ما هو حكم ترك القرآن في رمضان؟
يمتاز شهر رمضان بالعديد من الفضائل، حيث أنزل فيه القرآن، قال الله (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، ويتضمن ليلة القدر التي بين النبي أنها خير من ألف شهر، فرمضان موطن إجابة للدعاء، وللصائم فيه دعوة لا ترد، ولا يعرف الكثيرون أن القرآن ركن أساسي من أركان شهر رمضان الكريم، وفي التقرير التالي نرصد حكم ترك القرآن في رمضان.
فضل قراءة القرآن في رمضان
وتعد قراءة القرآن فى رمضان من أحب الأعمال إلى الله فقد أثنى الله على عباده قائلًا “إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور”.
أنواع هجر القرآن
هناك عدة أنواع وأشكال لهجر القرآن منها:
- عدم سماع القرآن وفعل أي شيء من لغط وكلام حتى يلتهوا عنه عند تلاوته ولا يصغوا إليه.
- عدم تنفيذ أحكامه من حلال وحرام وعدم العمل بما جاء به حتى إن كان مؤمنًا به.
- عدم العمل بأصول الدين أو فروعه.
- عدم فهم وتدبر معاني القرآن.
- عدم استخدام القرآن في التداوي وشفاء أمراض القلوب.
حديث عن هجر القرآن
ورد في الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ الذي ليس في جوفِه شيءٌ من القرآنِ كالبيتِ الْخَرِبِ)، وفي الحديث شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- من لا يحفظ شيئًا من القرآن الكريم بالبيت الخرِب؛ أي البيت الذي لا يصلح للسكن ولا يسكنه أحد، وتبقى فيه الحيوانات السائبة كالغربان والبوم، ويستخدمه الناس لقضاء حوائجهم.
وفي نفس السياق؛ فإن القلب الذي لا يعمره القرآن أيضًا كالبيت الخرب الذي لا تنزله الملائكة، ولا ينال رحمة الله.
علاج هجر القرآن
إنّ من طرق العلاج لهجر القرآن الحرص على وجود وردٍ يلتزم به المسلم في يومه ويحافظ عليه، ويؤثر القرآن الكريم على انشغالات الدنيا ويحسن قراءته وتدبيره.
ويعد من أفضل الأوقات لذلك في الصباح الباكر وذلك لوجود البركة في هذا الوقت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بُورِكَ لأُمَّتِي في بُكورِها).
والحرص على قراءة كلام الله واستشعار رسائله والعمل عليها وتطبيقها، والابتعاد عن الاستماع عن كل ما يُبعده عن فهم القرآن الكريم ومقاصده، ولا بد من احترام كلام الله وتعظيمه وعدم مقاطعة وقت القراءة بأمورٍ أخرى.
ومن الأمور التي لابد من مراعاتها أن يطبّق المسلم آداب تلاوة القرآن الكريم، ومنها حُسن الاستماع إليه مع تحقّق الإنصات له والتركيز التامّ بما يُقرأ من آياته.
وهناك بعض أوقات الفراغ التي يستطيع المسلم استثمارها لتلاوة القرآن الكريم، ومن لا يتقن القراءة جيّدا ويحاول جاهداً أن يحسّن تلاوة القرآن فإنّ أجره مضاعف؛ حيث له أجر المشقّة وأجر التلاوة.
ومن الأمور المعينة على عدم الهجر تطبيق ما يرد في القرآن من الأحكام واجتناب النواهي، بالإضافة إلى الحرص على تحسين القراءة تجويداً وترتيلاً، قال صلى الله عليه وسلم: (تعلَّموا القرآنَ، واقرءُوه، فإنَّ مثلَ القرآنِ لمن تعلَّمه فقرأه وقام به كمثلِ جرابٍ مَحشُوٍّ مسكًا، يفوحُ ريحُه في كلِّ مكانٍ، ومثلُ من تعلَّمَه فيرقدُ وهو في جوفِه كمثلِ جرابٍ وُكِئَ على مِسكٍ).
ومن الجميل أن يحرص المؤمن على ختم القرآن الكريم، فإذا أنهى خِتمةً بدأ بختمةٍ أخرى، وخير قدوة لنا السلف الصالح؛ فمنهم من كان يختم القرآن الكريم في كل شهرين، ومنهم من كان يتلوه كاملاً كل شهر، وآخرون كل عشر ليال ختمة وآخرون أقل من ذلك، مع الحرص على تدبّر ما جاء به من المعاني والعظات.
عواقب هجر القرآن
لهاجر القرآن جزاء يختلف على حسب نوع هذا الهجر ومن نوع الهجر يكون الجزاء، ويكون جزاء الكفر لمن ترك القرآن ولم يؤمن به ولم يصدق ما جاء به، أو المعصية وذلك لمن آمن بالله وبالقرآن ولكنه لم يقم ينفذ أوامره والإمتناع والبعد عن تعاليمه.
مدة هجر القرآن
هجر التلاوة إنما يكون بالإعراض عن المصحف وعدم القراءة ولو ليوم، وكلما طالت المدة كلما تحقق الهجر، هذا ولم نطلع على أقوال لأحد من أهل العلم قد حد الهجر بأيام معدودة.
ووردت روايات عن بعض أهل العلم في أكثر مدة يختم فيها القرآن، فروى الحسن بن زياد عن أبي حنيفة أنه قال: من قرأ القرآن في كل سنة مرتين فقد أدى حقه لأن النبي صلى الله عليه وسلم عرض على جبريل في السنة التي قبض فيها مرتين، وقال أبو الليث في البستان : ينبغي للقارئ أن يختم في السنة مرتين
إن لم يقدر على الزيادة، ونص أحمد على كراهة تأخير ختم القرآن أكثر من أربعين يومًا بلا عذر، لأن عبد الله بن عمرو: سأل النبي صلى الله عليه وسلم، في كم تختم القرآن؟ قال في أربعين يومًا. رواه أبو داود والترمذي والنسائي.
خطورة هجر القرآن
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى هجر القرآن في كتابه العزيز في قوله : {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} وهي تحمل في معناها الكثير من الأشكال والأنواع للهجر ولا تقتصر على عدم قراءته فقط ولقد حذرنا الله ورسوله من هجر القرآن وذلك لما به من خطورة على العباد وبعد عن الله ولقد تم ذكر ذلك في العديد من الآيات والأحاديث الشريفة .
