الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

فقأوا عينه وماطلوا في تعويضه.. مأساة لاعب السكة الحديد ضحية جيرانه بالشرقية (مستندات)

حسن لاعب السكة الحديد
محافظات
حسن لاعب السكة الحديد ضحية جيرانه بالشرقية
الخميس 01/أبريل/2021 - 12:55 ص

"لعن الله قومًا ضاع الحق بينهم".. تحذير أزلي من مغبة الظلم وإضاعة الحقوق بين الناس، لكن على ما يبدو فإن التحذير والحق لم يعرف طريقه إلى جيران "حسن" الفتى اليافع ابن التسعة عشر ربيعًا، والذي ضاع مستقبله في لحظة على يد جاره؛ لا لشيء إلا لأنه يومًا ما رفض وأسرته شهادة الزور في جريمة سبق وارتكبها أحد أفراد منزل المعتدي، وبدلًا من مستقبل مشرق لصانع ألعاب فريد في عالم كرة القدم، انتهى الحال بالفتى وقد فقد عينه اليمنى، وبات صاحب عاهة تلازمه طوال ما تبقى من حياته.

حسن والعاهة المستديمة التي حدثت له بسبب اعتداء جيرانه

على بُعد أمتار قليلة من وسط عزبة "الحصوة" التابعة لقرية "الكتيبة" بمركز ومدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، يعيش "حسن ماهر حسين" رفقة أسرته، لا ينفك يطلب من ينجده ويستغيث لشكواه بعدما ضاع مستقبله وضاعت عينه، وبين هذا وذاك لم يحصد من العهود والجلسات العرفية رفقة والده أمام أحد القضاة العرفيين سوى المماطلة وعدم الاستجابة حتى كتابة هذه السطور.

حسن يعيش حاليًا بعين زجاجية تحفظ مظهره لكنه يرى بعين واحدة

استغاث "حسن" ووالده بـ"القاهرة 24" لعرض شكواهم ومأساة تتشعب أطراف وأذرع الظلم فيها بين جُناه لا يردعهم شيء، وعمدة لم ينصف الطرف الأضعف حينما لجأ إليه وجلس أمامه، يحكم بينه وبين الجاني وأهله في جلسة عرفية أوراقها لا تزال بعيدة عن التنفيذ في طي المماطلة بالتعويض دون تنفيذ.

أحد الشهادات التقديرية في ردهة منزل حسن

"نفسي صوتي يوصل للمسؤولين".. عبارة مُقتضبة قالها "حسن" لـ"القاهرة 24" قبل أن يبدأ ووالده في سرد التفاصيل كاملة وما يعانونه من ظلم وتهميش.

شهادة تقدير أخرى من بين عشرات الشهادات

بداية الأحداث تعود لظهيرة يوم الأربعاء 20 مايو من العام المُنقضي؛ عندما أوقع الحظ العثر "حسن" ضحية لجاره "ياسر.ز.ع,ح" البالغ من العمر 55 عامًا، والذي يعمل معاون تنفيذ بمحكمة بلبيس الجزئية، والذي كان يحمل سكينًا ضرب بها حسن في عينه اليمنى حتى تسبب في انفجار مقلتها وتفريغها من محتواها ليُحدث بذلك فقد كامل للإبصار في العين، مخلفًا عاهة مستديمة يستحيل برؤها، وتُقدر نسبتها بنحو 35%، وفقًا لحيثيات الاتهام والحكم في القضية رقم 16678 جنايات بلبيس لسنة 2020.

منطوق الحكم

وفي جلستها يوم السبت 17 أكتوبر الماضي، قضت محكمة جنايات الزقازيق، برئاسة المستشار أحمد سليمان الجمل، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين أسامة أحمد الحلواني وباسم يسري جاويش، بحضور وكيل النيابة أحمد السكري، وامانة سر محمد عفت، بمعاقبة المتهم "ياسر.ز.ع.ح" بالحبس لمدة سنة واحدة مع الشغل، وأمرت بإيقاف تنفيذ العقوبة لمدة ثلاث سنوات تبدأ من يوم الحكم.

