نائب رئيس وكالة الفضاء المصرية: خلال 5 سنوات سيكون لدينا أول رائد فضاء مصري (حوار)
قال الدكتور محمد خليل العراقي، نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، إن الوكالة تخطط لمشروع بناء 35 قمرا صناعيا تعليميا، من نوعية الكيوب سات لطلبة الجامعات، الذي سيبدأ من يوليو المقبل، مؤكدًا امتلاك مصر الخبرة، واهتمامها بإعداد النشء لانضمامهم لكوادر الوكالة.
وأضاف، في حواره لـ"القاهرة 24"، أنه جار الإعداد لأول رائد فضاء مصري، لافتا إلى أنه تم تحديد الجهات الوطنية التي ستشارك الوكالة في إعداد رائد الفضاء المصري والجهات الخارجية، وأنه سيتم خلال هذا العام سيكون هناك الخطوط الأولية والدراسة النهائية للبدء في تنفيذها.
بعد زيارة الشباب لفائزين بمسابقة "نوابغ فضاء العرب".. ما الفرص التي ستقدم وتدعم بها وكالة الفضاء المصرية هؤلاء الشباب وغيرهم من المهتمين بمجال الفضاء؟
نحن مهتمون بالنشء الجديد، وحديثي التخرج، ومراحل ما قبل الجامعي، حيث نقدم برنامجا سنويا لطلاب الجامعات، لحوالي 500 طالب من مختلف الجامعات المصرية، ثم نختار أفضل العناصر، ليكونوا ضمن كودار الوكالة، وذلك يتم بصورة دورية.
وفي المرحلة الثانية نحاول استيعاب المهتمين بعلوم وتكنولوجيا الفضاء، ممن يريدون إجراء دراسات، ودعمهم في صورة منح ماجستير ودكتوراه، ومن خلال ذلك يشارك كل من لديه الاهتمام، والقدرات الخاصة في هذا المجال، لتكون البداية للعمل بالوكالة.
تخطط الوكالة لمشروع بناء الـ35 قمرا صناعيا للطلبة والمختصين والمهندسين، ما تفاصيل هذا المشروع؟
نحن نملك الخبرة لإنتاج الأقمار الصناعية من النوع متناهية الصغر، حيث أطلقنا في 2019 قمرين، من محطة الفضاء الدولية، بناؤه وتصنيعه وتشغيله بالكامل كان من وكالة الفضاء المصرية، وبناءً عليه نهدف لبناء أقمار تعليمية، لتدريب طلاب الجامعات والمهندسين، وتم التعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجي، أن نمد 35 كلية، بالأقمار التعليمية، الملحقات الخاصة، وأجهزة التثبيت المختلفة والمواد، ونعتبرها نواة لمراكز تميز في هذه الجامعات، ويتعرف الطلبة من خلالها على ماهية الأقمار الصناعية والبرمجيات المختلفة.
وتم التوقيع على الاتفاقيات التنفيذية وسيبدأ من يوليو لمدة 3 أشهر إمداد الكليات بهذه الأقمار الخاصة بالتدريب.
فيما يخص المدارس.. هل هناك ورش تعليمية للطلاب للتوعية بمجال الفضاء؟
هناك برنامج لتعليم طلبة المدارس على عدة محاور، أولها ندوات وزيارت لمقر الوكالة؛ لتعريف النشء بأنشطة الوكالة المختلفة، وثانيها التدريب حيث نعمل حاليا على إنتاج مشروع قمر صناعي تدريبي لطلبة المدارس، وهناك نموذج "الكان سات" لقمر صناعي، يتكون من أنظمة فرعية بصورة مبسطة تماثل الموجودة بالقمر الأصلي، ووحدة اتصال لاسلكي للتواصل مع الكمبيوتر، ويقوم الطالب بتجميعه وعمل البرمجة الخاصة به، ويوضع الاتصال وربطه ببراشوت لإطلاقه من سطح مبنى، وبالتالي يمكن التواصل معه، لتعليم الطالب مهمة ومكونات القمر الصناعي.
ونخطط لإنتاج 100 وحدة لطلبة المدارس، وسنبدأ بمدارس "استيم" والتوسع للمدارس الأخرى، وإجراء مسابقات لمعرفة مقدار الاستيعاب والابتكار لهذه الوحدة التدريبية.
ما الذي تم تنفيذه في برنامج " الفضاء الوطني" حتى الآن؟
البرنامج تم تفعيله من العام الماضي وينقسم لـ6 محاور، بين بناء القدرات البشرية، بناء الأنظمة، البنية التحتية والتطوير الصناعي، استكشاف الفضاء، العلاقات الدولية والسياسات والتشريعات، والمحاور بها برامج ينبثق منها مشاريع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويكون هناك عائد مباشر وغير مباشر على الاقتصاد والمواطن.
