الصوت الرمضاني الأشهر
صوت شهير يصدع بالقرآن قبيل المغرب ليحلو به شهر رمضان الكريم دخلت عليه إحدى السيدات - دون إحم ولا دستور لا بسم الله ما شاء الله ولا اللهم صلى على النبي - وقالت كلمتها: عيون ملوك ومن ساعتها ضاعت عيون الملك وفقد الشيخ محمد رفعت بصره، فوهبه الله صوتًا نديًا ترتاح له الأذن وتقشعر له الأبدان، فهو المرتبط في الأذهان بشهر رمضان، التقى الطاهر الذي ظن بأن قراءة القرآن في الإذاعة حرام فامتنع عن القراءة إلا بعد الرجوع واستفتاء شيخ الأزهر في ذلك الوقت الإمام الأكبر محمد الأحمدي الظواهري، على حد علمي.
عن جواز إذاعة القرآن الكريم فأفتى له بجواز ذلك فافتتحها بقوله تعالى "إنا فتحنا لك فتحا مبينا"، ولما سمعت الإذاعة البريطانية "bbc العربية" صوته أرسلت إليه وطلبت منه تسجيل القرآن، فرفض ظنًا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين، فاستفتى الإمام المراغي فشرح له الأمر وأخبره بأنه غير حرام، فسجل لهم سورة مريم، وظل الشيخ فريد عصره يتمعن في فهم القرآن ويتأثر به في قراءته وليس من باب "أكل العيش" فقد زار صديقًا له قبيل موته فقال له صديقه من يرعى فتاتي بعد موتي، فتأثر الشيخ بذلك.
وفي اليوم التالي وهو يقرأ سورة الضحى وعندما وصل إلى (فأما اليتيم فلا تقهر) تذكر الفتاة وانهال في البكاء بحرارة، ثم خصص مبلغًا من المال للفتاة حتى تزوجت، ثم جاءت الزغطة في 1943 لتأخذ دورها في محنة الشيخ فقد أصيب بمرض سرطان الحنجرة الذي كان معروفًا بالزغطة في ذلك الوقت ليتوقف عن القراءة لعدة سنوات رافضًا قبول المعونة من الملوك والرؤساء قائلًا أن قارئ القرآن لا يهان، لتنعى من افتتحها الإذاعة وفاته في 9 مايو 1950 "أيها المسلمون، فقدنا اليوم عَلَمًا من أعلام الإسلام".
وقد سمي الشيخ بقيثارة السماء لحلاوة صوته التي تشبه آلة الطرب ذات الستة أوتار أو لجمال صوته الذي يشبه طائر القيثاري الأسترالي الذي يستطيع أن يشدو بأي صوت جميل.
