الأردن ومصر في 100 عام.. خبراء: ميلاد تحالف عربي استراتيجي ولا يمكن للشرق الأوسط أن ينهض بدون القاهرة
تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية اليوم الأحد بالذكرى المئوية على تأسيسها عام 1921، من قبل الأمير عبد الله الأول بن الحسين، بعدما أعلن عن تشكيل حكومة مركزية شرق الأردن، باسم حكومة الشرق العربي، قبل أن يتم استقلال المملكة الأردنية عن الانتداب البريطاني، وفقًا لمعاهدة جرى الاتفاق عليها لندن ليتم الإعلان عن الملك الأول للأردن الملك عبد الله الأول بن الحسين.
الأردن والثورة العربية الكبرى
وتعليقًا على نشأة المملكة الأردنية الهاشمية، قال الدكتور محمد القطاطشة، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأُردنية، في تصريحات لـ"القاهرة 24" إن الأردن تمثل فكرة من أفكار الثورة العربية الكبرى، إذ أنشأت عقب التمدد الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، بهدف إنشاء بؤرة عربية في محاولة لمواجهة التمدد، بعدما كانت الوكالة الصهيونية تشتري الأراضي في فلسطين، بمباركة بريطانية.
وفي ذات السياق، أضاف الدكتور حسن الموني، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية، أن الأردن ولدت من رحم الحرب العالمية الأولى، وأحداث الصراع العربي الإسرائيلي بداية من وعد بلفور.
وأشار في تصريحات لـ"القاهرة 24"، إلى أن المملكة الأردنية استطاعت أن تحفر لها مكانة إقليمية ودولية، باعتبارها فاعلًا رئيسيًّا في السياق الإقليمي، كصانع للسلام، وثاني أكبر دولة استيعابًا للاجئين في المنطقة، ولها دور في مكافحة الإرهاب.
الأردن في 100 عام
واستكمل الدكتور محمد القطاطشة، أن الأردن مر بـ 4 ملوك منذ نشأتها بداية من الملك عبد الله بن الحسين، ثم الملك طلال بن الحسين، وتميز بإنشاء دستور 1952 وهو المعمول به حاليا، وخلفه الملك حسين، ويمسى الملك الباني، إذ شهدت فترة حكمه اختلالات إقليمية من بينها فقدان المملكة الأردنية للضفة، واحتلال الضفة في عهده في النكسة العربية، وأخيرًا الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ويدعى المعزز، لتعزيزه للدور الأردني خارجيًا.
مصر والأردن في 100 عام
وأضاف الدكتور محمد القطاطشة، أن العلاقة المصرية الأردنية مرت بالعديد من النقاط الرئيسية من ببينها اشتراكهما في تأسيس الجامعة العربية، بصياغة بروتوكول الإسكندرية المؤسس للجامعة، والترابط الأردني المصري خلال فترة الصراع العربي الإسرائيلي.
واستطرد لـ "القاهرة 24"، أن الأردن يؤمن بالعمل الوحدوي العربي، لذلك تحرص الأردن على العلاقات الجيدة مع القاهرة، وأبرزها ما جرى في السنوات الأخيرة، من خلال الزيارات المكوكية التي تجريها مصر والأردن للتنسيق التام في كافة القضايا وعلى رأسها القضايا في ليبيا واليمن.
وأشار إلى أن العلاقات المصرية الأردنية وصلت إلى أقصى درجات الترابط، بداية من انطلاق المحور العربي خلال العام الماضي عندما استقبل الملك عبد الله الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي، لتكوين حلف عربي في كافة المجالات الاقتصادية، والسياسية.
وأردف، القطاطشة، أن العلاقات الأردنية المصرية، تؤكد على بدء ميلاد تحالف عربي استراتيجي أساسه الأردن ومصر والعراق، والقاهرة وعمان، يعون دورهم العربي بعدم ترك العراق لإيران، للانفراد بها، وضرورة إعادتها للحضن العربي، في ظل أن التنسيق العربي حاليا يعيش أسوأ حالاته.
وفي سياق متصل، يرى الدكتور حسن الموني، أن علاقة الأردن بمصر علاقة حتمية استراتيجية، وتعبر عن نضوج عالي، والأردن ومصر لاعبين رئيسيين في الإقليم فيما يخص الاستقرار العربي والسلام العربي.
واستمكل أن العلاقات السياسية بين البلدين، شهدت خلال السنوات الأخيرة حالة غير مسبوقة من التنسيق عالي المستوى في كافة المجالات الاقتصادية والتنموية.
وأكد على أن الأردن ينظر إلى مصر باعتبارها مركز القلب العربي، ولا يمكن الحديث عن أمة عربية دون قيادة مصر، ولا يمكن لمصر إلا أن تكون قائدة للعرب، ولا يمكن للعالم العربي أن ينهض دون مصر.
السيسي وملك الأردن
وتعقيبًا على رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الملك عبد الله الثاني، بمناسبة الذكرى المئوية للملكة الأردنية الهاشمية، قال الدكتور محمد القطاطشة، إن الرسالة تؤكد على العلاقات الأردنية المصرية، إذ يمكن أن تصل في القوت الحالي إلى تكوين حلف عسكري أردني مصري، وتنضم إليه باقي الدول العربية مستقبلا، مشيرًا إلى أن مصر والأردن لم يختلفان على أي من الملفات العربية، خلال 100 عام.
في حين قال الدكتور حسن الموني، إن رسالة الرئيس السيسي، تمثل رسالة أخ لأخيه، فمصر هي الشقيقة الكبرى للقيادة الأردنية والشعب الأردني، كما أن مصر هي جوهر القلب العربي، ورسالة السيسي تعبر عن تضامن مصر مع الأردن.
