محلل سياسي روسي: موسكو ملتزمة بعدم الإضرار بالأمن المائي لمصر.. وسياحنا يترقبون عودة الطيران (خاص)
شهدت زيارة سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، اليوم الاثنين، إلى القاهرة، إجراء مباحثات مصرية روسية لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين في العديد من الملفات المشتركة في مقدمتها الاقتصاد والملفات الإقليمية والدولية.
وخلال زيارته التقى وزير الخارجية الروسي، الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره سامح شكري وزير الخارجية، لبحث العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية، والقضايا الإقليمية والدولية المشتركة.
موسكو تسعى لزيادة العلاقة الاقتصادية مع مصر
وتعقيبا على زيارة لافروف، يقول أندريه مورتازين، محلل سياسي روسي، إن العلاقات المصرية الروسية هي علاقات استراتيجية ممتدة وجرى تطويرها بدخول اتفاقية التعاون والشراكة الاستراتيجية الموقعة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتن، حيز التنفيذ، في يناير الماضي.
وأضاف، في تصريحات لـ"القاهرة 24"، أن زيارة وزير الخارجية الروسي اليوم للقاهرة ركزت على بحث العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بعدما جرى تخفيض التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي إلى مليار دولار بسبب جائحة كورونا، قبل أن تعاود الصادرات بين البلدين الصعود مجددا لتصل إلى 4 مليارات دولار.
وأشار مورتازين إلى أن موسكو تسعى إلى زيادة العلاقات الاقتصادية بالقاهرة لأعلى مستوى، مضيفًا أن الزيارة تعلقت بمواصلة بناء محطة الضبعة النووية الذي تعده روسيا مشروعا ضخما لإنتاج الكهرباء في الشرق الأوسط، كما أن روسيا تسعى للمشاركة في المنطقة الصناعية المقرر بنائها بمنطقة قناة السويس، إلى جانب تزويد مصر بقطارات السكك الحديدية المتطورة.
عودة سوريا إلى الجامعة العربية
واستكمل المحلل السياسي الروسي أن زيارة لافروف للقاهرة جاءت للتشاور فيما يتعلق ببعض الدول العربية كون مصر تمثل قيادة سياسية عربية مهمة في المنطقة، لبحث ضرورة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ودعم استقرار الداخل السوري.
وفي ذات السياق، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة وزير الخارجية الروسي، جاءت في وقت حساس لكافة الدول العربية، كونها تمثل دورا أساسيا في المجتمع الإقليمي والدولي.
وأضاف، في تصريحات لـ"القاهرة 24"، أن الزيارة تدل على ذكاء الخارجية المصرية، لتدشين مرحلة جديدة للدبلوماسية المصرية دون استبدال أحد مكان أحد، وفقا لما ذكره وزير الخارجية الروسي، في إشارة منه بعدم استبدال الولايات المتحدة الأمريكية في إدارتها الجديدة بالسياسة الروسية.
الاستقرار الليبي بالتنسيق مع مصر
وبالنظر إلى التطورات الليبية، أوضح أندريه مورتازين أن روسيا تحرص على التواصل مع مصر لاستقرار الأوضاع في ليبيا عقب انتخاب حكومة جديدة.
وأضاف أنه تجري مباحثات سرية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، فيما يتعلق بليبيا، إلى جانب دعم كافة الأطراف الليبية في شؤونهم الداخلية.
وفي سياق متصل، يرى أستاذ العلوم السياسية أن روسيا في الأراضي الليبية تلتزم بالمواقف المصرية، خاصة أن موسكو لها دور على الأراضي الليبية لما يربطها بتركيا من علاقات أخرى.
روسيا ملتزمة بعدم الاضرار بالأمن المائي المصري
وبالحديث عن تطورات أزمة سد النهضة الإثيوبي، أشار أندريه مورتازين، المحلل السياسي الروسي، إلى أن زيارة وزير خارجية بلاده للقاهرة، جاءت لتأكيد الموقف الروسي المحايد بالعمل على حل الأزمة دون الإضرار بالأمن المائي والاقتصاد المصري.
وفي نفس السياق يضيف الدكتور طارق فهمي أن روسيا تعمل على حل أزمة سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، في نطاق الاتحاد الإفريقي وفقا لمصالح كلا البلدين.
القضية الفلسطينية وعودة الطيران الروسي
وأشار مورتازين إلى أن روسيا تلتزم بالموقف المصري فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين، ورباعية ميونيخ، والرباعية الدولية، كون القاهرة تمثل طرفا رئيسا في مفاوضات التسوية الفلسطينية الإسرائيلية.
كما أوضح أن المؤشرات الروسية تؤكد استئناف الطيران إلى الغردقة وشرم الشيخ في الوقت القريب، مضيفا أن السائحين الروس يترقبون العودة إلى السواحل المصرية، عقب التأكد الروسي من أمن المطارات.
