"طابية عرابي".. شاهد عيان على صناعة السفن نهارًا وحفلات الجنس والتعاطي ليلًا
يظل إحياء فكرة مشروع تطوير طابية عرابي بمدينة عزبة البرج بدمياط حلمًا يراود أهالي المحافظة، فعلى الرغم من إعلان المحافظة العام الماضي بالتعاون مع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بتنفيذ المشروع للحفاظ على الأثر المهم، إلا أنها مجرد تصريحات لم ترتقِ لحيز التنفيذ لتظل القلعة التى جرى تأسيسها عام 1879 لتصبح إحدى القلاع الحربية المهمة لموقعها المُتميز عند مدخل نهر النيل، تحت وطأة التعديات من قبل ورش صناعة السفن نهارًا والمدمنين وممارسة الرذيلة ليلًا.
تعد "طابية عرابي" أو “قلعة البرج” إحدى القلاع الحربية التي أسستها الحملة الفرنسية على مصر على أنقاض أحد الأبراج التى أنشئت فى العصر العباسي، وذلك بعد معارك ضارية دارت بين قوات الاحتلال والمقاومة الشعبية المصرية، وانتهت بإزالة المدينة وتأسيس القلعة على أنقاضها انتقاما من أهلها.
أمر الخليفة المتوكل العباسى سنة 854 ميلاديا ببناء برجين عند مدخل نهرالنيل أحدهما فى الجانب الشرقي والآخر فى الجانب الغربى، وكان البرجان محل اهتمام ولاة مصر وحكامها، نظرًا لأن دمياط كانت إحدى الثغور الهامة، ومطمعًا للغزاة بداية من الحملات الصليبية على مصر، ولهذا سميت المدينة عزبة البرج.
أما القلعة الحالية فقد بناها جيش نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر حيث أقيمت على أنقاض مدينة عزبة البرج بشمال دمياط حيث تقع على الشاطئ الشرقى من النيل بمدينة عزبة البرج فى بمواجهة مدينة رأس البر وفى عهد محمد علي إلى الحكم اعتنى بالقلعة وقام بترميمها نظرا لأهميتها الحربية، وتم ترميمها مرة ثانية في عهد الخديوى عباس وثالثة في عهد الخديوى إسماعيل.
وتعود تسمية القلعة بـ"طابية عرابي" في عام 1882 عندما لجأ العرابيون إلى القلعة يتحصنون بها في مواجهة الاحتلال البريطاني وأطلق عليها منذ ذلك الحين طابية عرابي.
وأثناء العدوان الثلاثي على مصر سكنها المهجرون من مدن بورسعيد والقناة، وأضيف إلى مبانيها طابق ثالث لتستوعب أكبر عدد من أسر المهجرين.
وفى عام 2016 أصدرت وزارة الآثار المصرية قرارًا بترميم الطابية، وهو القرار الذي لم يدخل حيز التنفيذ وسجلت الطابية في عداد الآثار الإسلامية بالقرار رقم 21 لسنة 1985 ولم تجر بها أي أعمال صيانة أو حفر إلا كشف السور الخارجى للخندق، وذلك عام 1989.
وتبلغ مساحة الطابية 60 ألف متر مربع أي ما يعادل 14.3 فدان تقريبًا، ولها خطوط تجميل حرم أثري بالقرار 201 لسنة 1987 مقداره 20 متر من جميع الجهات ماعدا الجهة الشمالية الغربية التي يعد طرح النهر حرمًا طبيعيًا للطابية.
وبذلك زادت مساحة الطابية مع الحرم الجديد لتبلغ حوالي 25 فدانًا تقريبا ويقسمها طريق طولي يمتد إلى الجنوب وتشكل الطابية مستطيلًا طوله من الشمال إلى الجنوب حوالي 300 متر، عرضه من الشرق إلى الغرب 200 متر.
وتحتوي الطابية على سلسلة من التحصينات الحربية التي أقيمت إبان الحملة الفرنسية على مصر لحماية شواطئها من الغزو البحري، حيث يتوسطها المسجد وتقع إسطبلات الخيل ومخازن البارود والمهمات العسكرية في الجهة الشرقية.
كما يوجد مبنى المشنقة والمطبخ بينما تقع ثكنات الجنود أو القشلاق الكبير الذي بناه عباس باشا في الجهة الغربية من المطلة على الطابية المطلة على النيل كذلك توجد دورات خطوط النيران المتمثلة في السور الداخلي للطابية الخارجي للخندق بارتفاع حوالي نصف متر تقريبا، كما توجد بقايا الأبراج على جانبي المدخل الشرقي للطابية وبها بعض المزاغل، وأصبحت الآن جميع المباني مهدمة.