مبيت ووجبات وأدوية مجانية.. شهامة الأهالي تساند مصابي قطاري سوهاج
لحظات معدودة تعالت فيها صرخات ركاب قطاري 157 و2011، إثر اصطدام القطارين في مركز طهطا بسوهاج، منهم من لفظ أنفاسه الأخيرة وآخرون وجدوا أنفسهم بين قضبان القطار لا حيلة لهم في الرجوع لبلدانهم أو مداوة جراحهم، إلا أن سرعة استجابة أهالي سوهاج لإنقاذهم ضمدت جراحهم.
شهامة أهالي سوهاج هي سيدة الموقف، حيث تزاحم الأهالي حول المستشفيات للتبرع بالدم، ومنهم من أعلن عن توفير مبيت في منزله لاستقبال المصابين، وآخرون أعلنوا عن توفير المستلزمات الطبية والوجبات الغذائية مجانًا تضامنًا مع ركاب القطار.
300 وجبة حتى الآن
ناصر فهمي، مدير مطعم وصايا بسوهاج، قال إنه وفر أكثر من 300 وجبة جاهزة متكاملة لمصابي القطار بالمستشفيات حتى الآن منذ وقوع الحادث، ويعمل أيضًا مع مجموعة من الشباب تطوعوا بتوفير الأطعمة ليقوم المطعم بتجهيزها وتوصيلها للمحتاجين.
وتابع "فهمي"، في حديثه لـ"القاهرة 24"، أن العاملين بالمطعم يبذلون جهدا مضاعفا لتوفير الوجبات للأهالي إضافة لعملهم الطبيعي، لكنهم يقدمون الوجبات بكل سعادة لمحاولة دعم المصابين.
من توفير الوجبات إلى إعلان عشرات الأهالي عبر صفحاتهم توفير المبيت في منازلهم لركاب القطار، لتلقي العلاج ومتابعة حالة المصابين من أسرهم في مستشفيات سوهاج، ثم العودة لمحافظاتهم.
محمود سيد، أخصائي بمركز تأهيل العجوزة التابع للقوات المسلحة، قاده القدر للتواجد بمكان الحادث بعد أدائه لصلاة الجمعة، أثناء قضاء الأجازة مع أسرته، ليذهب لإنقاذ ضحايا القطار فور معرفته بالحادث.
حمل المصابين على أكتافهم
وقال "محمود"، في حديثه لـ"القاهرة 24"، إن حالة المصابين كانت مروعة قبل وصول عدد من سيارات إسعاف كافية لإنقاذهم، إذ إن أقرب كوبري تتمكن من خلاله وصول سيارات الإسعاف يبعد 200 متر عن مكان وقوع الحادث وهو ما دفع الأهالي لحمل المصابين على أكتافهم.
صيدليات ومستشفيات بدون أي مقابل
وتابع"محمود"، بحكم تخصصي في العلاج الطبيعي، كنت أعلم أن حمل المصابين وإنقاذهم بهذه الطريقة قد يضاعف من خطورة الإصابة، لكن الأهالي لم يكن أمامهم إلا إنقاذ أرواح ركاب القطار، وهو ما شجع الصيدليات والمستشفيات الخاصة بتوفير كافة المستلزمات الطبية واستقبال المصابين بدون أي مقابل.
ولفت، نشرت رقمي على كافة مواقع التواصل لمن يرغب في المبيت، قائلًا "هما أهلنا وفي لحظة حرجة واستضافتهم عندنا واجب"
وفتحت المساجد أبوابها لتحتضن المصابين لتلقي العلاج والمبيت لمن يرغب، فأعلنت عدد من المساجد استعدادها لتوفير الوجبات والأدوية مجانًا
كما استجاب لحملات التبرع بالدم سائق تاكسي، فعلق على التاكسي لافتة "هذا التاكسي لنقل المتبرعين بالدم مجانًا في حادث القطارين.
ولم يقف طلاب جامعة سوهاج مكتوفي الأيدي، فسارعوا بالتبرع بالدم وكونوا مجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتوفير، أكبر قدر من فصائل الدم التي يحتاجها مصابي قطاري سوهاج.