نائب بالإسكندرية: أزمة السفينة الجانحة ملحمة مصرية سيكتب عنها التاريخ
قال النائب السكندري علاء مصطفي عضو مجلس الشيوخ، إن ما جرى من سيناريوهات منذ بداية أزمة جنوح سفينة قناة السويس وحتى حلها اليوم، من الجانب الاتصالي أو التناول الإعلامي، هو أمر يستحق الإشادة، لافتًا إلى أن حديثه عن هذا الأمر يأتي من خلال دراسته لاسترايجيات وآليات إدارة الأزمات في أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وأيضا دراسة دبلوم الاتصال السياسي بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
أوضح النائب أنه على مستوى إدارة الأزمة فقد كان رائعًا، حيث كانت هيئة قناة السويس مستعدة بسيناريوهات مختلفة للتعامل مع الوضع، وظهر ذلك جليًا أثناء عرض الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، ثلاثة سيناريوهات محتملة وهي “التكريك - القطر - تخفيف الحمولة”، وبالفعل تابعنا التدرج في استخدام السيناريو الأول والثاني والتكامل بينهم في بعض الأحيان.
والنقطة الثانية فكانت في التنسيق بين أجهزة الدولة المختلفة وتسخير كافة إمكانيات الدولة المصرية في سبيل الانتهاء من الازمة فيأسرع وقت وتقليل الخسائر إلى حدها الأدنى، وبرز ذلك في ما قامت به وزارة الزراعة من توفير الأعلاف والخدمات الطبية البيطرية للسفن التي تحمل المواشي عليها، والتي بلغت عددها 60 ألفا و 400 رأس من الماشية، فضلا عن توفير كافة الاحتياجات اللوجستية للسفن العالقة ولأطقمها، وتوفير الرعاية والاحتياجات الأساسية التي قد تحتاجها بعض البضائع.
أما عن التناول الإعلامي للأزمة، فأشار النائب إلى أن ما حدث في التناول الاعلامي من قبل هيئة قناة السويس وصفحاتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي تم بشكل احترافي وشفاف، وطبقا لما هو متاح من معلومات وما يستجد على الأرض من معلومات دقيقة، وما ينبغي نشره للرأي العام دون تقليل أو تهويل.
وأفاد أن هذا خالف تناول بعض وسائل الإعلام والتي تسعى وراء السبق الصحفي والنشر السريع على حساب التيقن من دقة المعلومات التي ستنشر والمؤكدة من مصادر المعلومة الموثقة.
وأضاف "مصطفي، أن النقطة الثانية الإيجابية هي عدم الاقتصار على مخاطبة الداخل فقط، ولكن الاهتمام بمخاطبة العالم من خلال نشر البيانات باللغات العربية والانجليزية والفرنسي بشكل دوري ومعلومات محدثة وموثوقة وبشفافية تامة.
وأفاد أن الأزمة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أهمية هذا المجرى الملاحي في العالم كله ومحوريته في مسار حركة التجارة الملاحة والعالمية، ويضع قيادات ورجال قناة السويس في موضع التقدير، لما بذلوه من مجهود وإصرار على حل الأزمة بأيادي وعقول وأدوات مصرية 100٪.
واستطرد النائب، أن الأمر لم ينتهي بمجرد تعويم السفينة وفتح الممر الملاحي للحركة، ولكن سيبقى أمام هيئة قناة السويس تحدي كبير وهو تمرير السفن العالقة والتي تبلغ الـ 400 سفينة خلال الأيام التالية لحل الأزمة، وهو ما أكده الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن عبور السفن المنتظرة عند مداخل القناة سيستغرق “ثلاثة أيام ونصف تقريبا”.
ووجه النائب الشكر لرجال هيئة قناة السويس، وكافة أجهزة الدولة، وكل من قام بالمجهود أو النصيحة أو الارشاد أو حتى الصمت لحل هذة الأزمة، قائلا:"ما حدث خلال إدارة أزمة السفينة كان ملحمة مصرية سيكتب عنها التاريخ عن هيئة قناة السويس وستحكى لأولادنا في المستقبل".