"كسر تابوهات المجتمع مش بالساهل".. حكاية أول صنايعية خزف في مصر (فيديو)
الخزف والأنوثة عبارة غير مسموعة ولا يمكن لأي عقل إدراكها بشكل كامل، فهي حرفة تحمل في طياتها يد خشنة، جسم قوي البنيان، تركيز ومجهود وإبداع فني، يحتاج له قوة عضلية وذهنية، ليست بخارقة ولكن لا تمتلكها أي أنثى، تقدر عليها فقط من تحمل قدرات خاصة من الصبر والإيمان بالموهبة وشغف وطموح لا يعرف له سقف ولا حدود.
مها النحاس، بدأت حياتها بشكل روتيني بحت، لا يصله أي نوع من الإبداع والفن والخروج عن المألوف، ربما يرجع ذلك لظروف المعيشة التي نشأت بها في محافظة المنصورة، حيث كانت تعمل في مكتب محاسبة، لكن بالتوازي مع هذا الخط التي تسير عليه، قرر كسر التابوهات المجتمعية وتسلك طريق الفن وحرية الإبداع، وأخذت أول خطوة في الدراسة الحرة للفن.
تسترسل مها حكايتها لـ"القاهرة 24" قائلة، “صدفة القدر عرفتني على شخص كان هو أول من عرفني الطريق لمصر القديمة وهي أصل الفن والفنانين خاصة محترفين الأشغال اليدوية، وهناك تعرفت على الدكتور حسن ”زوجي" وكان معجب بالحماس والشغف بتعلم هذا الفن الجميل".
بدأت قصة الحب والكفاح من هذا الوقت وسردت مها، أنهم يكملان بعضهما البعض يعملان سويا منذ البداية وزوجها أصبح هو المعلم الخاص لها يعلمها جميع الأمور، وتقول أيضًا أنهم أطلقوا عليها التلميذة التي سبقت أستاذها، فهي من حبها لهذا الفن أصبحت موهوبه به بشكل كبير.
وعن خطوات سير يومها في صناعة الخزف قالت "يومي يبدأ في تحضير الفرن والقطع اللي هشتغل عليها طول اليوم، وبعدها ببدأ الرسم والتلوين على القطعة اللي اختارتها، وبعدها بتدخل الفرن في درجة حرارة محددة للخزف".
وتذكر مها أن دورها في الحياة لم يتوقف على صناعة الخزف، فهي أم لطفلين، في مراحل تعليمية مختلفة، تؤدي دورها الأمومي الكامل معهم، هذا بالإضافة إلى أنها اكتشفت أن أولادها يملكون الحس الفني أيضًا وأصبحوا جزء مهم جدًا في الورشة الخاصة بهم وفي تجهيز جميع الأعمال خلال اليوم بجانب دراستهم، وكل ابن منهم له دور مهم فى العمل.
يبدأ يوم مها من الساعة الـ4 فجرا ويبدأ العمال الحضور من الساعة 9 صباحًا وكل منهم له العمل الخاص به، أصبح العمال متمكنين بشكل كبير في هذا الفن أيضًا من خلال تعليمهم وكانت مها لها الدور الأكبر في ذلك.
تقول مها إن من أصعب الأمور التي مرت بها هي رفض والدتها لهذا العمل وكانت تقول لها "يابنتي شوفي لك شغلانه تانيه بدل البهدلة دي"، ولكنها أكملت طريقها بكل حب وإخلاص كبير ونجحت بشكل كبير جدا فى هذا المجال وأطلق عليها أول خزافة فى مصر.
وعن أحلام مها النحاس تقول: "نفسي أفتح مدرسة وأعلم فيها الناس الفن ده، مش هبخل على أي حد بمعلومة وهيساعد ناس كتير أنها تمتهن الفن ده".
رسالتها للمجتمع ولجميع النساء التي لديها حلم هي: "الإسرار والمجازفة من أجل الوصول إلى الحلم الخاص بكل شخص، وأيضا الاقتراب من الأشخاص الداعمين لكي والابتعاد عن المحبطين والكارهين شغفك".