ممرض بمستشفى طهطا يروي كواليس التعامل مع مصابي قطاري سوهاج: الأهالي قدموا مستلزمات تكفي المحافظة بالكامل
ما بين الإصابات بالجروح والكسور وبتر في الأطراف، قضى عبد المهيمن محمود، ممرض مستشفى طهطا العام، 12 ساعة لتقديم الخدمات الطبية لمصابي حادث تصادم قطاري سوهاج أمس الجمعة، الذي أسفر عن وفاة 19 شخصا، وإصابة 185 آخرين.
ويروي عبد المهمين، لـ"القاهرة 24" تفاصيل ما وصفه بـ"الكارثة" بعد تلقيهم نبأ الحادث بقسم استقبال مستشفى طهطا العام، قائلا: "أنا كنت نبطشية في قسم عناية الأطفال لحظة وقوع الحادث، وتلقينا بلاغا أنا وزميلي يطلب توجه أحدنا لقسم الاستقبال لتقديم الدعم بسبب الحادث".
واستكمل محمود: "دارت مشادة كلامية بيني وبين زميلي في القسم، بسبب إننا عاوزين ننزل الاستقبال وكل واحد عاوز يسبق التاني".
المستشفى كلها نزلت الاستقبال
وعقب وصول أول سيارة إسعاف تحمل مصابي حادث القطار، اتجه عبد المهمين، وزميله محمد عصام، إلى قسم الاستقبال، مصطحبين جميع الممرضين المتواجدين في الأقسام الأخرى بالمستشفى: "اشتغلنا لحظة وصول أول مصاب على تقديم الإسعافات الأولية لغاية ما دكتور يخلص الحالة اللي معاه ويستلم مننا الحالة لننتقل لاستقبال حالة أخرى".
الأهالي كلمة سر إنقاذ المصابين
ويضيف: "الأهالي قدموا لنا مستلزمات طبية تكفي مستشفيات المحافظة كلها خلال 3 ساعات من وقوع الحادث"، مستطردا: "وخلال 4 ساعات بعد وقوع الحادث استكفى بنك الدم في المستشفى من تبرعات الأهالي بعد وصول مخزونه لـ6 آلاف كيس دم".
وأشار إلى تحويل باقي المتبرعين إلى مستشفيات المراغة، وسوهاج العام، وسوهاج الجامعي، للتبرع بالدم وتقديم المستلزمات الطبية لهم.
أطباء المستشفيات الخاصة يقدموا الدعم
وأردف ممرض مستشفى طهطها العام، أنه فور وقوع الحادث بادرت الإذاعة الداخلية لمركز طهطا بحث المواطنين على تقديم الدعم للمصابين: "الدكاترة اللي عاملين تسوية معاشات، والحاصلين على إجازات بدون مرتب وصلوا المستشفى بعد نص ساعة من الحادث، ورجال الأمن كانوا بيساعدوا بتقديم الإسعافات الأولية".
واستكمل: "فيه واحد زميلي كان بيتعافى من كورونا قطع إجازته ونزل يساعد في إسعاف المرضى، دكاترة وممرضي المستشفيات الخاصة جابوا بمستلزماتهم للمساعدة دون طلب".
واختتم: "احنا كنا في مطحنة مش شغل، فضلنا 12 ساعة بدون راحة لغاية تسكين آخر مصاب وصل في سرير إقامته وإسعافه، وتحويل الحالات الخطرة لمستشفيات أخرى".