بالتزامن مع موكب المومياوات.. تعرف على سر التحنيط عند المصريين القدماء
لايزال العالم يقف حائًرا أمام سر التحنيط المكنون، على الرغم من التقدم العلمي الهائل في مختلف المجالات، ولكن لم يستطع أي عالم أو باحث حتى الآن التوصل إلى "سر التحنيط"، الذي دُفن مع صناعة الالاف السنين، مما جعل العالم تتجه أنظاره إلى مصر للدراسة والتحقق في أصل هذا العالم، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، وبعد مرور نحو قرن على تواجدهم داخل المتحف المصري بميدان التحرير، وسيتم نقل مومياوات ملكية خلال الساعات القليلة القادمة في موكب أسطوري يحمل اسم موكب المومياوات الملكية حتى متحف الحضارة بمدينة الفسطاط.
التحنيط في مصر القديمة
كان المصريون القدماء يعتقدون مبدأ البعث والخلود، وذلك ارتباطًا بديانتهم المصرية القديمة، أي العودة مجددًا في الحياة الأخرى بعد الموت، وكانت تلك العقيدة أهم ما يبحثون فيه، حتى أسموها "حياة الجنة الأبدية"، وقرروا أن يبحثوا عن سر يجعلهم يحييون مرة أخرى بعد موتهم، حتى توصلوا إلى فن التحنيط.
التحنيط في العصر الحديث
حاول الكثير من العلماء والباحثون دراسة هذا الفن، من خلال ما كٌتب على المعابد أو المقابر، أو الكتب والسجلات القديمة ، حتى زار مصر العديد من المؤرخون والباحثون من جميع بلدان العالم للتوصل إلى هذا السر، ولكن عثروا على بعد الأدوات المستخدمة فيه أثناء عمليات التنقيب فقط، وعلى الرغم من عمليات البحث الكثيرة، إلا أنهم حتى يومنا هذا لم يستطيعوا الكشف عنه.
وأكدوا أن سر التحنيط من الدرجة الأولى بات حكرًا على الملوك والأمراء الأغنياء من المصريين القدماء، خاصة أن المواطنين العاديين لم يتم تحنيط أجسادهم بسبب تكاليفه الباهظة آنذاك، إلا أنهم قاموا بتحنيط موتاهم من الدرجة الثانية والثالثة، والتي كانت رخيصة الثمن مقارنة بالدرجة الأولى.
طريقة التحنيط عند قدماء المصريين
بعد استقصاء كامل لأدوات التحنيط التي عثر عليها الباحثون، توصلوا إلى المواد المستخدمة فيه فقط، وتشمل:
· النطرون: وهي مادة تتكون من بيكربونات الصوديوم وكربونات الصوديوم، وتوجد في منطقة وادي النطرون، ويتم استخلاصها بعد تبخر البحيرات وتتكون الطبقة البيضاء للملح، وتم استخدامها في الأسرة الرابعة لتحنيط الجثث.
· القار: تم استخدامها في الأسرة الـ21، وهي مادة توضع في جوف جسم الإنسان، لتحنيطه وحفظه من التحلل.
· الراتنجية: تعتبر من المواد الأساسية في التحنيط، وهي عبارة عن زيت تخين مأخوذ من عصارة جذع النباتات.
· الملح “كلوريد الصوديوم”: يستخدم كبديل للنطرون، حيث يحتوي على 50% منه.
· شمع النحل: وهي المادة التي كان يستخدمها القدماء المصريين في عملية التحنيط ، لغلق العين والأنف والفم، مع التصاق الجروح، وهي قشور مجففة من أشجار في الهند والصين.
· النباتات: كان القدماء المصريين يستخدمون البصل للحفاظ على الجثث من التعفن، والتمر لتجفيف جوف الجسد.
· الأزهار: كانوا يضعون الأزهار على الجثة لتعطيرها، بالإضافة إلى نشارة الخشب والكتن لحشو جوف الجسد، ونبات الحناء لتجميل الجثمان.