"جهز قبره بإيده قبل ما يموت".. اللحظات الأخيرة في حياة أحد ضحايا حادث قطاري سوهاج (فيديو)
"وليدي مات سندي في الدنيا مات ياناس".. بهذه الكلمات بدأ والد ووالدة وأشقاء الشهيد المجند حسين عارف عبد الشافي، حديثهم عن وفاة فقيدهم في حادث قطاري سوهاج، مؤكدين أنه كان ملاك يمشي على الأرض، وقبل وفاته بـ3 أيام قام بتجهيز قبره بيده مُتَسَائِلاً صديقه المقرب هل من مات في الجيش يعد شهيد.
التقي "القاهرة 24" بأهالي الشهيد بالتحديد في قرية ساقية أبو سقير التابعة لمركز البلينا جنوب محافظة سوهاج ورصد معاناتهم، حيث قال والد الشهيد الذي استقبل خبر وفاة ابنه بفاجعة كبيرة إن نجله كان دائمًا سمح الوجه ورحب الصدر وقال إنه قضى إجازته وبدأ بزيارة شقيقته في القاهرة مَقْضِيًّا معها يوم كامل كأنه يودعها ثم جاء إلى بيته مَقْضِيًّا إجازته بالعمل في الأرض والزراعة من أجل حصد المال بعرق جبينه، مؤكدًا أنه منذ يومين كان يعمل في المقابر والتي دفن فيها كان يعمل بها وجهز العيون في المقابر وساعد في تجهيز المقابر بشكل كامل وتم أخذ أجرته بناء على عمله وجاء بالمال معطيًا لوالده.
فيما تابع صديق الشهيد سامح عادل حمدي وأعز الأصدقاء له، قائلا إن الشهيد الضحكة لم تفارق وجهه وكما يقول البعض إنه من سماحة أخلاقه كان معروف بابن موت، لافتًا أن آخر وصية كان يقولها إن حلمه أن يبني البيت ويتجوز، مؤكدًا أنه كان يخطط بعد أن ينتهي من خدمته أن يكون عريسًا ولكن نظرًا لضيق حالهم الشديد والتي ترفض عزة نفسهم الاقتراض من أحد رفض والده أن يتم بناء البيت له من بلوك أبيض لأنه آيل للسقوط وكان حلمه بناء البيت مسلح بخرسانة.
وتابع أخ الشهيد، أن أخوه كان دائمًا يفضل مصلحة الناس على مصلحته وكان يحب أداء خدمته العسكرية لدرجة أنه كان يؤدى خدمته ليلًا وهو لم ينم، مشيرًا إلى أنه كان يتواصل دائمًا معهم من أجل تسلية وقته، مضيفًا أنه كان دائمًا يتساءل هل من مات في الجيش يحتسب شهيد..
وأضاف أخ الشهيد أنه خرج من البيت الساعة الـ8 ونصف صباحًا ووصل إلى طهطا في الساعة 11 ونصف فشعرنا أنه من ضمن الأفراد الموجودة في حادث القطار، لافتًا إلى أنه كانت أول مرة يأتي بها من الجيش وهو معاه فواكه للبيت ولم يأخذ معه فلوس كثيرة للجيش قائلًا إنه يملك فلوس زيادة.
فيما تابع ابن عم الشهيد المجند حسين عارف عبد الشافي، أنهم عرفوا الخبر عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أنهم حاولوا الاتصال به هاتفيا لكن دون إيجابه وزاد قلقهم أكتر عند تواصلهم مع الكتيبة وتأكيد الكتيبة أن الشهيد لم يصل القطاع حتى الآن، لافتًا أنهم على الفور استقلوا المواصلات لمحاولة الوصول إلى الشهيد حتى جاءهم اتصال من أحد أفراد الأمن أن المجند من ضمن المصابين، مؤكدًا عند وصولهم المستشفى تم إبلاغهم أن الله استرد أمانته، موضحًا أنه تم استلام جثمانه الساعة الـ3 فجرًا من مستشفى طهطا، وتم دفنه قرابة الساعة الـ5 فجرًا، مؤكدًا أن البلد جميعها شاركت في دفن الشهيد.
فيما زار" القاهرة 24 “ بيت الشهيد والتقى بوالدته وأشقاءه البنات اللذين كانوا في وضع يرثا له قائلين: ”أخونا وسندنا مات ياناس ارحمونا وحسوا بينا".
وكان ينام الشهيد على سرير قام ببنائه من الطين ويسكن في بيت مبني من الطين آيل للسقوط في أي وقت ووالده رافض تكفل الجمعيات الخيرية ببناء البيت نظرًا لعفة نفسه وأنه كان يحلم نجله ببناء البيت مسلح، كما رصدنا صور خاصة من مقر بيت الشهيد.