حيثيات الحكم

وورد نصًا في حيثيات الحكم، أن المحكمة وقد اطمأنت إلى أدلة الثبوت في الدعوى فإنها تعرض عن إنكار التهم وما أثاره الدفاع الحاضر معه بالتحقيقات وبجلسات المحاكمة من أوجه دفاع أخرى قوامها إثارة الشك في أدلة الثبوت بما يستحال معه تصور الواقعة وعدم معقوليتها؛ إذ لا يُعد ذلك سوى منازعة للمحكمة في قوة الدليل الذي تطمس مما تستقل المحكمة بتقديره ولا يجوز منازعتها فيه ولا يسع المحكمة سوى طرح هذه الأوجه للدفاع إيمانًا من المحكمة بصدق تصوير المجني عليه للواقعة وسائر الأدلة الأخرى، وحيث أنه لما كان ما تقدم يكون قد ثبت يقينًا للمحكمة أن المتهم ضرب عمدًا المجني عليه وأحدث إصابته الموصوفة بتقرير الطب الشرعي، فضلًا عن إحراز سلاح أبيض بدون ترخيص ومسوغ من الضرورة المهنية والحرفية.

منطوق الحكم

حيثيات الحكم وما أثبتته المحكمة وارتأته وأكدته جاءت بعدما تدخل أحد القضاة العرفيين، والمعروف بعمدة أحد البلاد المجاورة، في الأمر لمحاولة حله وديًا وتعويض الشاب لما لحق به من أذى تسبب في ضياع مستقبله، وفور الاتفاق، والذي حدث في اليوم السابق لجلسة النطق بالحكم، غيرت أسرة المجني عليه من أقوالهم، لكن المحكمة أثبتت رؤيتها وحكمها في الحيثيات ومنطوق الحكم.

أمر الإحالة

أكثر من خمسة أشهر مضت، عانى خلالها المجني عليه وأسرته من المماطلة من جانب "العمدة"، -على حد وصفهم-، والذي كان منشغلًا آنذاك بترشحه لانتخابات مجلس النواب، ورغم أخذه تعهدات وإيصالات وقرار وصل إلى نحو مليون جنيه تعويضًا للمجني عليه كي يفتح مشروعًا يعوضه عما حدث له ويضمن مستقبله الذي دُمر بفعل ما جرى له، إلا أن شيئًا من ذلك لم يحدث حتى الآن.

جانب من التحقيقات

محامي المجني عليه محمد أبو غيدة، أوضح لـ"القاهرة 24"، أنه كان حاضرًا للجلسة العرفية التي جرى خلالها الاتفاق، وأكد كذلك على أن الإيصالات التي كانت تضمن حق المجني عليه لا تزال بحوزة "العمدة"، إلا أن الأخير لم ينصف الطرف الأضعف حتى الآن.

محضر الواقعة

من جانبه، استغاث "ماهر حسين" (والد حسن)، بالمسؤولين وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، شاكيًا ما يتعرض له وأسرته من إهانات وتنكيل و"بلطجة" على حد وصفه، قبل أن يشير إلى أن رضوخه للصلح والجلسة العرفية وتغيير أقواله في القضية جاء لضمان مستقبل نجله ليس إلا، في الوقت الذي انتهت أحلام الفتى الذي لعب لصفوف عدد من الفرق الكروية، بينها الإسماعيلي وكهرباء الإسماعيلية والسكة الحديد، وكان على شفا الانتقال لفريق المقاولون العرب، إلا أن إصابته وما جرى له من اعتداء أنهى مستقبله "الواعد" قبل بدايته..

وظائف خالية بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالشرقية.. تعرف على الشروط (مستندات)

تابع مواقعنا