كما أن المشاريع الموجودة منبثقة من محاور برنامج الفضاء الوطني، على سبيل المثال بناء القدرات البشرية تم تفعيلها من خلال الاهتمام بطلبة المدارس، الجامعات والدراسات العليا، وتدريب العاملين بالوكالة.
ماذا عن مشروع إطلاق أول قمر صناعي مصري في عام 2022؟
يعود هذا لمخطط الوكالة كمشروعات منبثقة من محور بناء الأنظمة الفرعية، وسنطلق عدة أقمار في خلال هذا العام والعام القادم، القمر الأول “مصري سات 2” بالتعاون مع الحكومة الصينية، وزنه 350 كيلو، ومخصص لغرض الاستشعارعن بعد، ومخطط إطلاقه في سبتمبر 2022، أما الثاني فهو القمر الصناعي التدريبي بالتعاون مع شركة ألمانية، ومخطط إطلاقه في ديسمبر 2022، وقمر استشعار من بعد وزنه حوالي 65 كيلو.
ما تفاصيل مشروع إعداد رواد الفضاء المصريين؟
نحن في خلال الخمس سنوات القادمة سيكون لدينا أول رائد فضاء مصري، وقمنا بدراسة أولية وتم عرضها على مجلس إدارة الوكالة، وطلبوا المزيد من الدراسات، من ثم حددنا الجهات الوطنية التي ستشارك الوكالة في إعداد رائد الفضاء المصري، والجهات الخارجية التي نحتاج للتعاون معا، وخلال هذا العام سيكون هناك الخطوط الأولية والدراسة النهائية للبدء في تنفيذها.
ما تفاصيل مشاركة 50 طالبا مصريا في بعثة لعدد من الدول المتقدمة في مجال الفضاء على نفقة وزارة التعليم العالي؟
نحن ندرب الجامعات كل عام، وسوف نختار أوائل 50 طالبا من الدفعة المدربة سيتم سفرهم لوكالات الفضاء العالمية، ومؤسسات فضائية في الخارج؛ ليطلعوا على أحدث ما توصل إليه العلم في مجال بناء الأنظمة الفضائية، وتم التعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لدعم البعثات لسفرالطلاب لمدة أسبوعين، وسيبدأ بداية من صيف العام الحالي، وجار عمليات فحص المتقدمين.
هناك اتجاه لزيادة سعة الإنترنت عن طريق استخدام الأقمار الصناعية.. حدثنا عنه
الأمر يعتمد على استخدام الأقمار الصناعية في التواصل للإنترنت، ونحن نعمل على ذلك من خلال استخدام الأقمار الصناعية في المدارات القريبة من الأرض لأغراض الاتصال والإنترنت، وهو مشروع جار الدراسة وسنبدأ فيه قريبا، في الوقت الحالي الأمر معتمد على طيبة 1 الذي يقدم خدمات الإنترنت.
ما أحدث ما توصلنا إليه في مجال التعاون العربي في المجال الفضائي؟
نحن نولي اهتمامنا بالتعاون مع الجهات الإقليمية والعربية، ومصر ستستضيف وكالة الفضاء الإفريقية، وجار التعاون مع الدول العربية ممثلة في الإمارات الشقيقة وبعض الدول العربية، لتوقيع ميثاق التعاون العربي، الذي سيتم من خلاله المشاركة لبناء الأقمار الصناعية وهناك مناقشات، وما هي المشاريع التي سنشارك فيها بعد التوقيع؟ ومنها القمر الصناعي العربي 813، وتدريب الكوادر من الدول العربية الشقيقة.
كيف ترى التطوير في قطاع الفضاء في مصر.. هل لدينا كوادر وإمكانيات مؤهلة؟
هناك خطوات قد تبدو متواضعة ولكن لدينا طموح لجعل مصر بلد فعالة في هذا المجال، من المقرر إطلاق أقمار أكبربمهام أعلى، والمساهمة من الجانب المصري ستظهر بشكل كبير، البداية ستكون من القمر الصناعي التجريبي ومشاركة مصر بنسبة 45%، والقمرالقادم سيكون بنسبة 60% حتى نصل إلى 100%.
والجزء الأساسي هو الكوادر البشرية، التي تعتمد الوكالة في التطوير، تشغيل وإطلاق الأقمار، ونتعاون مع المصانع الحكومية والقطاع الخاص في التصنيع الفضائي الجامعات ومراكز الأبحاث، حيث إن الوكالة لن تقوم بكل شيء وحدها يجب أن يكون هناك تعاون من الجهات الأخرى.