خطأ في الرقم القومي يحرم مواطنًا شرقاويًّا من المعاش: "وصلوا صوتي للرئيس" (صور وفيديو)
حالة من الحزن يعيشها المواطن "محمد إبراهيم أحمد صيام"، بدأت منذ خروجه على المعاش واستعداده وأبنائه وأحفاده لتقاضي المبلغ الذي كفلته الدولة بقوانينها لأرباب المعاشات ومن خدموا بالوظائف الحكومية، لكن بدلًا من الآمال في أن يحل "المعاش" أزمة، لم يحصد الرجل سوى الحزن وعض أنامل الحسرة؛ لا لشيء إلا لخطأ ارتكبه أحد موظفي السجل المدني وهوَ يُدون تاريخ ميلاده ببطاقة الرقم القومي لينتقص من سنوات عمره أربع سنوات بالتمام والكمال.
على بُعد أمتار من وسط أحد الشوارع الرئيسية التي تتوسط حي "الحفانوة" القريب من وسط بندر مركز ومدينة أبو كبير، وداخل أحد المنازل البسيطة، بعث "الحاج محمد" كما يُلقبه أبناء الناحية، رسالة استغاثة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، يشكو فيها كل من مرت عليه شكواه ولم يتخذ أية إجراءات تُعينه على إحقاق حقه والتحصل على المعاش الذي كفلته الدولة، قبل أن يشير إلى أن أحد المسؤولين طالبه صراحةً بالذهاب إلى الرئيس: "قال لي روح لرئيس الجمهورية محدش هيحل لك حاجة".
الرجل استمر بعمله بمصلحة الضرائب العقارية بمركز ومدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية منذ عام 1991، ولمدة ناهزت الثلاثين عامًا، قضاها في خدمة وظيفته حتى استحق الإحالة للمعاش، خاصةً وأن الأوراق التي أتمت تعيينه وزواجه ودراسته ورحلاته بجوازات سفر رسمية جميعها تؤكد على أنه من مواليد 26 أبريل 1960، إلا أن خطأً ارتكبه أحد الموظفين بالسجل المدني تسبب في أزمته.
طرق "محمد" كل أبواب ومنافذ القانون، بدايةً من تحرير محضر وشكوى يُثبت خلالها الواقعة والخطأ في الرقم القومي، قبل أن يتلقى ردًا مفاداه أن تعديل الخطأ يجب أن يكون في حدود عام كحد أقصى، وكأنها مقايضة على سنوات عمره الحقيقية، مرورًا بعدة شكاوى داخل وخارج المحافظة جميعها لم تلقى سعة صدر من جانب أي مسؤول.
وقبل أسابيع، بعث الرجل باستغاثة إلى مجلس الوزراء، وهنا كان الرد مختلفًا عما اعتاد سماعه؛ إذ خاطبه أحد المسئولين المُكلفين بمتابعة شكاوى المواطنين هناك بأن المشكلة قد تم حلها، وأن عليه التوجه إلى الجهة المختصة لإنهاء أوراق معاشه، لكن هناك كانت الطامة الكبرى، بعدما أوضح له أحد المسؤولين بأن شكواه لم ولن تُحل، وأن عليه الذهاب إلى رئيس الجمهورية إذا ما أراد لأزمته حلًا.
عرض الرجل شكواه عبر "القاهرة 24"، قبل أن يشير إلى أن صاحب حق لا يطلب إحسانًا أو شيئًا لا يستحقه، وأن عدم صرف معاشه حتى الآن يُهدد أسرة قوامها 14 فردًا من أبناء وأحفاد، قبل أن يختتم حديثه بجملة ملؤها الأمل: "وصلوا صوتي للرئيس السيسي".