أميمة جادو تكتب: الجمال يأتيك من الخارج.. قراءة في "ذات الساق" لمحمد الدفراوي
بداية: الدكتور محمد الدفراوي، كاتب وأديب ومبدع متخصص، أي ليس مقتحما للمجال ولا هاويا، بل هو يحترف الكتابة الإبداعية منذ زمن طويل، غير أنه بعيد عن الأضواء لذا لم ينل من الشهرة اللائقة به كما ينبغي أن يكون له في مصاف كبار الكتاب والأدباء، فضلا عن تواضعه الجم وأسفاره وانشغالاته، مما أبعده عن الاقتحام مثل هؤلاء المنتشرين في كل محفل وندوة يطرقون الأبواب باستمرار وقد تُفتح لهم من فرط إلحاح لا من جودة إبداع.
أضف إلى ذلك شخصيته المتزنة التي تنطوي على اعتزاز كبير بالذات يليق بالنبلاء الكرماء الأصلاء، وهو لا يسعى كثيرا بدأب للنشر، ولا يضيع وقته بل يستثمره في مزيد من القراءات الموسوعية في مجالات عدة، ولم لا وهو الكاتب الروائي الموسوعي وقد كتب عدة روايات متنوعة التناول والأهداف، وغالبا ما تنطوي مضامين كتاباته على أهداف عظيمة ورسالة تبشيرية بالجمال والخير والحب والمثل العلا ونبل الأخلاق.
بمعنى أنه رغم فنية اللغة لديه فهو لا يكتب منطلقا من الفن للفن بل الفن لرسالة راقية موضوعة نصب عينيه مقدما، والمتابع له يلمس جوهر ذلك.
لذا اخترنا إحدى قصصه القصيرة وهي " قصة ذاتُ السَّاق"، وهنا نلقي بعض الضوء النقدي عليها:
أولا: هي قصة قصيرة مكتملة الأركان، لغة مكتنزة كثيفة شفيفة فصيحة باقتدار وتمكن، تعتمد على تقنية اللحظة والتقاط الحدث والتوسع به وتعميقه وصفا مورفولوجيا ظاهريا ووصفا نفسيا أيضا سيكولوجيا.
والوصف السردي العذب يعكس حالة خاصة جدا لبطل القصة "السارد العليم"، أعني البطل داخل القصة نفسها، سواء اتسق هذا البطل أو لم يتسق مع شخصية الكاتب وإن كنت أرجح الأولى.
بلا شك فكل ما يخطه قلم الدفراوي الماسي وفكره وموسوعية ثقافته هي إضافة حقيقية للمكتبة المصرية والعربية بل ولا أبالغ وإن قلت العالمية، وفي يقيني واعتقادي أن أسلوب كاتبنا هنا لا يقل روعة وبيانه لا يقل جمالا وفكرة عن أستاذنا العقاد، أو شكري أو المازني والحكيم والرافعي والغيطاني وغيرهم، وبلا مبالغة فإنه يجب أن يصف في مصاف أكثرهم فصاحة وبيانا وتكثيفا واكتنازا لجماليات السرد وما ينطوي عليه من معنى.
لقد قرأت العقاد وانا طالبة بالثانوي وكنت استوعبه.. ولكني هنا أقف مندهشة أمام النص لأقرأه مرات حتى أفك بعض شفيراته، وغموض مدهش يسلب القارئ ذاته باحثا عن المعنى المضمر، وهيهات.
لا من صعوبة وإن لم يخل من غموض لذيذ يستدعي القائ الباحث عن اللذة والمتعة أن يتفكر جيدا ويتدبر معانيه، أعني المباشرة وغير المباشرة أعني القريبة والبعيدة، أعني السطحية والمضمرة ومن يمتلك ناصية الثقافة واللغة مثل أديبنا الكبير، لا أظنه يكتب نصا عاديا سطحيا يشير لالتقاط المشهد فقط بل يتجاوز ذلك لأبعاد نفسية دلالية مثيرة للجدل حول الرمز كما سنوضح في تحليلنا.
