عبد الرحمن الخميسي.. "أول من حطم طبقية القصة"
ولد عبد الرحمن الخميسي في المنصورة والتحق بالتعليم في مدرسة القبة الثانوية بالمنصورة، لكنه لم يكمل دراسته بها، وبدأت كتابة الشعر عنده في سن صغيرة حيث كان يرسل ما يكتب إلى مجلات أدبية مثل الرسالة فتنشرها، و"الثقافة" للأستاذ أحمد أمين.
وعندما انتقل للحياة في القاهرة لم تكن الظروف في صالحه حيث لم يجد له مأوى، فقد كان ينام في الحدائق العامة، وعمل في محل بقالة و"كوميساري" حتى التحق بالعمل في عالم الصحافة في جريدة المصري لسان حال الوفد قبل ثورة 1952.
اعتقل الخميسي بعد ثورة يوليو 52 من 1953 حتى 1956 نظرا لموقفه الداعي للتشبث بالحياة الحزبية الديمقراطية، وبعد خروجه التحق بجريدة "الجمهورية" لكن الحكومة قامت فيما بعد بنقله فيما يشبه العزل السياسي مع مجموعة من أبرز الكتاب إلي وزارات مختلفة وكان نصيبه منها وزارة التموين، فألف في تلك الفترة فرقة مسرحية باسمه كتب وأخرج أعمالها ومثل فيها وجاب بها المحافظات، كما كتب للإذاعة عدة مسلسلات لاقت نجاحا خاصا أشهرها "حسن ونعيمة" التي تحولت لفيلم واعتبرها النقاد "قصة روميو وجولييت" المصرية.
ترك الخميسي إرثا كبيرا ومتنوعا من الإبداع، ففي الشعر ترك عددا من الدواوين منها: أشواق إنسان، دموع ونيران، القاهرة، ديوان الخميسي، ديوان الحب، تاج الملكة تيتي شيري، مصر الحب والثورة.
وفي القصة القصيرة صدر له العديد من المجموعات منها "من الأعماق، صيحات الشعب، قمصان الدم، ولن نموت، رياح النيران، ودماء لا تجف، البهلوان المدهش.
وفي المسرح كانت للخميسي فرقة مسرحية باسمه عرضت العديد من المسرحيات له منها "الحبة قبة، القسط الأخير، حياة وحياة"، كما قدم مسرحيات من ترجمته منها مسرحية "عقدة نفسية" المترجمة عن الرواية الفرنسية "عقدة فيلمو " لمؤلفها جان برنار لوك ، كما عرضت فرقته المسرحية مسرحيات لمؤلفين آخرين منها "عزبة بنايوتي" لمحمود السعدني و"نجفة بولاق" تأليف عبد الرحمن شوقي في مارس.
أشاد الكثير من الكتاب والنقاد بالكاتب عبد الرحمن الخميسي فقال عنه الدكتور محمد مندور إنه "بلغ بشعره حد السحر"، فيما اعتبره يوسف إدريس "أول من حطم طبقية القصة"، وكانت وصية الخميسي قبل وفاته هي أن يدفن بجوار شجرة في مدينة المنصورة.
وأمس حلت ذكرى ميلاد الكاتب الراحل عبد الرحمن الخميسي، الذي رحل عام 1887 بعد رحلة حافلة بالعطاء تنوعت بين الشعر والرواية والقصة والمسرح والصحافة.