حكم ترك الصلاة في رمضان
ساعات معدودة تفصلنا على شهر رمضان المبارك، وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تنص على عدم قبول صيام تارك الصلاة، بل ولا يقبل منه أي عمل يقوم به مع الصيام، وذلك تحت مسمى ترك الصلاة يعني كفرًا، والكافر لا يتقبله الله ولا يقبل أعماله، فما حكم ترك الصلاة في رمضان؟
لذلك أوضح الأزهر الشريف ودار الافتاء المصرية، حكم ترك الصلاة أثناء صيام شهر رمضان المبارك، وأجابت على تلك السؤال من خلال موقع دار الالكتروني للفتاوى.
رأي الأزهر الشريف
وحول حكم ترك الصلاة أثتاء الصيام، قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، "من يصوم ولا يصلي يكون قد أقام ركنًا من أركان الإسلام وهدم ركنًا آخر، فهو كمَن آمن ببعض الكتاب وكفر بالبعض الآخر، وهؤلاء توعدهم الله بأشد العذاب يوم القيامة".
أضاف، أن الإسلام دينٌ كاملٌ ومتكاملٌ تَشُدُّ أركانه بعضُها بعضًا، فلا يليق بالمسلم الذي يخشى الله ويتقيه أن يأتي ببعض الأركان ويترك البعض الآخر.
كما قال أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن ما يتم تداوله في تلك المواقع ما هو إلا جهل وخطأ فادح، حيث إن الصيام ركن من أركان الإسلام الخمسة التي يُلزم بها كل مسلم، والتي تشتمل على الشهادتين، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا، حيث إن جميعها فرض منفصل ويجب أن لا يتهاون المسلم مع أي منها.
رأي الإفتاء
أشار الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، في اجابته على موقع دار الالكتروني للفتاوى، "كل عبادة من هذه العبادات المفروضة لها أركانها وشروطها الخاصة بها، ولا تَعَلُّق لهذه الأركان والشروط بأداء العبادات الأخرى، فإن أدَّاها المسلم على الوجه الصحيح مع تركه لغيرها من العبادات فقد أجزأه ذلك وبرئت ذمتُه من جهتها، ولكنه يأثم لتركه أداء العبادات الأخرى".
وأكد أن من صام وهو لا يصلي فصومه صحيح غير فاسد؛ لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة، ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، وتابع قائلًا: "أما مسألة الأجر فموكولة إلى الله تعالى، غير أن الصائم المُصَلِّي أرجى ثوابًا وأجرًا وقَبولًا ممن لا يصلي".