كما يمكن القول إن الدفراوي لا يكتب للبسطاء والعامة لكنه يكتب لنوعية خاصة من جمهور المثقفين، المحيطين باللغة الفصحى وجمالياتها وتعدد أصواتها ومعانيها والإلمام بالسرد وتقنياته.
كما أن كتاباته تعكس ثقافته الموسوعية التي تعكسها الحالات المختلفة للقصص، ولم لا وهو القاريء النهم منذ الطفولة لمن يقرأ بعض ما تيسر من سيرته الذاتية التي كتبت ضمنا بين قصصه ومقالاته المنشورة.
وفي قصتنا موضوع القراءة الحالية، نقرأ بداية العتبة الأولى للنص وهو عنوانها الغامض، " ذات الساق" الذي يطرح التساؤل الأول من هي ؟ هل امرأة انثى، هل حيوان هل طائر هل جماد.. إلخ؟
ثم ينجلى النص قليلا، فنتوقع أنها ربما طائر يعرفه الجميع ولا سيما في الحقول، ربما حمامة أو يمامة أو عصفورة وربما أنه (طائر أبو قردان، أو أبو فصاد) حيث اللقطة المباشرة التي أشار إليها بالوصف أنها تكاد تكون بساق واحدة، لكنها (ذات الساق، حيث اخفت إحدى ساقيها بالريش).
ثم تداعيات المشهد النفسي الذي يؤكد على عبثية الحياة أحيانا وضياع الإنسان فيها، والوحدة، وتداعيات الغربة بكل مآسيها، والجوع، والاغتراب وتشاركية الطبيعة والتفكر في مخلوقات الله الغير انسانية نتعلم منها أحيانا ..مثلما نتعلم من النحل والنمل النظام والإدارة على سبيل المثال.
ولو أننا قرأنا النص عند هذا الحد، وهو جائز للقارئ العابر.. سنقول: الله وجميل ورائع والله ينور وما شابه، وهو عندي ظلم كبير للنص/ القصة وصاحبها الدفراوي من وجهة نظرنا المتواضعة.
ينطوي النص على أبعاد دلالية نفسية أخرى، تتعلق بنفسية البطل نفسه (كنت تائهاً في وحدتي أجتاز الوقت بمشاعر مختلطةٍ، محترقةٍ)، إن البطل هنا تسكنه حالة من التوهان والضياع والعذاب بشكل ما، ويبدو مغتربا في بلد غير عربية مهددا فنقرأ (أخاف أنْ يفاجئني أحدٌ مستفسراً عن هويّتي، فلا أجيبه)، والبطل متعب منهك جائع جدا (أخذ مني الإنهاك مأخذه، تركت جسدي يسقط على المقعد الخشبي، كذلك أتضوَّر جوعاً، فالفكر والوحدة يقوضان المعدة )
نلاحظ مفردات دالة نفسيا: ( الإنهاك/ أتضور جوعا/ الفكر/ الوحدة/ يسقط) وغيرها، وتظهر لنا ظاهرة الإسقاط النفسي واضحة في النص، فليس هو وحده المهدد بالضياع والقلق والوحدة والحيرة، بل إن هناك حالة موازية تكاد تشبهه وتشاطره العزاء، إنها تلك الطائر المجهول الذي لم نتعرف عليه بعد، ويكمن فيه رمز جديد آخر، ربما إشارة إلى امرأة ما تعاني ذات معاناتهما هو والطائر، كما سنرى .
تشير مفردات النص السردي البديع: (ضيئلة الحجم، تتفرَّس المَارّة، تترّصد ردود أفعالهم في حذرٍ وارتيابٍ، فحياتها محفوفةٌ بالمخاطر والعالم مصيدة كبيرةٌ، بدتْ لي جائعةً متعبة.. فيتسنى لها أن تلتقطَها كمن لم تتذوق طعاماً منذ أيام ...إلخ)
يتضح تماما التماهي ما بينه وبين الطير عبر اسقاطاته الرمزية عليها (حالة نفسية سيكولوجية)، وتماهي الطائر كرمز آخر يتماهى مع الرمز المرأة التي تسكن بواطن النص إلى حد كبير عند القراءة البينية الأكثر شمولية وتجريدا.
