احترف التعامل مع الحياة.. عمر سليمان ضحية "هشاشة العظام" يبدع بكرسي متحرك (صور)
الإرادة والطموح والسعي المستمر دعائم استطاع من خلالها الوصول إلى ما يريد، بالرغم من معاناته من الإعاقة الحركية منذ سن الـ9 إلا أنه اختار عدم الاستسلام واستطاع إلى الوصول إلى ما يصل إليه كثير من الشباب الأصحاء.
عمر سليمان شاب ثلاثيني من محافظة الإسكندرية أصيب بإعاقة حركية وهو في سن صغير كانت نتيجة مرض هشاشة العظام التي أدت إلى عدد من الكسور في أنحاء متفرقة من جسده، وحدوث عدد من التشوهات وتوقف طول الجسم وأثر ذلك على هرمونات النمو لديه.
"المشكلة بدأت بحساسية في الجسم وحاول أهلي يعالجوني بعدد من الكريمات المشبعة بالكورتيزون وأثر الكورتيزون على العظام وتسبب بهشاشة عظام شديدة أدت إلى توقف الطول".. هكذا بدأ عمر حديثه مع "القاهرة 24"، فولد عمر سليم ولكن بدأت المعاناة منذ سن صغيرة أدى إلى مشوار طويل من العلاج ومستمر حتى الآن، وعلى مدار أكثر من 10 سنوات عانى بكسور متفرقة في جميع أنحاء جسده بسبب ما يعانيه من هشاشة العظام.
وأدت مشاكله الصحية إلى الاستلقاء لفترات طويلة على السرير ولا يستطيع التحرك، واستغل ذلك الوقت في القراءة المستمرة التي كانت مصدر الإلهام له.
ومع بداية دخوله عالم الإنترنت بدأ الاشتراك في عدد من المنتديات الأدبية المختلفة، وبدأ في تدوين خواطره، ومشاركتها مع عدد من الكتاب والمبدعين.
ولازمه الكرسي المتحرك جميع تحركاته خلال فترات الدراسة المختلفة، فكانت الحركة تشكل عبئا إضافيا ويقول "والدي كان يدعمني بشكل متواصل خاصة في الدراسة وكان بيوصلني الامتحانات وكانت والدتي تدعمني من الناحية النفسية وتحاول تسلية وقتي بالقراءة وعملتني حب القراءة".
واستطاع بفضل ما يملك من إرادة مواجهة ما يقابله من مشكلات صحية ومشكلات حياتية، وبفضل حبه ونهمة للقراءة استطاع تأليف عدد من الروايات، وصدرت له أول رواية بعنوان "أرض رشيدة" عام 2014، وروايات أخرى منها رواية "الحب المفقود.. والمغتربة"، ورواية "سيزرون"، كما قام بالتعاون مع فريق "صناع الأدبي" وإصدار قصة قصيرة بعنوان "رغبة الروح"، كما شارك بعدد من الندوات والدراسات النقدية بمكتبة الإسكندرية.
واستطاع عمر أن يفوق في حياته العملية والحياة الأسرية فتزوج ولديه ثلاثة أبناء في مراحل عمرية مختلفة، وعمل موظفا إداريا بإحدى المدارس.
والتحلي بالإرادة والأمل من أبرز الرسائل التي يواجهها للشباب ويقول عمر “لا بد من المعافرة مع الحياة والتعلم الدائم والفهم والقراءة المستمرة والتثقيف لأن الحياة ليست هينة على جميع الأشخاص سواء كانوا أصحاء أو يعانون من مشاكل صحية”.