المساجد تفتح أبوابها لمبيت ذوي ضحايا حادث القطارين.. وأهالي طهطا: "لا وقت للحزن"
يوم طويل وليلة دامية قضاها ذوو ضحايا حادث تصادم قطاري سوهاج أمس، ولكن المواقف النبيلة التي ظهرت من أهالي قرية طهطا منذ أمس حتى الآن تصدرت المشهد في وقت الأزمة.
وعلى هامش مأساة الحادث، فتحت عدد من مساجد قرية طهطا أمس حتى اليوم أبوابها لإيواء أهالي الضحايا المغتربين الذين هرولوا إلى المستشفيات للاطمئنان على ذويهم، حيث تم تجهيز المساجد وفرشها لتكون مناسبة لمبيت المغتربين، وكذلك تم تجهيز وجبات خاصة لإطعام ذوي الضحايا.
ولم تكتفِ المساجد بهذا الدور، فقد بادرت منذ الدقائق الأولى للحادث، بالنداء عبر مكبرات الصوت لمطالبة الأهالي بسرعة التوجه لبنوك الدم للتبرع لصالح مصابي الحادث.
ويقول محمد الشيخ، أحد سكان مركز طهطا، إن أهالي القرية منذ أمس حتى اليوم لا وقت لديهم للوقوف على أعتاب الحزن والمشاهد المأساوية التي رأوها، ولكن تكاتفوا منذ بداية الحادث، حيث فتحت بعض المنازل أبوابها للمصابين وأهالي الضحايا، وكذلك المساجد.
وأضاف "الشيخ" أن أهالي سوهاج بشكل عام قدموا خلال هذا الحادث ملحمة بطولية، وذلك بالمساعدة بكل ما يملكوه من أشياء بسيطة، فحتى المطاعم على مدار الساعة تجهز وجبات بالمجان لذوي الضحايا.
وكان "القاهرة 24" نشر أمس مشهدا إنسانيا آخر، حيث أعلن عدد من المستشفيات الخاصة بالمحافظة عن فتح أبوابها لاستقبال المصابين الراغبين في إجراء جراحات عاجلة، وذلك بالمجان.
وقالت نيفين نعيم؛ المدير التسويقي لمستشفى نور الحياة التخصصي بطهطا أن المستشفى يفتح أبوابه لاستقبال المصابين من ضحايا حادث تصادم القطارين، وذلك لمن لم يجد مكان في المستشفى العام.
وكذلك أعلنت "نعيم" عن إمكانية دعم المستشفيات التي استقبلت مصابي الحادث، بكل ما يحتاجونه من مستلزمات طبية تتوافر لديهم.
وفي السياق ذاته، فتحت مستشفيات أخرى ومنها الحياة ودار الشفاء، بمحافظة سوهاج، أبوابها لاستقبال مصابي الحادث بالمجان، وذلك لتخفيف العبء على المستشفيات العامة.
وتأتي تلك المواقف استكمالا لعدد من المبادرات التي ظهرت فيها الدعم الوطني والإنسان، وكذلك بادر بعض سائقي التاكسي بمحافظة سوهاج، بتخصيص سيارتهم لنقل المتبرعين من وإلى المستشفيات.
محمود حميدة؛ سائق تاكسي بطهطا، يقول إنه منذ الساعات الأولى للحادث وبعد الإعلان عن احتياج بنوك الدم لمتبرعين، بادر عدد من سائقي سيارات الأجرة "التاكسي" للوقوف أمام مستشفي طهطا وكذلك مستشفي سوهاج الجامعي لنقل المتبرعين بالدم.
وأضاف "حميدة" أن هناك بعض سائقي سيارات التاكسي وقفوا في مواقف الأجرة في القري لينادوا على المواطنين الراغبين في التبرع بالدم إلى لنقلهم إلى مستشفى طهطا بالمجان أو إلى أي من المستشفيات التي كانت تستقبل المصابين.
وكانت مديرية صحة سوهاج قد أعلنت استقبال المتبرعين بالدم لصالح مصابي حادث القطارين في مستشفى الجامعة والمستشفى التعليمي ومستشفى سوهاج العام، فضلا عن مستشفى المراغة بجانب مستشفى طهطا مؤكدة تواجد سيارات كافية تابعة لوزارة الصحة والسكان لهذا الغرض.
فيما قال الدكتور أحمد عزيز، رئيس جامعة سوهاج، إن هناك حملة يقودها طلاب الجامعة للتبرع بالدم لصالح مصابي قطار طهطا، والذي وقع ظهر اليوم وأسفر عن عدد من الوفيات والاصابات.
ونشر أحمد عبد الحافظ، المستشار الإعلامي لجامعة سوهاج، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أن هناك 150 كيس دم تم التبرع بها حتى الآن، ومازال هناك ما يقرب من 300 طالب وطالبة ينتظرون دورهم في التبرع، حسب الدكتور حمدي سعد مدير المستشفى الجامعي.
فيما قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن الدولة تحشد كل إمكانياتها ومواردها لتطوير مرفق السكة، لكن يحتاج ذلك إلى الوقت ومن الوارد وقوع مثل هذه الحوادث، مؤكدا أنه لا سبيل سوى إسراع التطوير لتحييد العنصر البشري في هذه المنظومة ليكون هناك أكبر درجة من الأمان في هذا المرفق المهم، قائلا: “بناء على توجيهات الرئيس السيسي تم تخصيص طائرة لنقل الحالات الحرجة للقاهرة”.
وأضاف مدبولي في تصريحات صحفية على هامش زيارته إلى محافظة سوهاج، أن المرفق تعرض لإهمال لعقود وآلاف الكيلومترات من الخطوط تعتمد على أنظمة تحكم وإدارة قائمة على العامل اليدوي البشري في العمل، وهناك عربيات انتهى عمرها الاقتراضي من سنوات، مشيرا إلى أجهزة الدولة عملت على مواجهة هذا الموقف خلال 4 سنوات من عمليات التطوير.