فالتماهي هنا (الشعور بالجوع لكليهما/ دالة حرمان نفسي أكثر من كونه بيولوجيا)، وضآلة حجمها يتماهى مع الغربة والوحدة للبطل، وحياتهما الخطرة، ثم الروعة تكمن في وصف العالم بأنه مصيدة كبيرة، كلاهما معرض لهذا الشَرَك وكلاهما عليه الحيطة والحذر والانتباه كي ينجو من مصيدة /شَرَك العالم بكل ما تنطوي عليه المصيدة من دلالات متنوعة خطيرة.
ثم يحدث التماهي مرة أخرى ما بينه وبين الطائر، حيث يأكل الطير حبات القمح المغرية اللامعة تحت ضوء الشمس، فيسعد البطل إلى حد ما عبر تماهيه واندماجه معها لشعوره بشبعها، فيتراجع احساسه بالجوع رغم أنه لم يأكل لكنه الشبع الوجداني والروحي من لحظات التماهي والتعلق بحالة خاصة غيبته لوقت ما عن كآبة العالم وشروره ومفاسده، إنها اللحظة الإشراقة في النص السردي، والإشراقة في روح ووجدان البطل، الذي يتحول من حالة "جوع" شديد في بداية القصة لحالة من الشبع الوجداني او الروحي او مايقترب منها كما ورد بنهاية النص وعندما يتحول الجوع لدى الوحيد المغترب كما هو واضح من تخوفه من السؤال عن هويته، كما ورد أيضا هذا التحول لمثله، من الظلم أن يؤخذ على أنه شاهد طائرا حذرا مفزوعا ولم يُسَمِه، لم يقل لنا ماهو هذا الطائر ولم يحدده مما يبرر لنا أنه وإن كان حقيقيا لكنه ينطوي كحالة عينية على دلالة رمزية أخرى وجدانية خالصة.
جاء في السرد الدال على ما ذهبنا إليه: (وكلما امتلأت حبّاً ازدادت اتساعاً، فتدغدغني ولا أحوِّل عيني بوقار، كل شيئ هاديء) هنا كلما أحس بشبع الطائر تراجع جوعه، وتدغدغت مشاعره معا .وهي لفظة دالة أيضا.
وهو يشعر أنها تحدثه، كأنه يشعر تماما بتعاطفها معه، ورغم حذرها الشديد وتلفتها وخوفها من كل العالم حولها، إلا أنها لم تحذره ولم تخف منه وهو يراقبها من بعيد كمن يسبر غور حالة انسانية أو امرأة يرقبها في صمت من بعيد ورمز لها الطائر، سواء جاء هذا قصدا أو لا وعيا.
إنه يتعاطف معها كأنها مثله وحيدة مغتربة تائهة ضائعة بين الأهوال ومصيدة العالم، فيواسيها بحنان انساني كبير هاديء صامت، يقول النص الرقيق المرهف الحس:
(كنت أشعر بالاعتذار نحوها، فهي سَخيّةٌ منذ القِدم لا تفتر عن تقديم كل أشكال المعونة للبشر، فلا يحصون لها خيراً ) كأنه يستشعر سخاءها وكرمها دونما تقدير من أحد لها .
وكأنها ترد عليه تبادله شعورا بشعور وتتماهى معه كما يتماهى معها عبر خيال مريح يمتص الكثير من شحنات القلق والتوتر والتعب والإنهاك النفسي، يقول :( بعدَما ألقتْ في رأسي جملاً جميلةً، شكَّلتني في تلك اللحظة بلا قصدٍ)، هنا يجب ان نتوقف، وهنا مايؤكد تفسيرنا لحالة التماهي بين البطل والطائر/الرمز الذي يتضح في النهاية أنه حمامة ومن سمتها الوداعة ورمز للسلام، فهي حاملة غصن الزيتون منذ الأزل وهي رسول المحبة عبر حملها للرسائل بين البشر (تقدم خدمات جليلة).
