"محستش بنفسي".. ننشر أقوال "عز الدين أبو الوفا" رئيس القطار 157 في حادث تصادم قطاري سوهاج
يرقد "عز الدين أبوالوفا" قائد القطار رقم 157 الذي اصطدم به قطار 2011، من الخلف ظهر أمس أثناء تباطئه في منطقة الصوامعة غرب، بمستشفى طهطا العام يتلقى العلاج يرافقه أشقاؤه الذين حضروا من الأقصر فور علمهم بالحادث.
وبينما يعمل عز الدين في السكة الحديد منذ 30 عاما ومرّ عليه كثير من نوعية تلك الحوادث في هيئة عمله “السكة الجديد”، إلا أنه رقد يبكي لا يصدق ما جرى وظل يردد ويده تعصب جبهته وتخفي عينيه، "أنا تعبان.. حاسس إني في كابوس.. مصدع" وكأن الحادث لأول مرة يحصل في تاريخ عمله.
رئيس القطار بدا عليه الإرهاق والإصابات والألم أيضًا "شوفت الموت"، بينما التقط شقيقه طرف الحديث مؤكدًا "منظر كان صعب.. وصلنا امبارح بالليل وهو عمال يبكي.. تفاجأ بالحادثة لما الخبطة حصلت وكان في العربية السادسة أو السابعة ووقع وأغمى عليه".
وانتقل فريق التحقيق لسؤال رئيس القطار والذي قال: "فجأة واحدة.. لقيت القطر جوه القطر وأغمي عليا ومحستش بنفسي وأنا جوه القطر لحد ما صحيت ولقيت نفسي في المستشفى".
وبدأت فرق التحقيق تحقيقات موسعة في حادث تصادم قطاري سوهاج لمعرفة التفاصيل والكشف عن الغموض والوصول للحقيقة الكاملة في حادث أليم راح ضحيته نحو 36 شخصا بينما أصيب فوق المائة وخمسين آخرين.
سألت فرق التحقيق المختلفة المصابين والشهود وأصحاب المنازل بقريتي بنهو والصوامعة غرب القريبتين من الحادث، كما استمعت لأقوال المصابين بالمستشفيات طهطا العام وسوهاج الجامعي والمراغة وصرحت بتسليم جثامين عدد من الضحايا لذويهم الذين تعرفوا عليهم لدفنهم.
وأمر المستشار حمادة الصاوي النائب العام خلال التحقيقات في حادث القطاريين المتصادمين ظهيرة أمس الجمعة، بين قرية "الصوامعة" ومركز "طهطا" بمحافظة سوهاج، بندب لجنة خماسية من المهندسين المختصين بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمكتب الاستشاري بالكلية الفنية العسكرية وأحد أعضاء هيئة الرقابة الإدارية المختصين قانونًا؛ للانتقال لمكان الحادث لفحص القطاريْن وبيان مدى صلاحيتهما وصلاحية أجهزة التشغيل والسلامة الخاصة فيهما، ومعاينة محل الحادث بيانًا لأسباب وكيفية وقوعه الحادث والمتسبب فيه، وبيان مدى التزام المسؤولين عن القطاريْن باتباع التعليمات واللوائح المنظمة للتشغيل وتحديد أوجه ما قد يُنسَب إليهم من مخالفات وسند مسؤوليتهم عنها.
وأوضح النائب العام المهام المنوطة باللجنة وصولًا لذلك؛ بتحديد مُهمة القطاريْن والمسؤول عنهما وطبيعة وإجراءات تشغيلهما، وبيان خط السير المحدد لهما يوم الحادث وتوقيت تحركهما والسرعة المقررة لهما والسرعة التي بلغها كل قطار والمسافة التي قطعاها والمدة الزمنية المستغرقة في ذلك حتى وقوع الحادث وصولًا لتحديد المسؤول عن التصادم وسند مسؤوليته، ومدى اتباعه قواعد وأنظمة ولوائح تشغيل القطارات وبيان كافة أوجه القصور والإخلال وسببها والمسؤول عنها.
فضلًا عن بيان مدى صلاحية خطوط السكك الحديدية بموقع الحادث لسير القطارات عليها ومدى سلامة الأجهزة المسؤولة عن تحويل القطارات بينها، وكذا فحص أجهزة غرفة التحكم بالإشارات الموجودة ببرج المراقبة الخاص بأقرب محطة، والإشارات الضوئية المنظمة للسير -"سيمافور"- من الناحية الفنية لبيان مدى توافقها مع الاشتراطات والمعايير المقررة لتشغيلها، وبيان كافة أوجه القصور والإخلال بها وأسبابها وتحديد المسؤول عنها وسند مسؤوليته ودوره في وقوع الحادث.
وكذا فحص مدى صلاحية القطاريْن وأجهزة التشغيل والسلامة فيهما وبخاصة أجهزة التوقف "المكابح والتحكم الآلي" ونظام "DEAD MAN DEVICE" ومطابقتهما للمواصفات والمعايير المقررة لتشغيلهما، وتحديد جهة الإشراف على أنظمة التشغيل وصيانة خطوط السكك الحديدية بمكان وقوع الحادث والتأكد من مدى صلاحيتها لسير القطارات عليها، وكذا التأكد من صلاحية الأجهزة المسؤولة عن مسار القطارات، وكافة أجهزة مراقبة حركتها لبيان مدى التزام القائمين عليها باتباع التعليمات واللوائح المنظمة للتشغيل، وكذا بيان ما ترتب على الحادث من تعطيل بوسائل المواصلات، وتحديد حجم ومقدار الأضرار والتلفيات الناتجة وقيمتها.