بين أسوأ عملات العالم.. ماذا حدث لليرة التركية؟
انخفضت الليرة التركية بنسبة 0.7% مقابل الدولار بعد أن سجلت تقلبات كبيرة خلال الجلسات القليلة الماضية.
وتراجعت الليرة التركية، اليوم الثلاثاء، مع اقتراب التضخم السنوي من أعلى مستوياته في عامين، بينما ارتفع مؤشر عملات الأسواق الناشئة إلى أعلى مستوى في أسبوعين مع تراجع الضغوط من الدولار وعائدات الخزانة الأمريكية، في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات أن التضخم في تركيا صعد إلى 16.19% على أساس سنوي في مارس الماضي مسجلا أعلى مستوى منذ منتصف 2019، ليستمر الضغط على محافظ البنك المركزي الجديد، شهاب كافجي أوغلو، للإبقاء على سياسة التشديد النقدي، وفق ما أوردته "رويترز".
وأدت الإطاحة بمحافظ البنك المركزي السابق ناجي أغبال الشهر الماضي، بعد 4 أشهر فقط في منصبه، إلى انخفاض الليرة إلى مستويات قياسية.
يأتي ذلك، فيما أقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان فجأة أربعة رؤساء بنوك في أقل من عامين، مما أضر بالمصداقية النقدية وساهم في تراجع العملة على المدى الطويل، مما أدى بدوره إلى ارتفاع التضخم الكلي عن طريق الواردات.
من جانبه، قال محافظ البنك المركزي التركي الجديد، شهاب كافاشي أوغلو، خلال تعهده بالعمل على تحسين السياسة النقدية، إن تخفيضات أسعار الفائدة لا ينبغي أن تؤخذ كأمر مسلم به ولا يعتبر أمرًا إيجابيًّا.
بدوره قال محلل أسواق العملات والأسواق الناشئة في كومرتس بنك، تاتا غوس، إذا رفض أوغلو تنفيذ رؤية أردوغان للسياسة النقدية، فلن يعني ذلك وجود ليرة أقوى - فهذا يعني فقط أنه لن يكون موجوداً لفترة طويلة جداً.
وأضاف، "أيا كان ما سيحدث بالفعل، فمن المرجح جدًّا في الوقت الحالي أن يفكر سوق العملات الأجنبية في هذا الاتجاه".
وارتفعت أسعار المستهلكين على أساس شهري 1.08% خلال آذار الماضي، وفقا لمعهد الإحصاء التركي.
ويقيس مؤشر أسعار المستهلكين التغيرات، التي تحصل في المستوى العام للأسعار، انطلاقا من تتبع سلة تشمل جميع السلع والخدمات المستهلكة داخل بلد معين.
كما ارتفع مؤشر أسعار المنتجين (الجملة) 4.13% على أساس شهري، و31.2% سنويا في آذار الماضي، وفقا للبيانات ذاتها.
وزادت أسعار السلع الوسيطة بنسبة 37.72% سنويا خلال الشهر الماضي في حين زادت أسعار السلع المعمرة بنسبة 29.68%، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الألمانية.
ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة إلى 19% في آذار الماضي، مشيرًا إلى مخاوف بشأن التضخم.