وماذا عن تلك الجُمل التي سمعها من الطائر/أنثى الطائر فهي (ذات الساق. والمعلقة) ألا يثير هذا داخلنا سوى متعة القص؟
لا.. استحالة.. ثمة متعة اخرى هي للرمز.. للغموض.. فهل كان بطل قصتنا سليمان الحكيم الذي يفهم لغة الطيور؟ بالطبع هو لا .. ونعم. لا: لو أخذنا اللقطة المباشرة سنجد تناقضًا واضحًا؛ لأن الطيور وإن كانت لها لغة لا يفهمها إلا سليمان وسليمان فقط.
لكن عندما يشف الإنسان وتشف روحه وترتقي نفسه قد يسمع همسا ومناجاة للطيور/الرمزية ربما تنطوي على معان يستدعيها في نفسه أو يتوهمها.. هي حالة وجدانية روحية خالصة يعيشها البطل مع ذات الساق "المعلقة"/ ربما امرأة متعبة مغتربة وحيدة معلقة "بين السماء والأرض" كحمامة في وداعتها وسلامها، إنه يسمعها ويفهمها ويترجم لغتها لدرجة يبقى تأثيرها ساحرا بنفسه كما هي تأمنه لا تخافه، تلقي إليه بجمل بريئة عفوية دون قصد، فتشكل وجدانه، فيستشعر حالة من الشبع الروحي، وهو الشبع الأجمل فيتقلص الجوع الشديد.. والجوع الشديد لا يتقلص ويتراجع لأنه إحساس بيولوجي بحت. قدم به الكاتب لقصته، وهو دال جدا.. على حالة خواء ليس بالمعدة فقط بل بالنفس والوجدان من أثر غربة ووحدة ..ثم ليتراجع الجوع كثيرا الى حالة من الشبع الوجداني والروحي بعدما يفهم منها كلمات، يستشعر لغتها الغامضة، التي تنطوي على جمال، وبالتالي فالجمال يأتي من الخارج أحيانا، وليس بالضرورة ممن حولنا من ذوي القربى، بل من كل مفردات الكون، وجمال الطبيعة ليس بحاجة إلى برهان لأنه موجود منذ الأزل.
تحياتي واحترامي وتقديري للكاتب الذي يمتلك أدواته اللغوية والفنية معا ولقصة ماتعة وسرد مدهش، وهو ليس بغريب عليه، إن كل إبداعاته تنتهج نفس النهج المتميز، والصوت المتميز والأداء المتميز بحيث يمكن للقارئ المتابع له أن يميز أسلوبه المتفرد عمن سواه.
انتهت القراءة النقدية والآن نورد للقارئ نص قصة ذات الساق للدكتور محمد دفراوي
بعد ساعةِ من المشي، كنتُ أشعرُ بالحاجةِ إلى الجلوسِ بعدما أخذَ مني الإنهاكُ مأخذَه، تركتُ جسدي يسقطُ على المقعدِ الخشبي، نُصِب للمنهكين،
نالت منه عواملُ الزمنِ.
جلستُ شابكاً أصابعي في صمتٍ رهيبٍ، أوزّعُ نظراتي من غيرِ عدلٍ بين سياراتٍ تسحق أطناناً من الأسفلتِ وأرصفةِ سحريةٍ وغيومِ غير نقيةِ تماماً، وعابرين في عابرين جاءت بهم الحياةُ بشكلٍ غير مقصودٍ أمامي، لايثيرونَ ضجّةً كأنهم تأخروا في العودةِ إلى بيوتهم.
