"مميش" يوضح مدى صلاحية الإشراف الأجنبي على تحقيقات جنوح السفينة البنمية
صرح الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس السابق ومستشار رئيس الجمهورية لمشروعات التنمية بالمنطقة الاقتصادي، أن المعتاد عليه في الحوادث البحرية، حضور ممثلين عن ملاك السفن المعرضة للحادث، التحقيقات التي تجرى، للوقوف على ملابسات الحادث والكشف عن المتسبب فيه، لتحمله الخسائر، وتكلفة الصيانة وتوفير الخدمات اللوجيستية.
وأشار مميش إلى أن أطراف التحقيق في حوادث الملاحة بقناة السويس، حسب القانون المنظم، هي "مصر"، والشركة المالكة للسفينة "اليابان"، وهناك طرف ثالث أجنبي محايد "كقاضٍ"، والذي تتلخص مهمته في التحكيم بين أطراف النزاع، والفصل في الكشف عن المتسبب وتقدير حكم الخسائر.
من جهتها كشفت مصادر ملاحية بهيئة قناة السويس، عن التحفظ على الصندوق الأسود للسفينة البنمية الجانحة والمتسببة في إيقاف حركة الملاحة بالمجري الملاحي.
وقالت المصادر، إنه بمجرد وقوع الحادث، تأكدت لجنة إدارة أزمة السفينة الجانحة من وجود الصندوق الأسود والتحفظ على جميع محتوياته وتفريغها، خلال التحقيقات التي تجرى مع طاقم السفينة الجانحة، والتي تكشف جميع الأوامر الملاحية وحركة الرفاصات والمحركات.
وأكد الفريق قيام فريق متخصص في فهم سبب تعرّض السفينة للجنوح، نافيًا تعرض جهاز تسجيل البيانات للضرر.
ونفى عضو بإدارة الأزمة، ما يتردد عن أن الحادث مدبر، مشيرًا إلى أنه قدري، ولا صحة للشائعات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأنه.
وأوضح أن سبب اختراع الصندوق الأسود، هو اكتشاف أسباب وقوع حوادث الطائرات والسفن والقطارات.
وأشارت المصادر، إلى أن الصندوق الأسود يعمل كمسجل بيانات للرحلة البحرية أو الجوية، باستخدام نظام كمبيوتر مصغّر موجود بداخله، إذ يعمل على تسجيل البيانات الفنيّة الخاصة بالأجهزة، كالسرعة البحرية، وغيرها من البيانات، كذلك المسجل الصوتيّ، حيث يُسجل المحادثات التي تدور بين أفراد طاقم السفينة، أثناء الرحلة والجهات الأخرى.
وقالت: “يوضع الصندوق الأسود في الجزء الخلفيّ من السفينة لأنّ الإحصائيّات أوضحت أنّ هذا الجزء هو الأقل عرضةً للضرر عند وقوع حادثة ما، ويُعتقد أن سبب تسميته بالصندوق الأسود يعود إلى مادة القطران الأسود المستخدمة لإغلاق الصندوق بهدف حماية أشرطة التسجيل بداخله”.
وأوضحت المصادر، أنه غالبًا ما يتكوّن الصندوق الأسود من صندوقين رئيسيين هما صندوق مسجلات الصوت ويعمل هذا الصندوق على تسجيل الأصوات خلال القيادة، عن طريق مجموعة من الميكروفونات، تكون جميعها متصلة بجهاز تسجيل الأصوات، فتلتقط الميركوفونات الأصوات، وترسلها إلى جهاز تسجيل الصوت، فتصادف الأصوات المُرسلة في طريقها جهازاً يُسمّى وحدة التحكم المرتبطة والتي تعمل على تضخيم الصوت قبل وصوله إلى جهاز تسجيل الصوت.
وتابعت: “يعمل الصندوق على تسجيل بيانات الرحلة، وذلك عن طريق أجهزة استشعار سلكية متصلة بمناطق مختلفة من السفينة، تعمل على إرسال أية تغيّرات في بيانات الرحلة إلى صندوق تسجيل البيانات”.
واختتمت المصادر “غالبًا يتمّ العثور على الصندوق الأسود بالسفن الغارقة، بالاعتماد على أجهزة متطورة محمولة على الغواصات أو تقنيات الكاشف المغناطيسيّ، أو مسارات الاستشعار، وبعد ذلك يأخذ المُحلّلون الصندوق الأسود إلى المختبر لتحليل البيانات والأصوات المسجلة عليه”.