الرحلة المنكوبة 157.. هنا مات محمود وصرخ رحيل وتألمت سمرة (صور وفيديو)
هنا تعالت الصرخات ومات محمود وصرخ رحيل.. هنا اعتصر الألم أشلاء الضحايا ولطخت الدماء أجساد المصابين في الرحلة 157.. مأساة أخرى لعشرات الركاب في قطارات السكة الحديد.. وما بين فاجعة 2002 وكارثة 2021 قائمة كبيرة من أسماء الضحايا والمصابين والمفقودين.. تحرك القطار وعادت الحركة وبقي الألم يرفرف فوق منازل الضحايا والحزن في قلوب المصابين وذويهم.
هنا "تيشيرت" خالد.. وهناك رأس حسين مقطوعة بين الحديد والقضبان ويد محمد وقدم علي.. هنا في مستشفى طهطا العام، يرقد هشام ومحمد وعبد الرازق ومعتمد ينتظرون تقرير الرحمة بالخروج من دائرة الألم.. وهنا ترقد "سمرة" حائرة خائفة بعد أن هربت من جحود الأبناء لتسقط بين صلابة حديد القطار المهشم.. يهرس الحديد أجساد الضحايا الضعيفة ويظل الألم يعصر الضحايا ويدفن الحزن رأسه بين ذويهم.
سأركب القطار وأعلم أن نهايتي قد تكون فيه ولكن لا سبيل لدي.. فحياتي بين يدي وأفواه أبني تنتظر نقودي.. لسان حال كل المصابين والراكبين والمترددين على السكة الحديد يتفوهون بها أو تجول بخواطرهم.
رفعت الأوناش القطار.. وجنبت آثار الحادث وعادت حركة القطارات صباح اليوم وما زال القطار رقم ١٥٧ يقف على رصيف طهطا بعد تجنيبه لتسيير حركة القطارات شاهدا على الإهمال والمعاناة.
أمر المستشار حمادة الصاوي النائب العام خلال التحقيقات في حادث القطاريين المتصادمين ظهيرة أمس الجمعة، بين قرية "الصوامعة" ومركز "طهطا" بمحافظة سوهاج، بندب لجنة خماسية من المهندسين المختصين بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمكتب الاستشاري بالكلية الفنية العسكرية وأحد أعضاء هيئة الرقابة الإدارية المختصين قانونًا؛ للانتقال لمكان الحادث لفحص القطاريْن وبيان مدى صلاحيتهما وصلاحية أجهزة التشغيل والسلامة الخاصة فيهما، ومعاينة محل الحادث بيانًا لأسباب وكيفية وقوعه الحادث والمتسبب فيه، وبيان مدى التزام المسؤولين عن القطاريْن باتباع التعليمات واللوائح المنظمة للتشغيل وتحديد أوجه ما قد يُنسَب إليهم من مخالفات وسند مسؤوليتهم عنها.
وأوضح النائب العام المهام المنوطة باللجنة وصولًا لذلك؛ بتحديد مُهمة القطاريْن والمسؤول عنهما وطبيعة وإجراءات تشغيلهما، وبيان خط السير المحدد لهما يوم الحادث وتوقيت تحركهما والسرعة المقررة لهما والسرعة التي بلغها كل قطار والمسافة التي قطعاها والمدة الزمنية المستغرقة في ذلك حتى وقوع الحادث وصولًا لتحديد المسؤول عن التصادم وسند مسؤوليته، ومدى اتباعه قواعد وأنظمة ولوائح تشغيل القطارات وبيان كافة أوجه القصور والإخلال وسببها والمسؤول عنها.
فضلًا عن بيان مدى صلاحية خطوط السكك الحديدية بموقع الحادث لسير القطارات عليها ومدى سلامة الأجهزة المسؤولة عن تحويل القطارات بينها، وكذا فحص أجهزة غرفة التحكم بالإشارات الموجودة ببرج المراقبة الخاص بأقرب محطة، والإشارات الضوئية المنظمة للسير -"سيمافور"- من الناحية الفنية لبيان مدى توافقها مع الاشتراطات والمعايير المقررة لتشغيلها، وبيان كافة أوجه القصور والإخلال بها وأسبابها وتحديد المسؤول عنها وسند مسؤوليته ودوره في وقوع الحادث.
وكذا فحص مدى صلاحية القطاريْن وأجهزة التشغيل والسلامة فيهما وبخاصة أجهزة التوقف "المكابح والتحكم الآلي" ونظام "DEAD MAN DEVICE" ومطابقتهما للمواصفات والمعايير المقررة لتشغيلهما، وتحديد جهة الإشراف على أنظمة التشغيل وصيانة خطوط السكك الحديدية بمكان وقوع الحادث والتأكد من مدى صلاحيتها لسير القطارات عليها، وكذا التأكد من صلاحية الأجهزة المسؤولة عن مسار القطارات، وكافة أجهزة مراقبة حركتها لبيان مدى التزام القائمين عليها باتباع التعليمات واللوائح المنظمة للتشغيل، وكذا بيان ما ترتب على الحادث من تعطيل بوسائل المواصلات، وتحديد حجم ومقدار الأضرار والتلفيات الناتجة وقيمتها.