بعد نجاح أنشودة إيزيس.. هل يُمكن إدراج اللغة الهيروغليفية في المناهج المدرسية؟
دفعت أنشودة "ايزيس" والتي ابهرت الجميع عند تقديمها خلال العرض الفني الخاص بموكب المومياوات الملكية، والتي كانت باللغة الهيروغليفية، الكثير من المصريين للمطالبة بتدريس هذه اللغة لطلاب المرحلة الابتدائية ووضعها ضمن المناهج التعليمية.
عالم آثري: تدريس "الهيروغليفية" في المدارس يؤكد على احترام الشعب المصري لتاريخه.
في ذات السياق، قال الدكتور علي أبو دشيش، الباحث الأثري، إن إدخال رموز اللغة المصرية القديمة ضمن المواد الدراسية لطلاب المدارس، سيزيد من الوعي الأثري وحب الوطن، حيث أن دراسة اللغة المصرية القديمة بالخط الهيروغليفي تؤكد على الهوية المصرية واحترام الشعب المصري لتاريخه وآثاره، مشيرًا إلى أن الدكتور زاهي حواس نادى كثيرًا بتطبيق تلك الخطوة داخل المدارس المصرية.
وأوضح خلال تصريحاته لـ"القاهرة 24"، أنه ليس من الممكن أن يتم تدريس اللغة المصرية القديمة كمادة مثل اللغات الأجنبية الأخرى داخل المدارس، وذلك لما تحتويه على قواعد يصعب تعلمها، وبدلًا عن ذلك يجب تدريس طلاب المدارس "مدخل للغة" يساعدهم على معرفة حروفها وفهم الفرق بين رموزها المختلفة.
وأضاف:" مصر هي الدولة الوحيدة التي لديها علم يعرف باسم "علم المصريات"، لذلك يجب على الشعب المصري دراسة تاريخه"، قائلًا:" الدولة التي ليس لها تاريخ ليس لها حاضر".
وأكد العالم الأثري، على أن هذا يجب أن يكون متزامن مع تنظيم زيارات للطلاب للأماكن الأثرية والعمل على زيادة وعيهم اتجاه تلك المعالم الأثرية، خاصة بعد تنظيم مصر لموكب نقل المومياوات الملكية، الذي دفع الشعب المصري للبحث أكثر عن حضارة المصريين القدماء.
وكان الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصرية ووزير السياحة الأسبق، قد أكد في تصريحات سابقة، على أن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وعده خلال لقائه به بأنه سينفذ مطلبه بخصوص تدريس اللغة المصرية القديمة في المدارس الابتدائية.
وأضاف أنه اقترح على وزير التربية والتعليم، بتكليف معلمي مادة "الرسم" بتعليم الطلاب كيفية رسم الحروف الهيروغليفية والذي يبلغ عددهم 24 حرفًا.
وأشار حواس خلال تصريحاته إلى ضرورة بث برامج تليفزيونية عن الآثار وشرح الحضارة المصرية القديمة.
مدير متحف "ايمحوتب" بسقارة:- من الصعب تدريس "الهيروغليفية" كمادة لطلاب المدارس الابتدائية من جانبه.
قال الدكتور ممدوح فاروق، مدير متحف "ايمحوتب" بسقارة، أنه من الصعب أن يتم تدريس اللغة المصرية القديمة بالخط الهيروغليفي لطلاب المدارس خاصة المرحلة الابتدائية بنفس الطريقة التي يتم التدريس بها في الجامعات، مضيفًا أنها لغة "غير حية"، حيث يمكننا استخدام مصطلحات بسيطة منها فقط، لأنها تحتوي على قواعد من الممكن أن يصعب على طلاب تلك المرحلة استيعابها.
وأضاف في تصريحات لـ"القاهرة 24"، أن اللغة تتكون من طلاسم يقوم المختصين بدراستها ومن ثم فكها وترجمتها لغير المختصين، وهذا ما سيكون من الصعب على طلاب المرحلة الابتدائية القيام به، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يتم تدريس الحروف والرموز فقط في المدارس.
ولفت إلى أن القائمين على وضع المناهج التعليمية، بإمكانهم أن يضيفوا "ملحق" للكتاب الخاص بمادة الدراسات الاجتماعية التي يبدأ تدريسها بداية من الصف الرابع الابتدائي، يحتوي على رموز وعلامات اللغة المصرية القديمة، وذلك بالإضافة إلى توفير فيديوهات تعريفية للحضارات المصرية القديمة.
كما أقترح فاروق، أن يتم تطبيق تدريس مادة جديدة تحت مسمى "الهوية المصرية"، بديلًا لتدريس اللغة الهيروغليفية، على أن تتكون من أجزاء من الحضارات المصرية لتعريف الأطفال بالقيم والأخلاق التي كانت تسود في كل حضارة.
التعليم: خطة تطوير المناهج المستقبلية، تتضمن تطورًا واضحًا في تنمية وعي الطلاب الأثري
وأوضحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، في وقت سابق من اليوم، أن فكرة إدخال رموز الكتابة الهيروغليفية وما يقابلها من معاني باللغة العربية في المناهج تهدف إلى إطلاع الطلاب على تاريخهم القديم، بهدف المعرفة ورفع الوعي وإثارة اهتمام الطلاب بالكتابة الهيروغليفية، والتي كانت من أهم وسائل التواصل مع الحضارة المصرية القديمة وليس للحفظ.
وأضافت في بيان رسمي، أن المواد الدراسية كلها تتكامل في دعم تنمية وعي الطلاب الأثري والسياحي، لافتة إلى أن خطة تطوير المناهج المستقبلية تتضمن تطورًا واضحًا في تنمية وعي الطلاب الأثري والسياحي من الصف الرابع الذي سيتم تطبيقه العام القادم إلي نهاية المرحلة الثانوية.
