"مش لاقيهم".. لحظات الرعب بين أهالي المفقودين في حادث تصادم قطاري سوهاج
بجلبابه الصعيدي، وملامحه التي يملؤها الحزن، ووجهه الشاحب الذي غطاه التراب، وقف شاب أمام عربات قطاري سوهاج، يبحث عن أهله بين المصابين والجثامين، يفتش بين الأغراض والأشلاء: "مش لاقيهم، أنا بس عايز حد يقولي فين أهلي اللي كانوا معايا".
لحظاتٌ من الرعب، يعيشها أهالي ركاب قطار “157”، الذي شهد كارثة وفاجعة، راح ضحيتها قرابة ستة وثلاثين شخصًا وأصيب 100 آخرين، فضلًا عن أن آخرين لا يزالون مفقودين، الأمر الذي وصفته هيئة السكة الحديد، أن مجهولين فتحوا بلف الخطر ما تسبب في توقف القطار واصطدام الآخر به من الخلف.
وسط تلك الأجواء الصاخبة التي انتابت "رحيل أبو عمير" الشاب الذي نقل اللحظات الأولى من الحادث وهو يصرخ ويبكي مستغيثًا بالمسئولين، ظهر في الخلفية صوت سيدة خمسينية: "الحقني يا ولدي"، ترى في هذه اللحظة أن الشاب هو الخط الفاصل بين الحياة والموت، فيلتفت الشاب الذي ذهب إليها يتحامل على قدمه التي أصيبت "مش قادر يا أما تعالي يا أما".
"ماشوفتيش صحابي يا أما.. اللي كانوا معايا، كانوا قاعدين جمبي ومش لاقيهم"، يكمل الشاب المصاب حديثه مع السيدة الناجية، كلاهما يتحدث بالكاد، لترد السيدة "راحوا فين يا ابني"، فيجيب باكيًا: "مش لاقيهم.. لقيت جزمتهم وهما تحت العجل.. ماتوا يا أما".
يندب الشاب: "ليه مخدونيش معاهم يا أما.. ماتوا وسابوني"، متسائلًا وهو في حالة يرثى لها: "انتم هتسيبوا صحابي تحت العجل، مش همشي من غيرهم".
وكان النائب العام المستشار حمادة الصاوي، قد توجه منذ قليل، إلى موقع حادث قطاري سوهاج.
وفي سياق متصل، أهابت النيابة العامة بكافة الجهات الالتزام بعدم إصدار أي بيانات أو تصريحات عن أسباب وقوع حادث تصادم القطارين بسوهاج، إذ تتولى النيابة العامة التحقيقات لكشف حقيقة أسباب وقوعه.