مع انطلاقها.. كل ما تريد معرفته عن ليلة النصف من شعبان وحكم الاحتفال بها
انطلقت مع صلاة مغرب اليوم السبت، ليلة النصف من شعبان، التي اعتاد المسلمون على الاحتفال بها وإحيائها بالصلاة والذكر وقراءة القرآن وطلب المغفرة من الله تعالى، فيما تمتد إلى فجر غدٍ الأحد.
وقررت وزارة الأوقاف برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة، إحياء ذكرى ليلة النصف من شعبان بمسجد السيدة نفسية بعد صلاة عشاء اليوم السبت، وبحضور اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة.
ليلة النصف من شعبان 1442
وأعلنت الوزارة أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان ياتي لما لها من فضائل عظيمة، ويجري وفق الإجراءات الاحترازية المتبعة للحد من تفشي فيروس كورونا.
ويستعرض "القاهرة 24"، أسباب الاحتفال بـ"ليلة النصف من شعبان" وحكم الاحتفال بها، وفضائلها، وأبرز أسمائها ومظاهر الاحتفال بها، وما ورد بها من أحاديث، وذلك من خلال التقرير التالي:
لماذا نحتفل بـ ليلة النصف من شعبان؟
اختلفت الآراء حول سبب تعظيم هذه الليلة وإحيائها والاحتفال بها، فيما أكدت أبرز الآراء، أن فضلها ينبع من كونها عيد للملائكة في السماء، حيث أكدت المصادر أن الملائكة تمتلك عيدين هما عيدي البراءة "ليلة النصف من شعبان" وعيد ليلة القدر، كما يمتلك مسلمو أهل الأرض عيدي الفطر والأضحى.
أما الرأي الثاني، فقد أكد أن الاحتفال بهذه الليلة وإحيائها، يأتي كونها الليلة التي تم فيها تحويل قبلة المسلمين إلى المسجد الحرام، حيث ظل المسلمون يتوجهون إلى قبلة المسجد الأقصى حتى تم التحويل إلى المسجد الحرام في هذه الليلة في السنة الثانية من الهجرة.
أبرز أسماء ليلة النصف من شعبان
وتعدد أسماء ليلة النصف من شعبان، فيما جاء أبرزها على النحو التالي:-
ليلة البراءة.
ليلة الدعاء.
ليلة القِسمة.
ليلة الإجابة.
الليلة المباركة.
ليلة الشفاعة.
ليلة الغفران والعتق من النيران.
حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان
اختلفت الآراء بين الفقهاء حول حكم الاحتفال بهذه الليلة، حيث اتفق عدد كبير من الفقهاء على عدم جواز الاحتفال بها، فيما أكد فريق من العلماء على جواز أو حتى ندب الاحتفال به بالصلاة والذكر وقراءة القرآن.
فريق من العلماء على رأسهم بن باز قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه، أن النبي ﷺ كان يقول في خطبة الجمعة: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ﷺ وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة".
ومن البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيص يومها بالصيام، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها
أما ما ورد في فضل الصلاة فيها، فكله موضوع، كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم، وسيأتي ذكر بعض كلامهم إن شاء الله وورد فيها أيضا آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم، والذي أجمع عليه جمهور العلماء أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة، وبعضها موضوع.
على جانب آخر، قال الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف": [واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين؛ أحدهما: أنه يُستحب إحياؤها جماعةً في المساجد. كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويتبخرون ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك، وقال في قيامها في المسجد جماعة: ليس ذلك ببدعة، نقله عنه حرب الكرماني في مسائله. والثاني: أنه يُكرَهُ الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء، ولا يكره أن يُصلي الرجل فيها بخاصة نفسه، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم].
دار الإفتاء تبيح الاحتفال بها
قالت دار الإفتاء المصرية، أنه لا بأس بالاحتفال بليلة النصف من شعبان؛ بإحياء هذه الليلة كما فى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا...؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ".
جاء ذلك للرد على سؤال يقول: "نقوم منذ أمد بعيد بالاحتفال بليلة النصف من شعبان، وذلك باجتماع أهل القرية شيبة وشبابًا وأطفالًا ونساءً بالمسجد لصلاة المغرب، وعقب الصلاة نقوم بقراءة سورة يس ثلاث مرات يعقب كل مرة قراءة الدعاء بالصيغ التى وردت فى القرآن الكريم والدعاء للإسلام والمسلمين، وكنا سابقًا ندعو بدعاء نصف شعبان المعتاد؛ وذلك بطريقة جماعية وجهرية، وقد استبدلناه بالدعاء من القرآن الكريم. فما رأى الدين فى الاحتفال بليلة نصف شعبان بهذه الصورة؟
أبرز الأحاديث الورادة في فضلها
عن عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟» فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعرِ غَنَمِ كَلْبٍ» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَطَّلِعُ الله إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَة النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه الطبراني.
وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلا كَذَا أَلا كَذَا ...؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه.