جدعنة الصعايدة.. شاب يتطوع بـ"التروسيكل" لنقل احتياجات مصابي حادث قطاري سوهاج (صور)
من كل حدب وصوب، جاء أهالي قرية طهطا، بعد حادث قطاري سوهاج، تحت شعار " كله ببلاش"، ليكونوا على قلب رجل واحد في مواجهة الفاجعة.
"البيوت مفتوحة وإحنا تحت أمركم" هكذا بدأ عمر جمال، أحد المتطوعين بـ"التروسيكل" الخاص به لنقل الناس والمستلزمات، حديثه لـ"القاهرة 24"، حيث أكد على تكاتف جميع الأهالي للمساعدة، بينما لا أحد منهم يعرف الآخر.
عمر بعد وقوع الحادث عقب صلاة الظهر، أسرع برفقة العديد من الأهالي، للمساعدة في انتشال الناس، قائلا: "العربات كانت ترتكزعلى أجسادهم الهزيلة"، وحتى الثالثة عصرا لم يصل إليهم أوناش رغم طلبهم لها أكثر من مرة، فيما قاموا بعمل معدية على الترع لنقل الناس.
"طلعوني طلعوني.. اتشاهد يا محمد" يروي لنا عمر قصته مع أحد الأشخاص، التي أثرت به، والذي لم يظهر منه سوى رأسه، بينما جسده بالكامل أسفل العربة، وفي محاولته للاستغاثة، ومحاولاتهم للنجدة التي باءت بالفشل لثقل العربة، طلب منه عمر أن يعلن شهادته، ليقابل وجه رب كريم.
وليس هذا هو المشهد الوحيد، فقد وجد جثة لأم تحتضن صغيرتها، في مشهد يدمي له القلب.
"العسكري صرخ خلي أمي تكلمني"، يحكي عمر في حزن، لأن هذا العسكري لم يلحق الوداع الأخير، وبمجرد محادثتهم لوالدته، صعدت روحه.
ما يقرب من 6000 كيس دم حصيلة التبرعات، أمس، بحسب قوله، ليجد مدير مستشفى طهطا معلنا الاكتفاء وشاكرا لتبرع المتطوعين.
واصل عمر الذهاب اليوم أيضا للمستشفى، وذكر أن أغلب المصابين قد غادروا ولم يتبق سوى أشخاص معدودون.
