تل الجصة وسط بحيرة المنزلة.. يد التطوير تعيده إلى حضن الآثار
الأعمال الجارية لتطهير وتطوير بحيرة المنزلة لم تعد فقط بالفائدة على العاملين بمهنة الصيد، ولكن على قطاع الآثار أيضًا، نظرًا لمما تتميز به بحيرة المنزلة من وجود العديد من المواقع الأثرية المتمثلة فى الجزر العديدة والتى كان الوصول اليها صعبًا بل ومستحيلًا فى بعض الأماكن نظرًا لسيطرة بلطجية وخارجين عن القانون عليها، ولكن جاءت أعمال تطهير المسطح المائى من البلطجية لتفتح أبوابًا جديدة أمام العاملين بقطاع الآثار وتتحول البحيرة إلى مزار سياحي خلال السنوات المقبلة، فضلًا عن عودة البعثات الأثرية العاملة بعدد من الجزر والتلال الأثرية.
ويعد تل الجصة الأثري أحد التلال الواقعة ببحيرة المنزلة وتتبع منطقة آثار دمياط، والتى لم يتم التنقيب به من قبل مفتشي الآثار، فهو عبارة عن جزيرة تقع وسط مياه بحيرة المنزلة ويعد أحد التلال المهمة والزاخرة بالآثار التى تعود للعصور القديمة.
وقال سامي عيد صالح مدير عام منطقة آثار دمياط، إن تل الجصة من المناطق البكر التي لم يتم التنقيب فيها عن أي آثار، مؤكدًا أنه يوجد حارسان لتأمين التل.
وأضاف “صالح” فى تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24" “أنه يتم الوصول لتل الجصة ببحيرة المنزلة عبر مركب وهو محاط بالمياه من كافة الاتجاهات وتبلغ مساحته 7 أفدنة، وهو على بعد 3 كيلو مترات من منطقة عزبة البط التابعة لقرية العنانية”.
ويعتبر تل الجصة من التلال الهامة، حيث يرجع للعصر اليوناني، ويخضع التل لقانون حماية الآثار ويتم الوصول إليه عن طريق مياه بحيرة المنزلة حيث تنتشر على سطح التل العديد من الشواهد الأثرية التى تتمثل في كسر الفخار وكسر الحجر الجيري والزجاج الملون والعملات البرونزية، والوصول للتل حاليًا سهلًا ففي السابق التل كان محاطًا بالبوص وشجر الغاب من كافة الجهات، ولكن أعمال التطهير سهلت من الوصول إليه وحمايته وتأمينه.
وتل آثار الجصة مثله مثل باقي التلال كتل الذهب وغيره عبارة عن مدينة رومانية قديمة تأسست في بحيرة المنزلة في القرن الأول قبل الميلاد، وموقعها المميز وتركيباتها الفريدة يجعلها ميناء استراتيجيًا، فهي إحدى فروع نهر النيل وعادة ما تتصل بالعاصمة منديس – تيميوس أو سيتيوس والتى تبعد عنها 12 كم في وسط الدلتا.
جدير بالذكر أن الدولة تستكمل حاليًا أعمال تطوير وتطهير بحيرة المنزلة وتجرى حاليًا أعمال إنشاء طريق دائري حول البحيرة ليكون بمثابة حزام أمان يمنع أي تعدٍ مستقبليا فضلًا عن مواصلة أعمال التطهير والتكريك وإزالة التعديات على البحيرة وخاصة المزارع السمكية المخالفة.