أبرز المشاهد من حادث تصادم قطارين بسوهاج.. ملحمة شعبية لن ينساها التاريخ
سطرت محافظة سوهاج ملحمة شعبية لا ينسها التاريخ، في حادث تصادم القطارين الذي راح ضحيته العشرات من محافظات الصعيد المختلفة، وإصابة أكثر من 170 مواطنا، حيث أثبت الواقع أنه أكبر وأعمق وأكثر صدقا من أي فيلم سينمائي، ووقع الحادث تحديدا بجوار مقابر قرية الصوامعة غرب التابعة لمركز طهطا شمال سوهاج، في تمام الساعة الحادية عشرة ونصف ظهرا عندما تجاوز قطار رقم 2011 المكيف أسوان-القاهرة سيما فور 709 واصطدم بمؤخرة قطار 157 المميز ما أدى إلى انقلاب 3 عربات.
وبدأت الملحمة الشعبية عند سماع صوت الاستغاثات والصراخ، داخل عربات القطار المميز خرج أهالي قرية الصوامعة من المنازل مهرولين نحو محطة السكة الحديد، وبدأ العمل البطولي بتكسير ما تبقى من زجاج القطار المنقلب، لمحاولة إخراج المصابين والضحايا، والصعود أعلى القطار لفتح النوافذ للوصول إلى الأحياء، وأحضر الأهالي آلات بدائية لتقطيع الحديد لإخراج المصابين، وعندما ينجح الأهالي في استخراج مصاب على قيد الحياة يكبرون فرحًا رغم أدواتهم البسيطة، وكانوا يلقون زجاجات المياه للأحياء داخل القطار المنقلب.
وكانت أيضًا من المشاهد البطولية التي سطرتها قرية الصوامعة غرب، هي إنشاء ممر بالأخشاب يساهم في سرعة نقل المصابين، تم إقامته على ترعة بجوار الطريق الزراعي أسيوط-سوهاج، وتم أيضًا إنقاذ الملهوفين من الأهالي الذين جاءوا يبحثون عن أبنائهم في القطار وتقديم المياه وفتح المنازل لهم.
ومن أكثر المشاهد حماسة وسرعة هي توافد الشباب من كل القرى والنجوع وهم يشمرون عن سواعدهم ويصطفون في الشوارع وأمام المستشفيات للتبرع بالدم، وإنقاذ المصابين، وكانت من المشاهد المؤثرة فتح المنازل للغرباء بلا عدد وبلا حدود، وأيضًا فتح المساجد للوافدين من خارج المحافظة للمبيت بها.
بينما سطر أصحاب المطاعم بمركز طهطا بطولة تدل على كرم وجود أصحابها، بعد قرر عدد منهم تقديم الطعام والوجبات بالمجان للمغتربين أهالي الضحايا والمصابين.