كنتُ تائهاً في وحدتي أجتازُ الوقتَ بمشاعرٍ مختلطةٍ، محترقةٍ، أخافُ أنْ يفاجئني أحدٌ مستفسراً عن هُويّتي، فلا أجيبهُ، ولستُ قلقاً من ذلك فأنا أحملُ في رأسي ضوءًا من سيّارةٍ عابرةٍ يولدُ في أكمةٍ ملتفةِ الأشجارِ، ولستُ نافلةَ العالمِ ولا شيئا زائداً عليه.
قُبالتي وقفت ضيئلةُ الحجمِ، تتفرَّس المَارّةَ واحداً واحداً، تترّصدُّ ردودَ أفعالِهم في حذرٍ وارتيابٍ وهي تمزّقُ النهارَ بنظراتها الحيرَى إرباً إرباً، فحياتُها محفوفةٌ بالمخاطرِ والعالمُ مصيدةُ كبيرةٌ، تُعلِّقُ إحدى ساقيها في ريشِ صدرِها، بدتْ لي جائعةً متعبةً، قلبُ الحقيقةِ أنها فتحت عيني على عالمٍ عظيمٍ غير عالمي !
مع الوقتِ بدأتُ كذلك أتضوَّرُ جوعاً، فالفكرُ والوحدةُ يقوضان المعدةَ، اللعابُ يملأُ صحنَ فمي من روائحِ الطعامِ المتناثرةِ كالغبارِ، لكني لا أرغبُ الآن في الانصرافِ عنهَا لأي شيىء، فحبَّات البُرِّ يلمعنَ بالضوء عند أقدامِ العابرين، وتتسعُ حدقتاها كالصحن تملؤه الحبات ُ اللاتي يُظهرْنَ أفضلَ ما لديهنَّ، تترَّقب بساقٍ مُعلَّقة ٍحتى يفرغَ الطريقُ وتنتهي عمليةُ سحقِ الحبِ، فيتسنى لها أن تلتقطَها كمن لم تتذوق طعاماً منذ أيامِ، تنزلقُ الحبَّاتُ باندفاع من أعلى المنقارِ إلى مؤخرةِ العنقِ لتستقرَّ في تجويفِ الحويصلةِ، صومعةُ الغلالِ، وكلما امتلأت حبّاً ازدادت اتساعاً، فتدغدغني ولا أحوِّل عيني بوقار، كلُ شيئِ هاديء، تتوقفُ كلما سمعت حِساً وكأن العالمَ يتآمرُ ضدها تحدِّق بعيون مفجوعةٍ وأنفاسٍ متسارعةٍ يسمحان لها بتحديدِ اتجاهِ الصوتِ بدقةٍ متناهيةٍ، كنت أشعرُ بالاعتذارِ نحوها، فهي سَخيّةٌ منذ القِدم لا تفترُ عن تقديمِ كلَّ أشكالِ المعونةِ للبشرِ، فلا يُحْصُون لها خيراً، في الأثناءِ حطَّتْ بالجوار حمامتان، اقتربتا منها كأنهما يتعرفان عليها، بادرها أحدهما : يهدلُ ويهدلُ بصوتٍ منخفض ٍ ناعمِ مسجوعٍ كنشيدِ إنشادٍ يرفرفُ بجناحيه، ألزمها مكانَها!
كلما تحركت حاصرها في أي اتجاه بغرض إذعانِها !
كانَ جوعي يتباطأ شيئاً فشيئاً، ويسري الدمُ في عروقي، فذاتُ الساقِ المعلَّقةِ أبقتني - في هدوء - مُنسجماً مع العالمِ من حولي،
فليس بالضرورة كل من حَملَ رأساً بين كتفيه صار لي مُعلماً، بعدَما ألقتْ في رأسي جملاً ومعان جميلةً، شكَّلتني في تلك اللحظة بلا قصدٍ، وأرتشفتها كشراب مُسكَّرٍ في فمي، يتغلغل في قلبي وعقلي وروحي، فالجمال الحقيقي يأتيك من الخارجِ .