روسيا تصطاد في الماء العكر.. موسكو تستغل أزمة سفينة قناة السويس للترويج لممرها الملاحي
تنشط روسيا دائما حينما تحل "المصائب"، ولديها قدرة كبيرة على الاصطياد في الماء العكر، ولعل آخر محاولات روسيا للاستفادة من الأزمات التي تحل بالعالم، محاولتها استغلال أزمة جنوح سفينة عملاقة بقناة السويس، وإغلاقها للقناة، للترويج للممر البحري عبر القطب الشمالي كبديل عن قناة السويس.
ويروج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منذ وقت طويل لهذا الطريق الملاحي، على طول الساحل القطبي الروسي، باعتباره منافسًا لقناة السويس، وقد استغلت روسيا الازدحام في القناة كي تلعب مجددًا على هذا الوتر.
وعرضت شركة روساتوم الحكومية الروسية للطاقة الذرية، بطريقة ساخرة، ثلاثة أسباب "لاعتبار الممر البحري الشمالي بديلا حيويا لطريق قناة السويس"، السبب الأول وفق ما أورد حساب روساتوم على تويتر باللغة الإنجليزية بتهكم هو أن ممر القطب الشمالي يوفر لكم "مساحة أكبر بكثير لرسم صور متميزة عبر استخدام سفنكم العملاقة".
وأرفقت روساتوم التغريدة برابط لمقالة تحوي بالاستناد إلى موقع تعقب للسفن رسمًا بيانيًا لمسار السفينة اليابانية قبل أن تعلق في قناة السويس.
أما السبب الثاني فهو أن روساتوم باعتبارها مسؤولة عن البنية التحتية للممر البحري الشمالي فسترسل في حال عقلت أي سفينة كاسحات جليد لمساعدتها.
والسبب الثالث، كما أوضحت تغريدة ثالثة هو أن السفن قد تعلق في قناة لأيام، ونشر حساب روساتوم صورة متحركة لعربة عالقة في نفق ضيق تقودها شخصية من مسلسل اوستن باورز وألصقت عليها صورة السفينة التي تحمل علم بنما.
من جهته، قال السفير الروسي المتجول نيكولاي كورتشونوف لوكالة "إنترفاكس" للأنباء، إنّ "الحادث الذي وقع في قناة السويس سيجبر كل شخص على التفكير في الحاجة لتنويع طرق الملاحة البحرية مع تنامي حجم النقل البحري".
وأضاف "من الواضح أنه من الضروري التفكير في كيفية إدارة مخاطر النقل بكفاءة وتطوير طرق بديلة لقناة السويس، أولا وقبل كل شيء الممر البحري الشمالي".
بدورها، أعلنت الخارجية الروسية أهمية تطوير طريق بحر الشمال كبديل لقناة السويس، حيث أظهر إغلاقها ضرورة تطوير طرق بديلة.
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها: "في هذا الصدد، من الواضح أنه من الضروري التفكير في كيفية ضمان الإدارة الفعالة لمخاطر النقل وتطوير طرق بديلة لقناة السويس، أولاً وقبل كل شيء، طريق بحر الشمال، والتي أبرزت الحاجة إلى مزيد من التطوير من خلال الحادث في قناة السويس".
وعكفت وسائل إعلام روسية على الترويج لرغبة شركات النقل العالمية، عبور بضائعها عبر روسيا بدلا من قناة السويس.
وقالت وكالة سبوتنك للأنباء إن مجموعة نقل "فيسكو"، التي كانت تنقل البضائع فقط عبر قناة السويس، طلبت عبور البضائع عبر روسيا، بحيث يتم تسليم شحنة الشركة، إلى جانب شحنات شركات النقل الأخرى، إلى فلاديفوستوك ومن هناك يتم إرسالها بالسكك الحديدية إلى أوروبا.
وفى 23 مارس الجارى، جنحت سفينة حاويات إيفر جيفن المملوكة للشركة اليابانية "شوي كيسن"في قناة السويس ما أدى لإغلاق القناة بسبب محاولات تعويم السشفينة الجانحة مرة أخرى.