التطعيم.. من أجلك أنت!
من ذا الذي يدَعي أننا نملك رفاهية الاختيار؟، ولمصلحة من يتم تعظيم نظرية المؤامرة؟، وما هو الهدف من وراء التقليل من مجهودات الدولة في مجابهة مرض كوفيد -19، والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
اليوم وحسب الموعد المحدد لي توجهت لمركز التطعيم كأحد أفراد الفريق الطبي بعدما سجلت اسمي علي موقع وزارة الصحة المخصص لذلك، وإن كنت أصررت أن أتأخر في التسجيل في الأيام الأولي لإنطلاقه لمحدودية الجرعات المخصصة، والموردة لمصر في المرحلة السابقة، والتي كانت تتطلب أن تكون نظرتي لأولوية تطعيم الزملاء العاملين في مستشفيات العزل المختلفة قبلي.
وجاء دوري للتطعيم متذكراً تلك الدعوات التي حذرتني وأخافتني من تناول التطعيم أُثناء جائحة إنفلونزا الخنازير H1N1-2009، والذي كنت من أوائل من تناوله منذ أحد عشر عاماً أو يزيد، وكان آنذاك سلاسل تخويف من التطعيم ترتب عليها أن توقفت مصر عن استيراد اللقاح بعد تلقي 1.908.000- من إجمالي المخصص، وهو 5 مليون جرعة- جرعة فقط، وذلك بسبب انخفاض طلب المصريين، وبلغ عدد جرعات اللقاح المستهلكة 1.377.810 جرعة، وظل ما مجموعة 530.190 جرعة غير مستخدمة.
اليوم وأنا في طريقي لمركز التطعيم كان توقعي أن يتم تطعيمي بلقاح "سينوفارم"، وبعد أيام معدودات اتناول جرعته الثانية وكفي، ولكني فوجئت بعرض التطعيم فقط بـ"أسترازينيكا"، وأن لديَ الفرصة حسب رأيهم في الإعتذار أو الرفض أو التأجيل!، ولم أعط نفسي فرصة للتردد، ووجدتني مقبلاً علي التطعيم وأخذت الجرعة الأولي، مستبعداً خيارات الإعتذار أو الرفض أو التأجيل.
نعم تابعت دوريات وتقارير ونشرات عديدة عن كل التطعيمات التي أقرتها منظمة الصحة العالمية والأخري التي في طريقها للإعتماد بعد تمام التجارب المتعلقة بها، وكان المشككون في بادئ الأمر ينكرون توجه الحكومة نحو سينوفارم، وأنها "تسترخص أو تستخسر"، وتتجه نحو تطعيم صيني، والذي تم استنفاذ الموجود منه في مصر أنها من باب أولي كانت تعاقدت مع تطعيم أمريكي أو إنجليزي!، وبعدما وفرته الحكومة استمرت تلك النغمة التشكيكية.
إن صراع الدول نحو التطعيم هو صراع يماثل صراع البقاء، ومن هذا المنطلق لابد أن ندرك أن الإحجام عن التطعيم بحجة عدم الفاعلية أو التشكيك لهو الهلاك أو التدمير الذاتي، نحن جميعاً من أصابتنا كورونا وكبدتنا تبعاتها وآلامها لم تغن عنا كل الإجراءات الاحترازية التي حرصنا عليها، وما زلنا الكمامة والمطهرات والتباعد الجسدي وغيرها، وندرك أنه لابد أن تعاونها وسيلة أخري كالتطعيم وإن تفاوتت نسبة فاعليته، إلا أنه الطريق الآمن نحو النجاة من المرض مع المحافظة على كل الإجراءات والإرشادات المتعلقة بالوقاية، وإذا كان هناك العديد من النظريات والآراء العلمية المختلفة عن نشأة ومصدر فيروس كورونا، إلا أن هناك إجماع علي أهمية التطعيم أياً كان نوعه للوقاية من كوفيد-19 طالما تم اعتماده لأن هذا التطعيم من أجلك أنت.