عبد الملك بن مروان.. أول من غدر في الإسلام ونهى عن الأمر بالمعروف
تحل اليوم ذكرى تولي عبد الملك بن مروان الخلافة، فاستطاع تثبيت أركان الدولة الأموية والقضاء على الكثير من الثورات عليها والتوسع بها.
وعبد الملك بن مروان هو أول من سمي في الإسلام عبد الملك، ويروى أنه قبل الخلافة كان عابدًا زاهدًا ناسكًا بالمدينة حافظًا للقرآن، وقد ذُكر في سجاياه وحسن تدينه قبل الخلافة الكثير، فيذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء أن عبد الملك بن مروان أول من صلى في المسجد بين الظهر والعصر وبعض فتية معه كانوا إذا صلى الإمام الظهر قاموا وصلوا إلى العصر.
وكان عبد الملك بن مروان أول من ضرب الدنانير وكتب عليها القرآن الكريم، حيث كتب عليها "قل هو الله أحد" وفي الوجه الآخر "لا إله إلا الله" وطوقه بطوق من فضة وكتب فيه ضرب بمدينة كذا وكتب خارج الطوق "محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق".
يروى أن عبد الملك بن مروان أول من نهى عن الكلام في حضرة الخلفاء، وأول من نهى عن الأمر بالمعروف، وأول من غدر في الإسلام، فعندما تولى عبد الملك الحكم قتل عمرو بن سعيد بن العاص بعدما أعطاه الأمان.
وقد شهد حكم عبد الملك توطيدًا لحكم بني أمية، فقد استخدم الحجاج بن يوسف في توطيد أركان الدولة، فقتل عبد الله ابن الزبير في المسجد الحرام، بعدما ضرب الكعبة بالمنجنيق، كما تصدى عبد الملك لثورات الخوارج وتصدى لأطماع الروم في الدولة الإسلامية.
لما دنا الموت من عبد الملك بن مروان قال: والله لوددت أني كنت مذ ولدت إلى يومي هذا "حمالا" ثم أوصى أبناءه بتقوى الله ونهاهم عن الفرقة والاختلاف. وخص ولي عهده وليد فقال: يا وليد اتق الله فيما أخلفك فيه، إلى أن قال وانظر الحجاج فأكرمه فإنه هو الذي وطأ لكم المنابر، وهو سيفك يا وليد، فلا تسمعن فيه قول أحد، وأنت إليه أحوج منه إليك، وادع الناس إذا مت إلى البيعة فمن قال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا.
ولما احتضر عبد الملك دخل عليه الوليد فقال عبد الملك:-
كم عائدًا رجلا وليس يعوده.... إلا ليعلم هل يراه يموت؟
فبكى الوليد، فقال عبد الملك ما هذا أتحن حنين الأمة؟ إذا أنا مت فشمر وائتزر، والبس جلد النمر، وضع سيفك على عاتقك، فمن أبدى ذات نفسه فأضر عنقه ومن سكت مت بدائه.