تقرير يكشف كواليس ما قبل الحادث.. السفينة الجانحة رفعت سرعتها ولم ترافقها زوارق قطر
كشفت وكالة "بلومبرج" للأنباء بعضا من كواليس ما قبل جنوح السفينة العملاقة “إيفر جيفن”، وإغلاقها المجرى الملاحي لقناة السويس، قائلة إن السفينة كانت تسير بسرعة أكبر من المسموح به في القناة بشكل كبير، فيما حاول خبراء تفسير هذه الخطوة.
وأوضحت الوكالة، أن آخر سرعة مسجلة للسفينة قبل 12 دقيقة من اصطدامها بالشاطئ، كانت 25 كيلومترا في الساعة (13.5 عقدة)، ويتجاوز ذلك السرعة المسموح بها في القناة بنحو 10 كيلومترات، حيث إن السرعة المعتمدة للمرور في القناة من قبل الهيئة هي 16 كيلومترا للسفن العادية و14 كيلومترا للناقلات.
وحاول خبراء وضع تفسير لزيادة السفينة سرعتها إلى هذا الحد قبل اصطدامها بدقائق، قائلين إنها قد تكون للمناورة بشكل أفضل في مواجهة الرياح القوية، لكن على ما يبدوا كان الأوان قد فات وتسببت السرعة في غرس مقدمة السفينة في الرمال بشكل أعمق.
وقال كريس جيلارد، الذي مر بسفينة حاويات عبر قناة السويس لسنوات، إن زيادة السرعة قد يكون فعالا ضد الرياح؛ لأن مقدمة السفينة ستنزل أعمق في الماء، لكن الكثير من القوة سيفاقم أكثر من المشكلة.
ووفقا لبلومبرج، فإن البيانات تظهر أن سفينة Maersk Denver التي يبلغ طولها 300 متر وكانت تسير خلف إيفر جيفن مباشرة، زادت هي الأخرى من سرعتها قبل دقائق من الحادث، وبلغت السرعة القصوى لسفينة ميرسك وقتئذ نحو 20 كيلومترا في الساعة، وذلك عند الساعة 7.28 دقيقة.
ورفضت ميرسك طلبا للتعليق على سبب زيادة سرعة السفينة في هذا التوقيت، فيما أكد قباطنة أنه ليس من غير المعتاد السفر عبر القناة بهذه السرعة، وفقا لـ"بلومبرج".
وذكرت الوكالة، أن سفينة إيفر جيفن، لم تستخدم زوارق قطر، وذلك بخلاف ما حدث مع سفينتي حاويات أصغر حجما كانتا تسيران أمامها مباشرة، واستخدمتا زوارق السحب التي تستخدم للإرشاد وتسهيل العبور في القناة.
وكانت شركة BSM المشغلة للسفينة إيفر جيفن، أعلنت من قبل أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث كان بسبب الرياح، فيما يجري تحقيق مكثف يشمل أطراف متعددة سواء طاقم السفينة أو المرشدين على متنها وغيرهم.
فيما صرح الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الأحد، بأن الهيئة ستكشف المسؤول الرئيسي عن جنوح السفينة بعد انتهاء أعمال التعويم وإعادة تسييرها وعودة الحركة للقناة مرة أخرى، موضحا أن الحادث كبير وهناك أكثر من سبب لوقوعه من بينها سرعة الرياح العالية، لكنه لم يستبعد الخطأ البشري، قائلا: "ممكن يبقى فيه خطأ بشري أو مشكلة فنية بالسفينة".
وعن آخر التطورات، أعلنت هيئة قناة السويس، اليوم الأحد، أن أعمال التكريك أسفل السفينة الجانحة أسفرت حتى الآن عن إزالة 27 ألف متر مكعب من المياه بعمق 18 مترا، فيما سيتم استخدام قاطرتين جديدتين تم بنائهما بترسانة بورسعيد وبتقنيات حديثة، للمشاركة في جهود تعويم السفينة الجانحة إيفر جيفن.