صاحب الصورة الأشهر في أزمة السفينة الجانحة: "كان هاين علينا نشدها بإيدينا"
يتكئ على إحدى السفن سعيدًا، يفتخر بما قدمه هو وزملاؤه في حل أزمة قالت عنها كبرى الدول وشركات الإنقاذ في العالم إنها لن تُحل قبل شهر بحد أدنى، تلك هي الصورة الأشهر التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق غير محدود، واستخدمها المصريون في الفخر بما حدث، لعامل مصري غير بسيط بالمرة هو الشاب أحمد عزت.
عزت صاحب الصورة الأشهر في حل أزمة السفينة البنمية “EverGiven” يحكي لـ"القاهرة 24" تفاصيل 17 ساعة عمل متواصلة من أجل إنقاذ سفينة الحاويات العملاقة، حيث تعرض "الواير" الرئيسي لإحدى القاطرات المساهمة في قَطر “EverGiven” لقطع تسبب في تعطيل العملية، فكانت مهمته إصلاح ذلك العطل وإعادته لما كان عليه، "كان هاين علينا نشد المركب بإيدينا" يقول الشاب.
يعمل عزت أو "الزوز" كما أطلق عليه والده في صغره ويناديه زملاؤه في القناة بهذا الاسم، مشرف بناء السفن واللحام بقسم تحركات الإسماعيلية، وبصوت يملؤه الفخر يقول الشاب "أثبتنا للعالم كله إننا نقدر نعمل أي حاجة".
عمل مصري خالص
كما نفى ابن محافظة الإسماعيلية خلال حديثه لـ"القاهرة 24"، صحة ما تداوله البعض بشأن أن عملية التعويم لم تكن بأيادٍ مصرية خالصة.
ويوضح الأمر بأن هناك قاطرتين "هولندية وإيطالية" انضمتا إلى فريق العمل، لكن الأخيرة لم تعمل، بينما ساعدت الأولى في المهمة الأخيرة بعد أن نجح عمال هيئة قناة السويس في تعويم السفينة بنسبة وصلت إلى 80%.
جرى العمل على قدم وساق على مدار 7 أيام، لتعويم السفينة العملاقة التي جنحت في قناة السويس يوم الثلاثاء الماضي، “خدنا تعليمات من الفريق أسامة ربيع أن نكون جميعًا في حالة تأهب”، هكذا يصف عزت الأجواء التي كانت عليها عملية التعويم.
وأوضح "الزوز" أن هيئة قناة السويس توفر للعاملين بها كل ما يحتاجونه من إمكانيات ومعدات "من الإبرة للصاروخ" بحد تعبيره، ولم يكن يدر في بال طاقم القناة إلا "صورة مصر أمام العالم".
ويعاود نبرة الفخر ذاتها فيقول "مش محتاجين حاجة من حد لو حد محتاج حاجة إحنا نديهاله"، تعبيرًا عن نجاح العمال المصريين في حل الأزمة دون تدخل أجنبي.
بعد العمل المضني الذي قام به عمال هيئة القناة، والذي أشاد به العالم أجمع، يقول عزت إنه بفضل من الله استطاع وزملاؤه تحرير السفينة دون اللجوء إلى تفريغ الحمولة الذي كان يتطلب وقتًا وجهدًا جبارًا.
وتابع "نرفع القبعة للرئيس عبد الفتاح السيسي، والفريق أسامة ربيع، وكل العاملين في القناة الذين ساهموا في إنقاذ تلك السفينة العملاقة، ونحن بالفعل جيش مصر الأزرق".
صورة استثنائية وحدث عظيم
وعن ردود الأفعال الخاصة بصورته المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول عزت "بالطبع ردود الأفعال أسعدتني خصوصًا تلك الساخرة فنحن شعب يمتاز بخفة الدم، وأعطتنا تلك الردود طاقة إيجابية وتشجيع كبير".
فطن الشاب المصري "عزت" إلى أن ذلك الظرف الاستثنائي يحتاج بطبيعة الحال إلى صورة استثنائية يتحاكى بها العالم كله، وتعبر عن صاحبها لا الحدث.
عشق أحمد عزت قناة السويس والعمل بها منذ أن كان يذهب مع والده وهو أحد العاملين بالقناة، وتطور الأمر إلى أن ورث عزت وإخوته أبيه في العمل في هيئة قناة السويس كل في وظيفته، على الرغم من حصوله على بكالوريوس التجارة ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال.
