذ قرابة أسبوعين قبل طرحه رسميًا.

وغاصت منة خلال فكرة الكليب نفسه في بحر من "المحرمات المجتمعية" و"النوادر" الحديث عنها في أعمال درامية بشكل عام وكليبات غنائية خاصة، وهي تسليط الضوء على المشاكل و"العاهات" النفسية المترتبة على إهمال الأهل لأبنائهم وسوء تربيتهم، وكيف تتراكم على مدار سنوات حياته الطفل ليغرق وحيدًا في ملكوت الاكتئاب دون أن يجد منهم أي اهتمام في معالجة "الداء" الذي تسببه به في الأساس.

ظهور أحمد كامل في الكليب نفسه له عدة تأويلات على حسب تفسير كل مشاهد، فيمكن اعتباره راوي حكاية الفيلم القصير نفسه، ويحكي مشاهده تباعًا، ويمكن أيضًا اعتبار حكايات الكليب الثلاثة بين الطفل المسروقة طفولته والمراهق المنهوب مستقبله والعجوز الميت في وحدته هم جميعًا يمقلون أحمد كامل نفسه، حتى يختتم الكليب بمشهد "حريقة" يحرق فيها البطل جميع ذكريات طفولته، لتترك المشاهد في ناهية مفتوحة، بين الاستسلام للوحدة والشر والسوداوية وحرق ما تبقى من براءته، أو اعتباره قرر التخلي عن ذكرياته المؤلمة ليبدأ بداية جديدة في حياته.

وتغنى أحمد كامل خلال "مين في دول" بكلمات الشاعر مصطفى ناصر وتوزيع إسلام شيتوس الذي شارك مع كامل في تلحين الأغنية بينما أخرجت الكليب المخرجة منة الديابي، واعتبرت الأغنية أول بشائر التعاون الفني الجيد بين كامل وجاما ميوزيك والمنتج محمد جابر.

 

تابع مواقعنا