"شيء من كل شيء" علي الحجار ينتقل من تجديد دمائه إلى التغني بالفلسفة (خاص)
"فجأة بتغيبي عن عيني وتقولي خلاص سبتيني لا لا كده بكفاية مش كل يومين ليكي حكاية".. مثلت هذه الكلمات نقلة نوعية في أغنيات الفنان القدير علي الحجار، ليس في فحواها فقط، وإنما تركيبتها الموسيقية وإيقاعاتها الخاطفة التي اختلفت كليًا عن معظم "ستايلات" الحجار في أغنياته، تزامنًا مع اتكاله على نهج التجديد في المحتوى خلال آخر أعماله الغنائية.
مشوار الحجار الغنائي الممتد لقرابة نصف القرن يمتلك رصيدًا من الأغاني والألبومات لا يكفي لغنائها حفل يوم كامل ليؤديها جميعًا، مر على مختلف الألوان و"اللاستايلات"، وصولًا لتواجده حاليًا في زحام المجال الغنائي الغزير بتنوع "غرابته" ليظل الطرب الأصيل يعاني في الظهور وسط "ملكوت الراب والإلكترونيك شعبي"، ومع تطور شكل الأغنية نفسه تمكن علي الحجار من مواكبة "التجديد" عبر تغيير ملحوظ في دماء أغنياته خاصة الأخيرة منها منذ العام الماضي تزامنًا مع أزمة كورونا، بداية من أغنية "لو عايز" التي ظهر فيها بفيديو كليب طريف وخفيف ومبتكر من قلب الحجر الصحي في منزله.
ويبدو أن الحجار لم يكتف فقط في تجديد "دمائه" وتغيير لونه المعتاد خاصة في أغنيته الأخيرة "فجأة"، لكنه يسعى حتى لتغيير "موضوعات" أغانيه، والابتعاد قليلًا عن "تيمة" العاطفة والرومانسية وحتى الوطنية المتجسدة في أغلبية أعماله، ليقدم في أغنية جديدة لون "الفلسفة" الحياتية، حيث علم "القاهرة 24" أن الحجار انتهى من تسجيل أجدد أعماله الغنائية "شيء من كل شيء"، والتي يتعاون خلالها مع الملحن شادي مؤنس والشاعر ناصر رشوان.
ويلعب الحجار خلال "شيء من كل شيء" على وتر النظرة الفلسفية في أغنيته المنتظرة، حيث يتناول خلالها منظور "الاختيار" في الحياة، فمهما تمكن الإنسان من تحصيل 50 بالمئة من اختياراته سيتبقى له 50 بالمئة أخرى من الاحتمالات الأخرى التي كان من الممكن أن تغير حياته وكان من المحتمل تحقيقها، مع تسليط الضوء على فكرة "الرضا" و"الطموح" ومابينهما من تناقض أحيانًا في الحياة، فبعض الأشخاص يرضون بأمرهم الواقع دون تغييره أو دون النظر لاحتمالات أخرى، ومنهم من يرفض الخضوع للقدر ويقرر الطيران وراء طموحه والبحث عن اختيارات واحتمالات حياتية أخرى يمكن أن تغير مجرى حياته.