تعرف على منطقة آثار كوم الشقافة المعروضة باحتفالية موكب نقل المومياوات
مقابر كوم الشقافة واحدة من أقدم مقابر العالم، وهي واجهة سياحية مميزة يُقبل عليها الزوار من مختلف دول العالم، حيث تتكون من سلسلة من المقابر والتماثيل والبقايا الأثرية لعبادة الجنائز الفرعونية، وبسبب الفترة الزمنية حينها، فإن العديد من سمات سراديب الموتى في كوم الشقافة تجمع النقاط الثقافية الرومانية واليونانية والمصرية.
ويعرض "القاهرة 24" في هذا التقرير أبرز المعلومات عن هذه المنطقة الأثرية التي عُرضت ضمن العرض الذي قدمه منذ قليل من الفنان خالد النبوي خلال احتفالية موكب نقل الموميات الملكية.
موقعها
تقع في حى كرموز غرب الإسكندرية وأطلق عليها هذا الاسم إحياءً للاسم اليونانى القديم «لوقوس كيرامايكوس» وتقع كوم الشقافة في المنطقة التي قامت فيها قرية راكوتيس، وهو الاسم الذي عرفت به عند الرومان، وذلك إحياءً للاسم الفرعوني القديم «ra-gadit» كما هو مذكور في نقش هيروغليفى من عهد بطليموس الأول.
وتعتبر من أكبر المقابر الرومانية العامة التى عثر عليها بالاسكندرية وتقع على حدود الجبانة الغربية فى الاسكندرية القديمة وترجع إلى القرن الأول الميلادى.
تسميتها
الجبانة من نوع "الكاتا كومب"، وهو اسم يطلق على المقابر المحفورة تحت سطح الأرض، وهو أيضا نوع من المقابر انتشر في القرون الثلاثة الأولى الميلادية، وجبانة "الكاتا كومب" هي الجبانة الرئيسية في منطقة كوم الشقافة، وحملت هذا الاسم نظراً للتشابه في التخطيط بينها وبين مقابر "الكاتا كومب" المسيحية في روما.
وتصنف مقابر كوم الشقافة كأحد الأمثلة الهامة للهندسة الجنائزية الرومانية حيث تم حفر سلسلة من السراديب، بعدة مستويات تحت الأرض، وتم استخدام المقبرة في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي واستمر دورها كقبر حتى القرن الرابع الميلادي.
محتوياتها
يوجد فى المنطقة 502 قطعة آثرية نادرة منها 39 تابوتا و17 تمثالا لأبو الهول، و156 قواعد وتيجان أعمدة، و7 ميازيب، بالإضافة إلى ما يقرب من 300 قطعة أثرية غير مصنفة.
تكوين منطقة آثار كوم الشقافة
تتكون المقبرة من سلم حلزوني موصل للطوابق الثلاثة و السلم درجاته السفلى أكثر ارتفاعا ثم يأخذ ارتفاع الدرجات في التناقص تدريجيا حتى يكاد ينعدم قرب سطح الأرض.
وتحتوي سراديب الموتى على عظام الخيول التي كانت مقابر للخيول الإمبراطور كركلا، كما تحتوي هذه المقابر الأثرية على توابيت مزينة بأكاليل من أوراق العنب، وعناقيد العنب، ورؤوس الميدوسا، بالإضافة إلى اللوكلي، أي نيشات صغيرة الدفن مستطيلة ومنحوتة في الجدران المستخدمة في الدفنات، وكذلك نيشات أخرى مربعة صغيرة منفذة في الجدران، حيث تم وضع الأواني التي تحتوي على بقايا آدمية.
وتضم منطقة آثار كوم الشقافة غير جبانة "كاتا كومب" الرئيسية:
مقبرة "شارع تيجران"؛ وعثر عليها عند بناء أحدى العمائر في منطقة كليوباترا و قد وجدت في حالة سيئة جدا و أستقر الرأي على إعادة بناء المقبرة في الفناء المكشوف في منطقة كوم الشقافة مع تثبيت الطبقة الجصية التي كانت تغطي أجراء من غرفة الدفن على جدران الغرفة.
مقبرة "سلفاجو"؛ وتنسب إلى سلفاجو اليوناني الجنسية و الذي كان يملك الأرض التي عثر فيها على المقبرة و إنقاذا للمقبرة جري نقلها و إعادة بناؤها في منطقة كوم الشقافة.
مقبرة "الورديان"؛ ويرجح أنها ترجع إلى عام 300ق.م و هي جزء من مقابر جبانة الورديان جرى نقلها إلى منطقة كوم الشقافة إنقاذا للمقبرة.
سيطرة المياه الجوفية
وعانت منطقة آثار كوم الشقافة من سيطرة المياه المياه الحوفية، ورجح خبراء أن السبب الرئيسي لتسرب المياه وزيادة منسوبها والرطوبة هو قناة المحمودية القريبة وتزايد التطور العمراني للحي الذي استمر في التسبب في تقشير القاعدة الصخرية التي تؤثر على زخرفة الإغاثة وتشجيع نمو الطحالب الخضراء وما له من آثار سلبية.
وفي 2017 بدأت وزارة الآثار حماية الموقع الأثري والمقابر من تسرب المياة الجوفية التي تمثل خطرا على تلك المنطقة الأثرية الواعدة، والتي يتم تجهيزها لتكون متحفا مفتوحا.
وذكر الدكتور مصطفى وزيري؛ أمين عام المجلس الأعلى للآثار في بيان صحفي حينها، أن المشروع يهدف إلى تقليل مستوى المياه الجوفية في الموقع وحماية المقابر من أي أضرار ناجمة عن تسرب المياه، وقد تحقق ذلك من خلال توفير نظام تقني لسحب مستوى المياه.
وذكر وزيرى، أن مشروع التطوير يهدف إلى تحويل موقع كوم الشقافة الأثرى إلى متحف فى الهواء الطلق سوف ينطوي على إنشاء مخطط عرض جديد للمصنوعات اليدوية، سيتم أيضا توفير طريق زيارة، وتتكون المقبرة من سلسلة من المقابر والتماثيل والأشياء الأثرية الاسكندرانية لعبادة الجنائز الفرعونية مع التأثيرات الهلنستية والرومانية المبكرة الرومانية.
وتم حفر ستة آبار بعمق 40 مترا، وتركيب عدد من المضخات الإلكترونية مع أنابيب الصرف الصحي، بعد إجراء جميع الدراسات المطلوبة.