قبل الجولة الأخيرة.. آخر تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي
ترقب دولي وعربي استعدادًا لاستئناف المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، خلال الأسبوع المقبل، بعدما وصلت أزمة سد النهضة الإثيوبي بين الدول الثلاثة إلى مرحلة متطورة، في ظل تعنت أديس أبابا تجاه مطالب دولتي المصب، وسعيها الدائم إلى اتباع منهجية فرض الأمر الواقع بالمماطلة السياسية بهدف الوصول إلى الملء الثاني للسد، الأمر الذي يضر بالحقوق المائية لكل من مصر والسودان.
وتأتي المفاوضات وسط ترجيحات من مراقبين بأنها ستكون الأخيرة، نظرًا للتغير البارز في الخطاب المصري حيال الأزمة، فضلًا عن الحديث تحديد جدول زمني نهائي لها، بعدما أعلنت إثيوبيا نيتها عن البدء في الملء الثاني للسد خلال الصيف المقبل.
وجاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتحذير من المساس بالحقوق المائية لمصر باعتبارها خطًا أحمر للأمن القومي المصري، مضيفًا أن تبعات التعدي على الحقوق المائية المصرية ستلقي بظلالها على استقرار المنطقة وليس القاهرة فقط.
الاتحاد الإفريقي يدعو لاجتماع حول سد النهضة
واستجابة لما قاله الرئيس السيسسي بشأن سد النهضة، وجه الاتحاد الإفريقي دعوة إلى وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا، لبحث أزمة سد النهضة، عبر اجتماع في عاصمة الكونغو الديمقراطية كينشاسا، خلال الأيام المقبلة، لتدخل الوساطة الإفريقية المتمثلة في الاتحاد الإفريقي، مرحلة جديدة من مفاوضات السد، عقب قمم مصغرة عقدت خلال الأشهر الأخيرة، بعد إحالة الملف إليه من مجلس الأمن.
إثيوبيا: لن نضر دول المصب
ووفقًا لوكالة الأنباء الإثيوبية، أعلن وزير المياه والري والطاقة سيليشي بيكيلي استئناف المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة الإثيوبي، خلال عطلة نهاية الأسبوع، برئاسة رئيس الاتحاد الإفريقي الجديد.
وأضاف أنه من المتوقع أن يشارك في المفاوضات خبراء ومراقبون من الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى خبراء وفنيين من الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان.
السودان يوافق على المشاركة في المفاوضات الإفريقية
ومن جانبها وافقت الحكومة السودانية على المشاركة في المفاوضات المقبلة حول سد النهضة، بعدما تلقت دعوة رسمية لاستئناف التفاوض برعاية رئيس الكونغو ديمقراطية، باعتباره رئيس الاتحاد الإفريقي في دورته الحالية.
وأشارت “العربية” إلى توجه وفود "مصرية سودانية" لإجراء جولات خارجية لتوضيح موقف البلدين بشأن مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.
وأضافت أن القاهرة وضعت جدولاً زمنيًا نهائيًا للتوصل لاتفاق مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، كما طالبت مصر والسودان، إثيوبيا بالتعهد بوقف الملء قبل استئناف المفاوضات.
أمريكا تعلق على استئناف مفاوضات سد النهضة
وقال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، كريستيان جيمس، إن موقف الإدارة الأمريكية من سد النهضة الإثيوبي هو دعم كل الجهود البناءة والتعاونية بين الدول الثلاثة، مؤكدًا أن حل الأزمة يكون بالتفاوض بين الأطراف الثلاثة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أي مساعدة فنية أو تقنية للوصول إلى حل عبر المفاوضات”، منوهًا إلى استماع الجانب الأمريكي لكل الأطراف، وأنها لن تأخذ جانب أي منهم، ولكنها تنسق مع الجميع، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي والبنك الدولي.
ولم يستبعد متحدث الخارجية الأمريكية، لعب واشنطن دورًا لحث إثيوبيا على التوصل إلى حل عبر المفاوضات، لكنه رفض الحديث عن “أية ضغوط أو وسيلة أخرى”، مشيرًا إلى سعي الإدارة الأمريكية إلى حث جميع الأطراف على التوصل إلى حل عبر المفاوضات.
انتفاضة عربية لتأييد السودان ومصر في مفاوضات سد النهضة
وانتفضت العديد من الدول العربية، من بينها السعودية، والإمارات، والأردن، وليبيا، والبحرين، والكويت، واليمن، وسلطنة عمان، تأييدا للموقف المصري دفاعًا عن حقوقها المائية إلى جانب السودان، باعتبار أمنهما المائي جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.
السيسي يحذر من المساس بمياه مصر
وخلال كلمة له أمام مؤتمر صحفي عالمي، على ضفة قناة السويس، الثلاثاء الماضي، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن: "مياه مصر لا مساس بها وخط أحمر وأي تحرك سيؤثر في استقرار المنطقة بالكامل"، مردفًا: "مبنخدش مياه حد.. ونعيد معالجة مياه الصرف بدل ما تترمي ونستخدمها في الزراعة وبلدنا بتتحرك بتخطيط وتنفيذ".
وتابع الرئيس: “العمل العدائي قبيح وله تأثير يمتد لسنوات طويلة.. معركتنا معركة تفاوض، ونحن نكسب أرضًا كل يوم لأننا نتفاوض بشكل يحقق مكاسب للجميع، وخلال الأسابيع القليلة المقبلة سيكون هناك تحرك إضافي لمصر في هذا الملف.. ونتمنى أن نصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد".
واستكمل الرئيس عبد الفتاح السيسي: "محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر واللي عاوز يجرب يجرب.. إحنا ما نهددش حد، وإلا هيبقى في حالة عدم استقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد.. ولا يتصور أحد إنه بعيد عن قدرتنا.. والمساس بمياه مصر خط أحمر وسيؤثر على استقرار المنطقة بشكل كامل".